كورونا تجتاح شمال كردفان … وتهدد ولايات كردفان ودارفور

بقلم : ابراهيم عربي

حسب التقرير الرسمي لوزارة الصحة السودانية فإن شمال كردفان تحتل الموقع الثالث من حيث الإصابة بفيروس كورونا (23) مصاب بعد الخرطوم (680) والجزيرة (30) مصاب حسب تقرير المعمل القومي (إستاك)، غير ان الواقع يؤكد أن معدل الإصابة في شمال كردفان قد قفز بنسبة 300% في ظل ثلاث تقارير متتالية (8 ، 15، 23) بينهم (7) من الكوادر الصحية منهم (6) في مستشفي أم روابة و(واحد) في مستشفي الضمان الإجتماعي بالأبيض وعدد من الاطباء بينهم وزيرة الصحة السابقة الدكتورة آمال خليل وآخرين وعدد من المواطنين المخالطين في الحجر الصحي ، مما يؤكد انعدام وسائل الوقاية والحماية الطبية الكافية للكوادر الصحية وغيرها ، وبناء عليه يتوقع ان ترتفع معدلات الإصابة لدرجة مقلقة تجعل شمال كردفان ولاية موبوءة بالكورونا وبالتالي تهدد ولايات كردفان ودارفور .
فيما أكد مدير عام وزارة الصحة وزير الصحة والتنمية الاجتماعية المفوض بالولاية محمد أحمد ابرجب ان هنالك أحد عشر عينة لازالت محل إشتباه ، غير أن المعطيات أعلاها تؤكد تهاون الجهات المسؤولة دون الإستجابة الفورية لمواجهة الجائحة التي أطلت برأسها بالولاية منذ بداية مارس الماضي .
فيما كشفت الإصابات في شمال كردفان أن جميعها حالات مكتسبة من الخارج ، وبالطبع تتحمل مسؤوليتها بالدرحة الاولي الحكومة المركزية بسبب فتح مطار الخرطوم لدخول القادمين من الخارج دون اخد التحوطات اللازمة من فحص وحجز ودون تدوين المعلومات الكاملة عن القادمين ، فضلا عن هروب الكثيرين عبر منافذ حدود السودان الشمالية المتعددة دون رقابة ودون ادني مسؤولية حكومية ، فضلا عن عمليات التهريب التي لازالت مستمرة مابين الخرطوم وغيرها بالولاية ، ساعدها موقع شمال كردفان الوسطي المفتوح علي مصراعيه وسهولة الحركة المفتوحة ، ساعدها أيضا تباطؤ حكومة الولاية دون اتخاذ القرارات اللازمة في وقتها ونعتقد أن جميعها ساهمت في رتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا بالولاية .
غير أن والي شمال كردفان اللواء ركن الصادق الطيب عبدالله رئيس لجنة الطوارئ الصحية بالولاية اصدر مؤخرا قرارا صارما تم بموجبه قفل الولاية امام حركة المرور وقفل الأسواق واماكن التجمعات ، وإتخذت قرارها مؤخرا بإعتماد مستشفي الطوارئ والإصابات مركزا للعزل ، وشددت اللجنة علي ضرورة تطبيق بروتوكول العزل والحجر المنزلي للمصابين والمخالطين .
بينما وجهت اللجنة المواطنين أخذ التدابير اللازمة واتباع التوجيهات الصحية السليمة بالابتعاد عن الزحام والحرص علي غسل الايدي والصابون والبقاء في منازلهم كأفضل وسيلة للوقاية من فيروس كورونا ، بلاشك انها قرارات جيدة ولكنها تحتاج لمعادلات لتوفير المعينات اللازمة لاسيما وان الولاية تفتقر لكافة الجهود الرسمية والشعبية غير جهود منظمة الابيض الطوعية والتي لم تجد التعاون والإستجابة الفورية اللازمة من قبل الجهات المختصة بالولاية لماذا إذا سياسة (دس المحافير) ؟.
فيما كشفت مصادر (الرادار) إنعدام كافة المضادات الحيوية والبندول والكمامات والمطهرات والمعقمات بأم روابة خاصة والابيض ليست بأفضل منها ، فضلا عن معظم الادوية والعلاجات ، فيما إعتبر المدير التنفيذي لمحلية ام روابة خالد الشيخ محليته بإنها تمثل (يوهان الصينية) وقال أن ام روابة سجلت أعلا نسبة إصابة وسط الكوادر الصحية بالبلاد إنتقلت من الخرطوم عبر طبيب دون تسجيل إصابات وسط المواطنين ، كاشفا عن إغلاق سوق أم روابة وإجراءات لحجر مواطني قرية (شوري) ريفي عشانة مع إغلاق سوق بعشوم بسبب مخالطة طبيب مصاب بأهله هناك .
غير ان عدم تسجيل إصابة وسط المواطنين لا يعني خلو المنطقة من الكورونا بسبب المظاهر الإجتماعية وضعف الثقافة الصحية وربما لجأ المواطنين للعلاجات البلدية ، وأكد الشيخ ان المحلية خصصت بيت المعتمد مركزا لعزل الاطباء المصابين ومركز الدايات للحجر الصحي للمخالطين .
بناء عليه فإن إصابة شمال كردفان بالكورونا ترفع سقف إحتمالات الإصابة لما حولها من الولايات ، فإذا عطست شمال كردفان مرضت جنوبها وغربها تماما كما مرضت دارفور وبالتالي يصبح اكثر من (20) مليون مواطن عرضة للإصابة بالكورونا لاسيما في ظل وجود مناطق التعدين والتجمعات المتعددة والطرق المفتوحة وفي ظل الظروف القاهرة التي تعيشها المنطقة في ظل إنعدام المعينات والمضادات الحيوية والمطهرات والمعقمات وغيرها من المتطلبات ، وبالتالي تصبح الحاجة ملحة لتضافر الجهود المركزية والإقليمية والدولية والمحلية .
وإذ نناشد عبر (الرادار) الجميع وعلي رأسها الحكومة التنفيذية بقيادة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك والمجلس السيادي بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، كما نناشد الفريق اول محمد حمدان دقلو رئيس اللجنة الإقتصادية ، والبروف صديق تاور نائب رئيس لجنة الطوارئ الطبية ، ومحمد الفكي سليمان الناطق الرسمي بإسم المجلس ، والفريق شمس الدين كباشي ومحمد حسن التعايشي عضويي وفد التفاوض وعائشة موسي وكافة أبناء ولايات كردفان ودارفور بداخل البلاد وخارجها وكافة الجهات والمنظمات ذات الصلة والإختصاص ، ان هبوا جميعا لانقاذ أهاليكم أكثر من 50% من سكان السودان ، إنهم معرضون لكارثة حقيقية بإرتفاع معدل الإصابة في شمال كردفان الموبوءة بجائحة كرونا ، مما ترفع سقف إحتمالات إصابة ولايات كردفان ودارفور ، لاسيما وان الواقع لا يبشر خيرا في ظل تحذيرات وزير الصحة الإتحادي الدكتور أكرم التوم وتوقعاته بوصول إصابات كورونا بالبلاد إلى (ألف) حالة الجمعة المقبلة .
عمود الرادار …

Exit mobile version