هؤلاء ادعوا التوصل لعلاج لـ”كورونا”.. وهذا مصيرهم

من الهند إلى نيجيريا مرورا باليمن ثم مصر وتونس وأخيرا الأردن، يخرج من حين لآخر من يدعي التوصل لعلاج لفيروس “كورونا”، بل ويؤكد أنه، الذي سيخلص البشرية من هذا الوباء الذي حارت في التعامل معه كبريات مراكز الأبحاث العالمية.

بعضهم يتحدث عن أعشاب سحرية، وثان يتحدث عن قوى خارقة تساعده، وآخر يقول امنحوني نصف ساعة فقط لأخلصكم من هذا الفيروس، وبعضهم يخترع طرقا “مضحكة” للقضاء على كورونا.

معنيون هنا برصد هؤلاء أولا، ومعرفة مصير “أدويتهم” التي “اخترعوها”، ثم بفهم دوافعهم التي أدت بهم لسلوك هذا الطريق.

هندي يقبل الأيادي

اسمه “أسلم” يعيش في ولاية ماديا براديش بالهند، له أتباع داخل ولايته، أخبرهم أنه يستطيع أن يشفيهم ويحصنهم من فيروس “كورونا” بمجرد تقبيله أيديهم.

علاج فيروس كورونا في روسيا
© Sputnik . Алексей Даничев
طارت شهرة الرجل في الولاية كلها، وصدق كثيرون، وذهبوا إليه، لكن الغريب في الأمر أن الرجل وبعد أيام من عمله في تقبيل أيدي مرضاه وراغبي التحصن ضد الفيروس أعلن عن مرضه وتم تشخيصه على أنه مريض “كورونا”، ثم بعدها بأيام مات “أسلم” بحسب تايمز أوف إنديا

المفارقة هنا أن سلطات الولاية التي يعيش فيها هذا الهندي وقعت في مأزق حصر كل من تعامل معه ولامسه وقبله خلال الفترة السابقة على مرضه، ليتبين في النهاية أنه من بين 40 شخصًا أجرت السلطات اختبارات لهم كان 20 اختبارًا إيجابيًا لفيروس “كورونا”، وصرحت وقتها روتشيكا تشوها، من وزارة الصحة الهندية، لصحيفة تايمز أوف إنديا: “أن هناك 7 من بين الـ 20 من عائلة أسلم، أظهروا نتائج إيجابية”.

العجيب أن السلطات في الهند أعلنت أن “أسلم” ليس الحالة الوحيدة، وإنما هناك قرابة 29 شخصًا آخر يقدمون “علاجات” مماثلة، وتبين أن هذه العلاجات من أسرع طرق نشر الفيروس كهؤلاء المعالجين الذين ينفخون في الماء ثم يشربه المريض مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

حاول “أسلم” إذن تقديم نفسه على أنه معالج وقاهر لـ”كورونا” لينتهي به الحال صريعا كأحد ضحايا الفيروس.

سأذهب إلى الفيروس

على ذكر المعالجين ومدعي الكهانة يأتي ذكر “ديفيد إيليا” وهو كاهن نيجيري يحظى بشعبية وله أيضا أتباع يصدقونه، حيث توعد الرجل بأنه لن ينتظر بل سيذهب إلى الفيروس ويدمره في عقر داره “ووهان” في الصين.

ففي فيديو تم تداوله على مواقع التواصل قال ديفيد: “أنا ذاهب إلى الصين للتعامل مع فيروس كورونا، فعندما يكون هناك نبي، لا يمكن أن يموت الناس، لا أستطيع أن أكون نبيا في هذا العالم والصين تموت، ليس من الممكن”.

ولا أحد يعلم بعد هل سافر دديفيد، أم أنه لم يستطع لأن فيروس “كورونا” أرغم العالم كله على توقف حركة الطيران والسفر خاصة إلى الصين التي يريد هو الذهاب إليها.

View this post on Instagram
التونسي الذي “عطل” ميركل

وتلك قصة أخرى.. طبيب تونسي يعيش في ألمانيا، يرسل رسالة إلى الرئيس التونسي قيس سعيد، ليخبره فيها أنه توصل إلى علاج لفيروس “كورونا”.

الرسالة يتم تداولها على نطاق واسع، فيخرج وزير الصحة التونسي بتغريدة يؤكد فيها أنه سيتابع مع الطبيب الألماني تفاصيل علاجه الذي اخترعه.

ثم يتسع الأمر بفيديو يتم تداوله على نطاق واسع للمستشارة الأمريكية أنجيلا ميركل والتي تعلن فيه أنها تأخرت على اجتماع هام بسبب محادثتها مع الطبيب التونسي “كمون” صاحب اختراع الدواء الذي سيقضي على “كورونا”،

الفيديو يتم تداوله على نطاق واسع، يهلل كثيرون فرحا، لكن سرعان ما يخرج حساب ألمانيا بالعربي على تويتر ليؤكد أن القصة بالكامل مفبركة، وأن الترجمة التي صاحبت فيديو أنجيلا ميركل ليست صحيحة.

ومن وقتها لا أحد يعرف أين ذهب الدكتور كمون، ولا أين ذهب علاجه.

الصيدلي المصري.. إلى النيابة

وتلك قصة صيدلي من المنوفية (إحدى محافظات الدلتا المصرية) احترف اختراع عقاقير عشبية لشفاء الأمراض المزمنة كالتهاب الكبد الوبائي وغيره بحسب وسائل إعلامية مصرية.

ومع “كورونا” أعلن عن نفسه، وطلب من مرضاه الخروج من العزل، وتناول عقاره الذي صنعه بنفسه داخل معمله الخاص.

يتوافد عليه العشرات، ويشترون عقاره، يذيع صيته، يصل الأمر إلى وزارة الصحة المصرية التي تقوم عن طريق مديريتها الصحية بالمحافظة بمداهمة صيدليته ومصادرة كميات من عقاره ثم تحرير محضر له بالعمل خارج إطار القوانين واللوائح وتعريض حياة المواطنين للخطر وإحالته للنيابة العامة.

أردني: امنحوني نصف ساعة

وهذا مواطن أردني يطير فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد فيه أنه اخترع دواء فعالا لوباء “كورونا”، طالبا 2 مليون دينار كمقابل مادي يدفع إليه نظير هذا الدواء.

ويعد المواطن الأردني بأن مستشفيات المملكة الأردنية ستخلو من مرضى “كورونا” عقب توزيع الدواء عليها بـ”نصف ساعة”.

وفي النهاية فإن هذا الأردني الذي أعلن عن اسمه ومكان إقامته قد استدعته النيابة العامة الأردنية للتحقيق.

سبوتنك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى