علي الزعتري يكتب : “أنا السوداني أنا”

مسؤول أممي سابق بالسودان

الخرطوم الحاكم نيوز

كتبت مقالةً بعنوان “يبقى السودان مهماً” نشرت في صحيفة “السفير اللبنانية08-10-2014 “حينما كنت أشغل منصب منسق الأمم المتحدة في السودان في مهمةٍ بدأت في مارس/آذار ٢٠١٢ و إنتهت عملياً يوم ٢٥ديسمبر/كانون أول ٢٠١٤ عندما قررت حكومة السودان آنذاك أن تعتبرني شخصاً غير مرغوب به في السودان و أمهلتني ٧٢ ساعة لأغادر البلاد. و لقد غادرت السودان و لكن بعد أكثر من شهر من هذا التاريخ. أما سبب هذا القرار فأعود إليه بمذكراتي التي هي قيد الكتابة. لكنني تابعت السودان متابعة المحب لوطنه و لا أزال. و بيني و أصدقائي السودانيين حديثٌ متواتر نتناول الأفكار فيه بشأن التطورات ببلدنا الحبيب. غير أن تدافع أخبار التطبيع بين السودان و العدو الصهيوني تفرض على الكتابة في الشأن السوداني لأنني أشعر بالحزن الشديد لهذا التطور. و رأيت تحديث مقالتي لعام ٢٠١٤ بما يتناسب و المستجدات و مُردَفةً برؤيتي المتشائمة للسودان الذي يبقى مُهِّماً بموقعه الهام و مُهِّماً محملاً بالهموم له و لمحبيه.
لم يغب السودان عن الرأي العام منذ سقوط البشير لكنه اليوم حاضراً بعد لقاء حاكمه العسكري عبد الفتاح البرهان بنتنياهو في كمپالا و حينها دفع البرهان حكومة السودان المدنية المؤقتة لقبول الصلح مع العدو الصهيوني على الرغم من تصريح رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك برفضه على أساس الحاجة لرؤية شاملة من الأمة السودانية لهذا الطلب. و كان رأى البرهان أن الصلح من مصلحة السودان لرفعه عن قوائم الإرهاب و جادل حمدوك أن لا رابط بين هذا وذاك. و يبدو أن الصراع المزمن في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والذي سيشهد توقيع اتفاقيات سلام جديدة، والاقتتال المتجدد في ولايات أُخرى في الشرق على خلفياتٍ عشائرية، و التدهور المستمر للنقد السوداني و لإقتصاده و الضغط المتواصل الغربي و العربي لربط الإنفراج بالصلح مع العدو، تلوي ذراع السودان ليَّاً موجعاً لا يمكنه من رفض التطبيع و لو ماطلت حكومته المدنية.
لكن السودان السابق للبرهان تعامل مع العدو الصهيوني. معلومٌ لجعفر النميري دوره لترحيل يهود أثيوبيا عبر السودان مقابل ما قيل أنه رشىً استلمها في عام ١٩٨٤ و ١٩٨٥ و أصبح هذا تاريخاً معروفاً. و من نافلة القول أن عمليةً مثل هذه اقتضت اتصالاتٍ مباشرة و عبر وسطاء لتنفيذها. فالعلاقة إذاً بين نظام النميري و العدو الصهيوني كانت واقعاً لأجهزة الدولة و هي للأسف وسمت السودان للأبد بالفلاشا المهربين الذين بات أبناءهم المجندون في الجيش العنصري الصهيوني ينكلون أشد التنكيل بالفلسطينيين و السوريين.
ثم جاء عمر حسن أحمد البشير عام ١٩٨٩ على رأس إنقلابٍ تطور ليصبح دولةً بمبادئ إسلاميةَ التوجه فاحتضن أسامة بن لادن و الجهادية الإسلامية على أنواعها. ولهذا و لسياساته الضاربة في دارفور و القتال المستعر مع حركات التمرد بجنوب السودان و جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهي حركات حصلت دوماً على دعم الغرب، فقد أُعلِنَ البشير مطلوباً و حاشيته للمحكمة الجنائية الدولية. و تعرض السودان لهجمات جويةٍ أمريكية و صهيونية ضد مؤسسات مدنية مثل مصنع الدواء و مؤسسات تصنيع عسكرية و قوافل السلاح بحجة أن السودان يصنع الأسلحة و يرسلها لصالح حركة المقاومة الفلسطينية في غزة. و تم تضييق القيود بالحصار والعقوبات وتأزيم الداخل الإقتصادي و تقوية التمرد و فصل جنوب السودان بالاستقلال عام ٢٠١١.
كل هذه العِصِّيِّ غليظة الوطأة و شديدة الأثر أُستخدمت بتواتر حتى حانت ساعة تقديم الإغواء للبشير بإبقاءه حاكماً مقابل علاقات مع العدو. نعم، كان البشير وبعض أركان حكمه يتشاورون بجديةٍ بالغة أن يقفزوا للتطبيع ليبقوا في الحكم و بالتوازي ربما ليجدوا وقتاً و مالاً ليحلوا مشاكل السودان التي ساهموا بتعقيدها. و المعادلة التي قُدِّمت له هي تعاونٌ إستخباريٌ حميم ضد الجهادية بما يملك من معلومات و تحولٌ من علاقاته المرفوضة خليجياً مع إيران و إبتعاده عن الحركات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين و دخوله التحالف ضد الحوثيين باليمن و تدريجياً بناء أرضية علاقاتٌ مع الصهاينة مقابل رفع العقوبات و تهم الإرهاب. ظن البشير رضاء العرب و العالم بهذه الخطوات و ترسيخ بقاءه حاكماً. كم كان مخطئاً. قد تكون المظاهرات التي أقصته بدأت بعفوية ثم نجحت بمساعدة الجيش و قادته من الذين كانوا من أخلص الزملاء له في المؤسسة العسكرية العريقة ورديفتها الميليشياوية. لكنني أشك أن أحداً ربما همس بالأذن المناسبة لهم و في الوقت الحرج للبشير بعد استفحال التنكيل بالمحتجين الشباب أن الوقت حان لإخراج البشير من القصر نحو سجن كوبر مقابل الدعم الموعود. و هذا ما حصل. و إلا كيف يعقل أن يطير البديل العسكري البرهان للقاء النتنياهو فجأة و من دون معرفة مدنيي الحكومة السودانية المؤقتة. كانت الثورة على البشير واجبة لإنعدام قبوله داخلياً و عالمياً و لكن لو بقي البشير لرأيته مثل البرهان في كمپالا يطلب النجاة من العقرب.
إن من المؤلم التغاضي العربي عن مكانة السودان و تركه ليواجه الإبتزاز السياسي و كم هو محزنٌ تصريحات المسؤولين السودانيين أن قبض الثمن العادل طريقٌ للتطبيع. صار علناً بيع الأوطان. السودان في خضم هذه الإضطرابات السياسية والحروب الأهلية في حين هو المركز الذي يمتزج فيها العربي والإفريقي ليشكل السودان عبره جسراً وبوابةً تربط كلا العالمين يستحق العون. لكن المؤسف أن العرب القادرون على العون هم من يدفعه و ينصحه للتطبيع. فبإستثناء الدور القطري الذي عمل على وساطات مكثفة للسلام في دارفور فإن العرب تعاملوا و يتعاملون مع السودان بأسلوب متجزأ غير كُلِّي و بلا اعتبار لمكانته الإستراتيجية. لم ينتشلوا السودان من صلب مشاكله إنما تركوه و مشاكله المتعددة ليواجه العالم. بالطبع، سودان البشير تخبط و أقترف من الموبقات ما لا يجعله محط الإعجاب لكن العرب ما استطاعوا و لا تجرأوا إنقاذ السودان على مر الحكومات السودانية قبله فبات ساحة عمل غربية أمريكية و أوروبية و أُقفلت الأبواب بوجهه تِباعاً و لم يبق للسودان إلا التغيير الشامل ضد البشير و هو تغيير شرعيٌ و بوقته ضد الظلم، و الذي أتى بحكومة جديدة لكنها بقيادة العسكر الضامنين كما في حال جل حكومات السودان السابقة وهم وللعجب يتصدرون مشهد التطبيع والاستسلام.
ثمة من كان يرى أن السودان يتحول عملياً منذ منتصف التسعينات إلى دولة مهمّشةً. يسوق البعض هذا الاستنتاج ربطاً بالصراعات الدموية و الاقتتال المستمر بين الحكومة والمعارضة أو بين القبائل، علاوةً على الفساد و الوضع الإقتصادي الصعب الذي تعاني منه البلاد في ظل تبدّل السياسات المالية والإقتصادية المُخْتَلَفِ دوماً على نجاعتها. كما أن النظرة العامة لسياسات السودان هي أنها سياسات مجافية للحقوق الأساسية فكانت هذه النظرة تسهم في تعضيد الاستنتاج بالسودان المهمش. أما السودان فإنه كان ينظر لهذه الإتهامات وينفيها بضراوة مشيراً بأصابع الغضب إلى الغرب ومتهماً إياه بالنكوص دوماً عن الوعود برفع العقوبات عنه والتخفيف من ديونه وهي وعودٌ يقول السودان إنه وُعدَ بها مراراً حالما تنال دولة جنوب السودان استقلالها، وحال توقيعه اتفاقيات سلام مع الجماعات المتمردة. ويؤكد السودان أنه ألتزم بالشرطين، غير أن الغرب لم يفِ بوعوده فحسب، بل شّدد من عقوباته المجحفة واستخفافه بالسودان عبر الضغط. و الآن بعد ثورة الشعب المكلوم يُجاهر الغرب بمطلب التطبيع بعد أن كان يضع هذا المطلب همساً حلاً لهذه المشاكل. يكاد الغرب بل يتعمد إهانة السودانيين بالتطبيع تحت مسمى الحل لمشاكلهم وهم الذين تحدوا النظام طلباً للحرية فإذ بهم يحاصرهم الغرب بالابتزاز: الحرية ثمنها التطبيع.
لا شك أن السودان يمر بحلقات متتالية من الضعف الاقتصادي والاجتماعي و الاعتراك السياسي والاقتتال الداخلي. أنظروا مثلاً لمعدلات الفقر بين السودانيين بكل السودان بمعدلها الذي يناهز ٦٥٪؜ من الشعب و في ولايات شرق و غرب دارفور و جنوب كردفان تصل النسبة لما فوق ٦٠٪؜ و بولاية البحر الأحمر هي ٥١٪؜ من المواطنين. و انظروا لما يصل إلى مليون و ستمائة ألف سوداني نازح داخلياً. و انظروا لمعدل نمو الناتج الإجمالي المحلي الذي كان ٢،٢٪؜ بالسالب عام ٢٠١٢ و ارتفع إلى ٣،٥٪؜ في عام ٢٠١٦ ثم هوى تدريجياً ليصل إلى ٢،٣٪؜ و ٢،٥٪؜ بالسالب لعامي ٢٠١٨ و ٢٠١٩. أما عجز الميزان التجاري في عام ٢٠١٩ فقد وصل لستة مليار دولار. و بقيت معدلات الحوكمة و المؤسسية و الإستثمار و بدء الأعمال و تسجيل الشركات في أسوأ المستويات العالمية. أما معدل التضخم فقد كان ٥٧٪؜ في عام ٢٠١٩ وصاحبه تدهورٌ مريع بقيمة الجنيه.
قطعاً تعني هذه الأرقام واقعاً كارثياً للساسة و الحكومات وتأثيرها المباشر على الشعب لا جدال فيه فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية باضطراد وتفشى الظلم والفساد اللذين صاحبا حكم البشير مما دفع الشباب للثورة و لحقتهم المؤسسية السودانية بعد تردد لتطيح البشير عن الحكم. بمؤتمرها للنهضة التنموية الذي انعقد قبل أيام نشرت حكومة السودان هذه الأرقام لتدلل على أن تغييراً لوضع السودان يجب أن يحدث للأحسن. لكن السودان لن يستطيع تحقيق ذلك لوحده. لقد انعقد مؤتمر الرياض لأصدقاء السودان و لم نسمع منه دعماً يُدكر أما مؤتمر برلين فجمع ملياراً و ثمانمائة ألف دولار لا تكفي أبداً لتحقيق هذه النهضة.
لا يمكن التخلي عن السودان وهو الجسر الذي يربط العالم العربي وإفريقيا وتركه عرضةً لأزمات اقتصادية تسبب هزات وخلخلة سياسية و عشائرية و اجتماعية تدفع بالسودان إلى الزاوية البائسة. بل يجب وضع كافة أشكال التعاون العربي-السوداني موضع التنفيذ مع السودان لتحقيق إنفراجات طويلة الأثر و ملموسة من الشعب لتجنب أي حالة من الفوضى أو الضعف في البلاد والتي إن حصلت ستصب في مصلحة التطرف الأثنية والعقائدية. لقد اتجهت الحكومة المؤقتة للأمم المتحدة لإنشاء بعثة خاصة بالسودان لكتابة الدستور و مساعدته في تعزيز الحكم الرشيد والحقوق المتساوية و حقوق الإنسان و التنمية. خطوة مهمة حملت هاجس الحكومة من الفوضى لو تصدت لهذه الأهداف لوحدها فأرادت غطاءً أممياً يسند الشرعية. أتمنى أن لا تترك الحكومة مقود القيادة لأي بعثة و أن تتولى هي هذه المهام طالبةً العون التقني والسياسي متى ما احتاجت. خوفي من تغول الظل الأممي على الدولة و تصرفها كمفوض سامي لا تتحرك الدولة إلا برضاه.
إن السودان هو أرض الفرص للمستثمرين الجادين في كل مناحي الإستثمار التى لا يمكن إحصاؤها، ولكن أموالهم تحتاج لقوانين جاذبة تمكنهم من الربحية دونما إجحاف وفي نفس الوقت يجب على المستثمرين أن يحترموا مسؤولياتهم المجتمعية لمساعدة السكان المحيطين جغرافياً بمشاريعهم الإستثمارية وعموم السودان على التعلم والتدريب وحماية البيئة المعرضة للخطر. إن السودان يحتاج المستثمرين الذين يحملون حقوق الإنسان وحقوق العمال والسلامة والصحة المهنية و البيئية و التراثية على محمل الجد. وفي هذا الإستثمار المسؤول رافد هائل لاقتصاد السودان في ظل توفر الثروات الطبيعية في أراضيه، على أن يرى المواطن السوداني الآثار الإيجابية لهذه الإستثمارات تنعكس تقدماً وتطوراً على أوجه حياته. لقد رأت كل الحكومات السابقة هذه الإمكانيات السودانية العظيمة من استخلاص السكر مروراً بالصمغ العربي و النفط و الذهب. ثروات السودان المعدنية المعروفة تشمل تقريباً كل معدن يخطر على البال بضمنها مليون ونصف طن من اليورانيوم في دارفور. هذا عدا عن الثروة الحيوانية و الزراعية و البحرية. كلها قدرات جاذبة بالقدر الذي تستطيع الحكومة إدارته و تحويل أرباحه فوائد تعود للمجتمعات المحلية بالحجم و العدل الذي سيبقي هذه المجتمعات سنداً الدولة السودانية لا عدواً لها.
لكن لا يجوز أن يكون ثمن خلاص السودان بيعه مقابل التطبيع و هذا ما يسعى له الوسطاء و يلقى آذاناً سامعة في دوائر السودان خاصةً وغرابةً في الجيش و الدبلوماسية السودانية. بل الواجب استنفار العون العربي الشعبي قبل الرسمي لانقاذ السودان من ديونه و مساعدته النهوض لصالحه ولصالح العرب و التجسير المفيد بإفريقيا. نعم يريد السودان مساعدات العرب لضحايا الفيضان و باقي الكوارث الطبيعية و لكن السودان كله على وشك أن يغطيه فيضان التطبيع بعلاقةٍ مع العدو. ماذا نقول أكثر من ذلك لمن يسمع و يعي في السودان و العالم العربي؟
إن تُرِكَ السودان ليواجه لوحده كابوس قائمة الإرهاب و الديون و الحصار والقضايا التي تطالبه بتعويض ضحايا نيروبي و كان ثمن الخلاص منها الصلح مع العدو فتوقع أن يغرق السودان في متاهاتٍ متجددة أظنها التالية:
لن يعفو الغرب عن السودان إلا بالسيطرة على عقيدته الصافية و ثروته و سياسته. العقيدة سَتُرَّشَقْ لتخفيف ما يؤذي الجنوح نحو السلام الزائف. و سنرى القيمة الاستهلاكية تعلو على القيمة الإنتاجية إلا ما سيُكتشف و يُصدرُ خاماً دون عدالة توزيع و مشاركة الولايات و المجتمعات. و سيعلو علم العدو عنواناً أليماً في سماء الخرطوم.
خلال أشهر و حيث توجد الثروات المكتشفة بدارفور وجنوب كردفان و النيل الأزرق و الشرق و البحر الأحمر و الشمال ستظهر في الولايات نزعات الإحتجاج و طلباًت الاستئثار بالنصيب الأكبر من العائدات و لربما مطالب بالانفصال. سيغدو الوضع مركزية تصارع الأطراف التي ستحظى بالدعم الخارجي تماماً كما حصل مع الجنوب.
لن تكفي التمويلات و القروض و الإعفاءات لنهضة السودان الزراعية و الصناعية وسيرتهن السودان لديون جديدة. و مع الضغوط المتجددة من الولايات و الضغوط الخارجية المتواصلة لمزيد مما يسمى الحريات على حساب الركائز العقائدية سيجد السودان نفسه منزلقاً نحو أزمات متجددة تقودها قوى تجذب المجتمع لمؤازرة هذا أو ذاك.
لقد كان الهدف الأساس منذ عقود هو تفكيك هذا البلد وتفتيته. يحصل هذا تدريجياً بمكر الخارج و بفوضى الداخل. و الرائي للمشهد السوداني يتوقع أن تسعى ولاياته الحدودية بدعمٍ خارجي للإبحار بعيداً عن الخرطوم و رغماً عنها. إن عقيدة العدو هي تعزيز الكيانات المنضوية تحت أعراق وأديان تبريراً لعنصريته والسودان مهيئٌ تماماً بقومياته و خلفياته لهذا المصير.
ثم نعم، الإتفاقيات المحتفى بها للسلام مع المعارضات قد تؤتي ثمارها في تحقيق هدوء مؤقت لكن هذه الحركات لا تُخفي اعتمادها على الدعم الغربي وتسعى للبقاء ليس فقط طرفاً أساسياً في الحكم لكن كذلك طرفاً ساعياً لمزيد من التنازل لمطالب مؤيديها بالداخل و الخارج.
إن رفض التطبيع الاستسلام واجبٌ تتداعى له جموع السودانيين الآن و يجب على حكومتهم الإنصياع لهم. و لكن الموقف المؤسف الذي يُضعف السودان هو في العرب من ذوي التمويل الذين يحرضون السودان للتطبيع و بإمكانهم أن ينتشلوه لو أرادوا. إذا كيف يخرج السودان من هذه المصيدة المحكمة؟ الإجابة أن الخروج من دون دعم عربي سيكون مستحيلاً لكنني آمل أن يتمكن السوداني المواطن و المسؤول الوطني من استلهام ما يُبقي بلاده مرفوعة الرأس دون تطبيع حتى لو لم تنزاح عنه إرهابيات الغرب. و الشعب العربي مُطالبٌ بدعم السودان عبر كل آليةٍ ممكنة و متاحة مالياً و مادياً. و السودان مُطالبٌ لطلب هذا الدعم و تهيئة العون له. إن الله مع الصابرين و يد الله مع الجماعة. هذا ما يقوله العربي المحب للسودان مثلي و الذي لا يملك إلا محبته و أماله سلاحاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى