أسامة سعيد يكتب: مبارك الفاضل يهرف بما لا يعرف

الخرطوم : الحاكم نيوز
تابعت حديث لمبارك الفاضل في قناة الحدث يُنظّر فيه كعادته بدون علم ومعرفه ويدعو فيه لإلغاء إتفاقيات المسارات في إتفاق جوبا بحجة انه لا توجد حرب في الشرق والشمال والوسط ! بالنسبة للشرق فهو منطقة نزاع وفقاً لتوصيف القانون الدولي لحالته الماثلة حيث جرت به حروب لمدة ثلاثة عشر عام اسبابها مازالت قائمة ومخلفاتها من الالغام مازالت تحصد الارواح يومياً وهناك ميزانية دولية لإزالة هذة الالغام ذهبت الي جيوب زملائه في نادي الفساد من اعوان النظام البائد والحجه الاخرى التي دفع بها هي ان للشرق إتفاقية تم التوقيع عليها في اسمرا في العام ٢٠٠٦ المدهش انه لا يعلم بأن إتفاقيه زملائه في النادي المذكور أعلاه قد إنتهت آجالها القانونية المنصوص عليها في الاتفاق نفسه وان صندوق الاعمار الذي تحدث عنة فقد تم حله من قبل حكومة محمد طاهر إيلا بعد إنقضى آجله المنصوص عليه في الاتفاق ، لكني ابشر السيد مبارك واقول له بأن اتفاق مسار الشرق في سلام جوبا نص علي إجراء تقييم لكل اعمال الصندوق عبر بيت خبرة وسوف تتم محاسبة كل من افسد ونهب بإسم الشرق وبالمناسبة كل ما يجري الان في الشرق من تصعيد بسبب هذا النص .
حديث السيد مبارك ضد السلام ليس فيه جديد فهو يدافع عن إلامتيازات التاريخية للطبقة السياسية التي ينتمي إليها والتي تريد ان يظل الهامش هامشاً الي قيام الساعة.
علي اى حال اتفاقات المسارات في إتفاق جوبا اتت وفقاً لما نصت عليه الوثيقة الدستورية في الفصل الخامس عشر المادة ٦٨ /١ (من مهام الفترة الانتقالية تحقيق السلام و انهاء الحرب لمعالجة جزور الازمة السودانية ومعالجة اثارها مع الوضع في الاعتبار التدابير التفضيلية للمناطق المتأثرة بالحرب والمناطق الاقل نمؤً ومعالجة قضايا التهميش والمجموعات المستضعفة والأكثر تضررا).
اتفاق جوبا عالج القضايا المشار إليها في الوثيقة الدستورية عبر المسارات المختلفه هذا عوضًا علي ان اتفاق سلام جوبا إلتزام دولي تضمنه الدولة الراعية حكومة جنوب السودان والضامنين الدوليين الذي وقعوا علية وقبل ذلك فهو إتفاق ملك للشعب السوداني وهو الذي سوف يحرسه لانه احد اهم شعارات ثورته وشعوب الهامش سوف تعض عليه بالنواجذ لانه انهى التهميش الذي يصر علي بقائه السيد مبارك الفاضل وطبقته السياسية.
وفي جزئية تكشف عن جهل السيد مبارك نسب حديثاً لاستاذنا نبيل اديب زميلنا في لجنة الدستور بالحرية والتغيير التي اعدت الوثيقة الدستورية في نسختها الاولي قبل التحريف الذي لا يمكن ان يكون قد قال بأن اتفاقية سلام جوبا لا يمكن تنفيذها إلا بعد المصادقة عليها من قبل المجلس التشريعي الذي هو في رحم الغيب وهنا اقول للسيد مبارك ان ذات الوثيقة قد منحت مجلسي السيادة والوزراء سلطات المجلس التشريعي وذلك بنص لمادة ٢٥/٣ (الي حين تشكيل المجلس التشريعي تؤول سلطات المجلس لاعضاء مجلسي السيادة والوزراء يمارسونها في إجتماع مشترك تتخذ قراراته بالتوافق او بأغلبية ثلثي الاعضاء)
هذا يعني ان المصادقة علي اتفاق سلام جوبا سوف تتم في إجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء ولا حاجة لإنتظار تكوين المجلس التشريعي الم اقل لكم بأن مبارك الفاضل يهرف بما لا يعرف ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى