شــــــــوكــة حـــــــــوت – ممـكن تـلزمـوا الصـبر؟ – ياسر محمد محمود البشر

الخرطوم- الحاكم نيوز

مجرد التوقيع على إتفاقية سلام جوبا تكون الحكومة الإنتقالية منتهية الصلاحية ويكون التاريخ قد طوى الصفحة الأولى من صفحات ثورة ديسمبر وتكون الوثيقة الدستورية قد عُطلت بموجب إتفاق جوبا للسلام ويكون عهد ثانى من عمر الحكومة الإنتقالية قد بدأ وكل المعاناة التى عاشها الشعب السودانى فى فترة ما بعد سقوط البشير تكون قد ذهبت أدراج الرياح ولا بواكى عليها وكل العبث السياسى الذى تم بعد نجاح الثورة والإطاحة بالمخلوع البشير يكون قد ولى وكتب ضد مجهول وإن كان معلوم بالضرورة ومنذ توقيع الإتفاقية تكون الأحوال قد تبدلت تماما وسيتم تكوين حكومة جديدة تمت المحاصصة عليها بجوبا ولا صوت يعلو فوق صوت الإتفاقية إلا إذا ما تمت عملية مفاوضات جديدة ما بين الحكومة الإنتقالية الثانية وبين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور وبعدها سيتم الحديث عن حكومة إنتقالية ثالثة ولا حديث عن تحول ديمقراطى أو إنتخابات.

سيدى الشعب السودانى الأسمر ما زالت الحكومة تقدر معاناة الشعب التى يعيشها وعلى المواطن أن يحتمل فشل الحكومة فى الإهتمام بمعاش الناس فى الفترة الماضية حتى أصبح الحصول على لقمة الخبز لا يتم إلا بشق الأنفس بعد أن تنازل المواطن السودانى عن وجبة وأصبح يكتفى بوجبتى الفطور و (الغشاء) والغشاء وجبة يتم تناولها بعد صلاة المغرب لتحل محل وجبتى الغداء والعَشاء وعلى المواطن أن يصبر على فشل الحكومة فى توفير العلاج والأدوية المنقذة للحياة وحتى أبسط أنواع الأدوية أصبح الحصول عليها كالحصول على الغول والعنقاء والخل الوفى على الشعب السودانى أن يحتمل فشل الحكومة شهر إكتوبر القادم حتى يتم تشكيل الحكومة الإنتقالية الثانية وتوفيق أوضاع الموقعين على إتفاقية جوبا.

وحتى يتم الفراغ من تشكيل الحكومة الإنتقالية الثانية ستتولى مقاليد الأمور بالبلاد حكومة السماسرة والتجار والإنتهازية الواعية وستشهد الأسواق إرتفاع السلع الإستهلاكية بصورة لم يشهد السودان لها مثيل وستقفز نسبة التضخم من ١٧٠٪ إلى ١٩٠٪ وسيكون هناك شح كبير فى المواد البترولية والتى ستؤثر بدورها على كل مفاصل الحياة وسترتفع أسعار سلعة الدولار إلى سعر خرافى ولو أن الطبيعة لا تقبل الفراغ فإذا تركت إتفاقية جوبا فراغ دستورى فإن السماسرة والتجار سيملاؤون هذا الفراغ ولن ينتظروا حتى يتم تشكيل الحكومة الإنتقالية الثانية.

الشعب السودانى الأسمر سيتم تشكيل حكومة إنتقالية جديدة ويتم تعيين أعضاء جدد بالمجلس السيادى وسيتم تعيين مجلس تشريعى جديد بالمحاصصة وحتى يتم توفيق أوضاع القادمين الجدد فإن هذا يتطلب صرف مالى وإلتزامات فلذلك المطلوب من الشعب السودانى أن يقدر حجم الظروف التى تمر بها الحكومة ولذلك لابد للمواطن أن يوسع مواعين صبره ويحتمل شهر شهرين على المعاناة وإرتفاع الأسعار لأن الحكومة لها ما يكفيها من الهموم ولابد من تقديم الأولويات من المهم إلى الأهم والمهم الآن تنفيذ إتفاقية جوبا للسلام وتوفيق أوضاع الموقعين عليها وعلى الشعب أن يحتمل ويحتمل ويلزم الصبر ويبقى السؤال الموجه من الحكومة الإنتقالية للمواطنين (ممكن تلزموا الصبر).

نــــــــــص شــــــــوكة

الحاضنة السياسية للحكومة الإنتقالية لم تعد وحدها فى المشهد فالحكومة القادمة ستكون مثل الهاتف الذكى سهل التعامل معه من الخارج لكنها معقدة من الداخل ولكل فريق سياسة يتبعها وجميعهم يتعاملون بنظرية (لابد لى وأنا شايفو).

ربــــــــع شــــــــوكــة

(هسة فى زول جاب سيرة الصبر الكتل الورل).

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى