الرادار – ابراهيم عربي– (الوالي وإعتصام دينقا) … أرضا سلاح..!

نعود مجددا لنكتب عن إعتصام المجلد (دينقا أم الديار) بعد (37) يوما من بدايته وبعد إسبوعين من مقالنا السابق (دينقا أم الديار .. بالصوت بالصورة) ، نكتب في  وقت لازالت فيه ملابسات وتحريات فض الإعتصام أمام مقر القيادة العامة بالخرطوم تراوح مكانها منذ أكثر من (15) شهرا ، حيث لازال الغموض يكتنف الموقف ، نكتب في هذا التوقيت لنقول ل(الوالي وشباب الإعتصام في دينقا .. أرضا سلاح ) !.
في خطوة أعتقد إنها ستقود لمزيد من التصعيد وتأزيم الموقف ، أصدر والي غرب كردفان (المدني المكلف) حماد عبد الرحمن صالح قرارا حظر بموجبه التجوال داخل مدينة المجلد (دينقا أم الديار) من الساعة السادسة مساء وحتي السادسة صباحا إبتداء من الأربعاء 16 سبتمبر 2020 ، إعتبره المعتصمون خطوة مقصودة في إتجاه التصعيد لتنفيذ تهديدات الوالي لهم بفض إعتصامهم المستمر بالقوة ، فانطلقت الدعوات لمزيد من الإحتشاد والتتريس للشوارع المؤدية لساحة الإعتصام ، فيما وجد الإعتصام المزيد من تعاطف المجتمع من مختلف المكونات . 
ولكن هل حقا يقصد الوالي ذلك ؟ أم فشل صالح المتخصص ﻓﻲ (التفاوض ﻭﻓﺾ النزاعات) والحاصل علي ﺩﺑﻠﻮﻡ ﻓﻲ (ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ والتفاوض لحل النزاعات) ؟، هل فشل دون التوصل لإتفاق لفض إعتصام المجلد بالطرق السلمية ؟ وإلا لماذا قفل صالح باب التفاوض ولجأ للتصعيد والخيارات العسكرية ؟ ام إعتبر الوالي تصرفات بعض الصبية الذين قذفوه بالحجارة سلوك غير مقبول يستوجب تأديب أهله بالمجلد ؟ أم أن الإعتصام فات حده فانقلب إلي ضده ؟!.
علي كل فإن أسباب الإعتصام تعود لمطالب عادلة ومشروعة (تنموية وخدمية) شملت كهرباء المجلد وترقية أداء المستشفي وقضايا التعليم ومشكلة المياه وإنعدام الطرق وإزالة التمكين وقضايا البترول من توظيف وعائدات ودرء مخاطر التلوث البيئي وغيرها ومشكلة السجل المدني والدفاع المدني ومشاكل الثروة الحيوانية ومتطلبات الشباب والثقافة والرياضة ومشاكل الإداريات بالمحلية وغيرها .
ولكن بالطبع لا نطالب الوالي بحلها دفعة واحدة فإنها حقوقا تراكمية ، ولكنها أيضا ليست مطالب عصية عن الحلول لنعلقها فشلا علي شماعة النظام السابق هكذا! ، إنها قضايا يمكن حلها جزئيا وبعضها وقتيا والبعض الآخر يمكن تأجيلها ، وأعتقد حل جزء منها سيخفف الإحتقان ويقلل كثير من حدة التوتر بدلا عن التصعيد من قبل الطرفين .
أعتقد ليس من الحكمة ولا من الكياسة في عهد الثورة إستدعاء الوالي للقوات النظامية بمثل هذه القرارات الأمنية ضد شباب هم صناع الثورة  !، فلا تفسير لحظر التجوال في المجلد (دينقا ام الديار) في مثل هذه الظروف غير التصعيد ، وحتما سيقابله تصعيد مضاد من قبل المعتصمين (لجان المقاومة) بالتتريس ، حيث تداعي المواطنين شيبا وشبابا ، ثوار وكنداكات ، وبالطبع كلما طال الإعتصام ستتعقد الحلول لا ياهؤلاء أدركوا الحلول قبل فوات الأوان (أرضا سلاح) !.
لاسيما وأن منظموا الإعتصام هم لجان المقاومة ونفر من الحاضنة السياسية ، الحرية والتغيير (قحت) وبعض المواطنين وجميعهم شركاء في الثورة ، غير أن منتقديهم قالوا انهم كيزان وضد الثورة فيما قال آخرون انهم جماعة تجد دعما وسندا من الحركات المسلحة ، ولكن أعتقد مهما قالوا فيهم ، إنهم مواطنين يطالبون بحقوق مشروعة وأن التفاوض معهم حق مشروع أيضا ، ولكن ليس من حق هؤلاء تعطيل دولاب العمل في المحلية ، فالأمر لم يكن عصيا دون الوصول لمشتركات تفتح الطريق أمام الجميع !. 
ولكن لماذا إنزوت قيادت المجلد الأهلية والسياسية والمجتمعية دون الجلوس والتوسط بين الطرفين للوصول لمشتركات تقرب وجهات النظر للوصول لإتفاق يعود بالفائدة علي المنطقة ، فمثلا إخلاء مقر المحلية لمزاولة نشاطها من الأهمية بمكان وهي تمثل الحكومة والقانون والخدمات المجتمعية ، لا سيما وأن العلاقة بين المعتصمين والمدير التنفيذي للمحلية جيدة ويسودها الود والإحترام المتبادل !، ولذلك نتساءل أين الناظر مختار بابو نمر (بيت الحكمة) وأين الامراء الأعلام بدار المسيرية عبد المنعم الشوين وإسماعيل حامدين والصادق الحريكة وبشتنة محمد صالح وإخوانهم من ذلك ؟! . 
وبل أين أعيان المجلد وقياداتها الشبابية والتاريخية ، وأين القيادات بالمركز والولاية ، وأين الحرية والتغيير (قحت) بالولاية من كل ذلك ؟! ، لا للتصعيد ياهؤلاء إنها  مطالب مشروعة وهما مشتركا وليست عصية علي الحلول ، صالح واليكم وأخوكم لحما ودما ، أجلسوا برعاية الأعيان وكونوا لجنة مشتركة موثقة بضمان المدير التنفيذي للمحلية وتواثقوا علي عهد ووعد وافتحوا الطريق للحكومة لتعمل (إيد علي إيد تجدع بعيد) ، ولكن أحذروا خروج الإعتصام عن السيطرة وبسط هيبة الدولة وإضعاف سلطة القانون .. لا ياهؤلاء (أرضا سلاح) .
عمود الرادار … السبت 19 سبتمبر 2020 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى