شــــــــوكــة حـــــــــوت – . ياسرمحمدمحمود البشر – ثـَــمـَن الـقُـــــبـّـلــة

الرشيد إبراهيم أحمد البشير نشأ وترعرع بقرية ود أونسة وود أونسة قرية وادعة بمحلية شرق سنار تغمس رجليها بالضفة الشرقية للنيل الأزرق وتتوسد الخضرة والهدؤ والسكينة خرج الرشيد من رحم هذه القرية وتسلح بالإصرار والعزيمة والطموح وبعد أن نظر الرشيد لحال البلد بعيون الزرقاء قرر الهجرة إلى أوروبا وطاب به المقام بألمانيا وأصبح ألمانى الجنسية من أصل سودانى بحق وحقيقة وبالرغم من ذلك لم ينس الرشيد السودان وأهله ولم ينس أسرته الكبيرة ولم ينس قريته وقام بشراء عربة إسعاف مرسيدس لمستشفى ود أونسة الريفى ووفر عدد مقدر من الأَسِرة لذات المستشفى لكنها وجدت بعض الصعوبات بميناء بورتسودان وما زالت بالميناء لأكثر من ثلاثة سنوات ولو أردت أن أتحدث عن الرشيد وصفاته لعجزت عن ذلك.

بالأمس هاتفنى الأخ والصديق الرشيد من مقر إقامته بألمانيا بصوت متهدج وبه نبرة يصعب تحليلها عبر الهاتف وبدأت فى عملية التخمين بعد صمت طويل وكنت أحسب أن ليل الغربة قد طال على الرشيد وليل غربته تجاوز ربع القرن من عمر الزمان أم أن الحنين للسودان وأهله قد فعل فعله بالقلب الرهيف وكم كنت أود أن أخترق الحجب لأعرف ما وراء هذا الصوت المتهدج فسألته سؤال العارف بوجع الصديق وألم الأخ وآثرت أن لا أكون قاسياً فى معرفة حاله لكننى قررت الإسترسال معه فى الحديث لعلى استطيع الوصول إلى نقطة هذا الأحساس وقد استطيع أن أحول الدمعة إلى ضحكة والآهة إلى إبتسامة من على البعد

رغما عن المسافات التى تفصل بيننا إلا الرشيد أراد أن يشاركنى فرحة غامرة كانت عكس توقعاتى فقد كان يوم أمس الموافق ١٦ / ٩ / ٢٠٢٠ هو اليوم الأول لشوقى الرشيد وشوقى هو الإبن البكر للرشيد هو أول يوم لشوقى ودخوله المدرسة وبعد أن أكملت مديرة المدرسة كلمتها والترحيب بالطلاب الجدد بالمدرسة خرج شوقى من بين زملائه كما النسمة فيما انغمس زملائه فى الحديث ما بينهم إلا شوقى فقد توجه نحو والده فى حضور أولياء أمور التلاميذ المتواجدين بباحة المدرسة وقام بتقبيل والده الرشيد بكل فخر وإعزاز قبله فى خديه وجبينه الأمر الذى جعل الرشيد يذرف دموع الفخر والإعزاز والكبرياء

الرشيد أخوى إن القبلة التى طبعها شوقى فى خدك أمام الجميع ما هى ترجمة لمشاعر صادقة لا تحتمل ذرة من النفاق قبلة إختصرت كل المعانى الجميلة وغسلت عنك معاناة الغربة قبلة أغلى من كل كنوز الدنيا وهى ترجمة صادقة على أن هناك أب إسمه الرشيد إبراهيم أحمد البشير قد شيد منظومة من القيم والأخلاق وبذر بذور أسرة كريمة فى ديار الغربة ومن حقك أن تفرح بهذا الموقف وتفرح بهذا اليوم الذى توجك فيه شوقى ملكا وأميراً وقد عقد بينك وبينه ميثاق محبة وميثاق متين من القيم والأدب والأخلاق الفاضلة فليهنأ بك شوقى أباً ووالدا وليكن شوقى غرة عين لك يا أبا ياسين

نــــــــــص شــــــــوكــة

الرشيد أخوى إن حكمة الله إقتضت بأن وصى الإنسان بوالديه وليس العكس لأن عاطفة الأبوة غريزة لا تبدل ولا تحول وما قام به شوقى تجاهك ما هو إلا نتاج تربية صادقة وأدب متوارث كابر عن كابر وستظل قبلة شوقى تاج يزين هامتك ما دمت على قيد الحياة

ربــــــــع شــــــــوكــة

ولداً ما ولدك ما بيقول ليك آبْا

yassir.mahmoud71@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى