أمل أبوالقاسم / فاقدي السند…. “شكرا حميدتي”

قبيل أيام ورد خبر ان إدارة رعاية الطفل (المايقوما) كشفت عن تعرض العشرات من الأطفال لاعتداءات جنسية وجسدية، وشكت من تدهور بيئة السكن لنحو (36) قالت انهم يقيمون في غرفة واحدة أعمارهم ما بين (6 _13) عام، بينهم أطفال شوارع، ورجوع من الأسر البديلة، وعليه شددت الإدارة بإسم الشئون الصحية بضرورة إيجاد حل جذري. ثم وبعد أن أحدث الخبر ردود فعل واسعة قررت وزارة الرعاية والتنمية الإجتماعية منع التبني والأسر البديلة.

حسنا.. ربما هذا حل جزء من الأسباب التي دفعت هذه الشريحة المعذبة في الأرض التعرض لهذا الأذى النفسي والبدني من خلال التحرش الجنسي وغيره رغم ان ما نعلمه وبحسب وقفونا مرارا عبر الزيارات لدور فاقدي السند بمستوياته الممرحلة ان تشددا يلازم عملية السماح بالتبني والأسر البديلة تليه رقابة صارمة بالزيارات ورفع التقارير. إذن ما الذي حدث وانتج هذا العذاب الذي يضاف إلى عذاباتهم ان لم يكن إهمالا في المقام الأول من القائمين على الأمر.

(٢)

ثانيا ما الذي يدفع بتواجد أطفال صغار مع من هم على أعتاب المراهقة؟ماذا كان يتوقع المعنيون بأمرهم في هذا التباين خلاف ما ورد من تحرش؟.

فحوى الشكوى التي تقدمت بها الإدارة تتلخص في عدم سعة المكان وحوالي 36 طفل يحشرون في غرفة واحدة، وحل الوزارة تلخص في منع التعاطي مع الأسر البديلة دون مخاطبة جذور المشكلة وهي توفير مكان واسع آمن وصحي يستدعي رقابة لصيقة وعلاج نفسي يتخلله إرشاد وتوجيه، ولعل أكثر ما يحتاجه هؤلاء إصباغ الحنان والإهتمام الذي يشعرهم بدفء الأسرة التي افتقدوها.

(٣)

أعتقد ان ليس هنالك ما هو أهم من إعطاء الحكومة الأولوية لهذه الشريحة وتسخير كل الإمكانيات لعبورهم مطبات الحياة كونهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، لكن يبدو أن الاصطراع على أمور أخرى ليس بينها القضايا الإجتماعية المتداعية عن السياسية سيفرز ما هو أسوأ طالما ان وزارة الرعاية و التنمية الاجتماعية تحديدا تغط في نوم عميق.

(٤)

لكن وكدأبه في تحمل أي قصور أو مشكل سواء أكان أمني أو اقتصادي أو إجتماعي ها هو نائب رئيس المجلس السيادي الإنتقالي قائد قوات الدعم السريع الفريق أول “محمد حمدان دقلو حميدتي” يتصدى لهذه الشريحة من فاقدي السند والمشردين من ويلات الحروب أو الظروف الأسرية ويعلن عن تدشين منظمة خاصة بهم اطلق عليها (أنت لست وحدك).

وللحق فإن هذه الشريحة ومنذ الحكومة السابقة ظلت تعاني قهرا مجتمعيا رغم المساعدات من قبل عدد من منظمات المجتمع المدني وجهود خجولة من المعنيين بهم حتى بات أمر المشردين وأطفال الشوارع مقلقا ومزعجا ومظهر غير إنساني أو حضاري والطرقات و(الخيران) واشارات المرور تعج بهم، وبدلا من أن يجدوا حظهم من الإهتمام ومعالجة وضعهم في حكومة التغيير تفاقمت ازمتهم وازدادت اعداهم…

ثم ومع نفحات السلام كان لابد أن يستصحب أمرهم سيما ان الحروب هي من افرزت وضعهم، ولأن “حميدتي” راعي السلام فقد انبرى لاحتواء قضيتهم.

(٥)

وليست المنظمة مقتصرة على السودان فحسب تعمل في السودان وجنوب السودان وذلك من قبيل معالجة آثار الحرب بعد السلام. وهذا الإهتمام ليس تفضلا فالأشقاء بدولة الجنوب يستحقون فما قدموه من خلال عملية السلام ليس بالأمر الهين، عزز هذه الشراكة تطبيق الحريات الأربعة بين الدولتين والتكامل الاقتصادي لمصلحة الشعبين.

وبدورنا نتأمل من هذه المنظمة الكثير كيف لا و حميدتي يعلن تسخير كافة الإمكانيات من مقار ومال، حتى تصبح منشأة وفقا للنماذج العالمية من حيث التعليم والتأهيل والرعاية فشكرا كثيرا سعادة القائد “حميدتي” وفي ميزان حسناتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى