للأمانة والتاريخ – محجوب حسون – جمع السلاح

(1)…
يتفق أهل السودان بأن السلاح هو الخطر الحقيقي الذي يهدد وحدته ( أرضا )ونسيجة الإجتماعي (شعبا) يطالبون بأن يكون السلاح عند القوات النظامية لاسيما وأن هناك مهددات كبيرة تتمثل في الحدود المفتوحة والتداخلي القبلي مع دول الجوار بجانب قيام الحكومات الوطنية السابقة بتسليح بعض القبائل للقتال فيما بينهم ولمقاتلة التمرد (الحركات المسلحة) نيابة عنها مما خلق وجود ترسانة أسلحة قبلية هددت القوات النظامية عدة وعتاد لم يتبق للقبائل إلا أن تمتلك سلاح الطيران ..لذلك فشلت كل محاولات جمع السلاح أو نزعة علي طول تاريخ السودان ومازال!!!
(2)..
وللأمانة والتاريخ هناك سؤال محوري مهم تتفرع منه عدة أسئلة وهي لماذا لجاءت القبائل والمواطنين لإمتلاك الأسلحة لأسيما الثقيلة منها وأين كان دور الحكومةفي حماية الانفس والممتلكات.. وهل إذا قام الاهالي بفتح بلاغات تقوم الحكومة سواء في المحلية أو الولاية بالسرعة المطلوبة لملاحقة المجرمين والقبض عليهم.. ولماذا تناقص دور الشرطة في حفظ الأرواح والممتلكات وملاحقة المجرمين لاسيما أكابر مجرميها ؟؟..الإجابة علي تلك الأسئلة تقود لمعرفة لماذا إمتلك المواطن السلاح وتعدد فيها كل ماجمع سلاح يكون له أخر في مكان (ما) يلجأ له ساعة الشدة..!!
(3)…
وبحسب الوقائع علي الارض فإن الشرطة ضعيفة الاليات والامكانيات جعل المواطنون يسخرون ويستهزئون منها لجهة أن معظم عرباتها لاتدور(لاتعمل ) أو لا تتحرك إلا (بالدفرة) في معظم المحليات وأفرادها غير ممكنين (ماديا ومعنويا) وفي كل ولايات السودان ولاسيما ولايات دارفور تتكون الشرطة في معظم المحليات التي تم تكوينها علي أسس (قبلية )تجد أفراد الشرطة من ذات القبيلة أو الإثنية لذلك دخلوا في الصراعات القبلية للقتال مع قبائلهم ضد القبائل الاخري بحكم( الحمية )القبلية تركوا قسم الولاء للشرطة وراء ظهورهم حبا في نصرة قبائلهم.. تلك معضلة تحتاج إلي إعادة معايير التجنيد في الشرطة والعقيدة القتالية ولابد أن يكون جمع السلاح أو نزعة بمعاونة الجميع داخليا وخارجيا لاسيما الاخيرة بدخول الامم المتحدة للدعم اللوجستي والتنسيق مع دول الجوار
(4)…
وأكد والي جنوب دارفور موسي مهدي (للصحفيين) أن رؤية اللجنة العليا لجمع السلاح من رئاسة الجمهورية تطابقت مع رؤية حكومة ولايتة لجمع السلاح الذي شكل هاجس لمواطني الولاية(أس البلاء) فيما أشار مقرر اللجنة العليا والمنسق الفني لجمع السلاح عبدالهادي عبدالله عثمان إلي أن جمع السلاح جاء في إطار المشروع القومي لجمع السلاح بدا في العام 2016م وحتي الان جمعوا (150) الف قطعة سلاح تدرجت عبر مراحل (التهيئة ،الاعلام ،التوعية) حتي وصلت مرحلة الجمع القسري بجانب الإستعانة بالكلاب البوليسية لإستخراج الاسلحة المخبئة كاشفا عن أن الايام المقبلة ستكون لجمع السلاح ليكون السودان خالي من السلاح منوها إلي أن وجود السلاح في أيدي المواطنين تسبب في الاقتتال القبلي الذي حدث مؤخرا مناشدا المواطنين بالتعاون معهم للوصول إلي سودان أمن ومستقر.
أخيرا…
جمع السلاح يحتاج إلي( إرادة) سياسية ناهضة وفاعلة تأخذ كل مواطنيها سواسية مع (إدارة) تخطيطية وأقعية تدرس تجارب الماضي داخليا وخارجيا لتحسن خطط التنفيذ حاليا ومستقبليا. والأمن مسؤولية الجميع لايتحقق إلا بسودان خالي من السلاح عاجلا أو أجلا بتعاون وتضامن الجميع بصدق وتجرد (شعب وحكومة) ولابد من إبتكار دفع حوافز تشجيعية من بعثة الامم المتحدة الجديدة للسودان (يونتامس) للمواطنين بضوابط متفق عليها (…)لضمان نجاح عملية جمع السلاح بالسودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى