اليونيسف الصحة العالمية تدعمان جهود السودان للقضاء على شلل الأطفال

قالت اليونسيف انه تم التأكد من إصابة اطفال في السودان بفيروس شلل الأطفال الذي تفشّى بينهم وهو “فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 (cVDPV2). تنتج هذه السلالة من فيروس شلل الأطفال عن ضعف المناعة ونقص التطعيم لدى المجتمعات المحلية التي تُصاب به، والمشكلة ليست في اللقاح بحد ذاته.

في أغسطس 2020 أقرت لجنة الاعتماد الإقليمية المستقلة في إفريقيا أن المنطقة الأفريقية التابعة لمنظمة الصحة العالمية خالية من فيروس شلل الأطفال البري، وذلك بعد أربع سنوات لم تظهر خلالها أية حالة إصابة بالمرض. وبهذا الإنجاز التاريخي تكون خمس دول من أقاليم منظمة الصحة العالمية الست – التي تمثل أكثر من 90٪ من سكان العالم – خالية الآن من فيروس شلل الأطفال البري، مما يجعل العالم أقرب إلى تحقيق هدفه بالقضاء على شلل الأطفال عالمياً. سُجلّت آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في السودان في آذار/مارس 2009، وفي سنة 2015 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن البلاد خالية من شلل الأطفال. ومع ذلك، اعتُبر السودان بلد معرض لخطر استيراد فيروسات شلل الأطفال بشكل كبير ولعدة سنوات، وذلك بسبب انخفاض مناعة السكان الناتج عن انعدام الأمن ووجود النزاعات في مناطق معينة.

جدير بالذكر أن اكتشاف فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في السودان– وهو غير شلل الأطفال البرّي- لا يهدد إنجازات السودان والشوط الطويل الذي قطعه حتى الآن.

حسب ما ورد عن وزارة الصحة الإتحادية، فقد تأثرت الولايات العشر التالية: شرق دارفور، القضارف، النيل الأزرق، الجزيرة، كسلا، البحر الأحمر، نهر النيل، جنوب دارفور، غرب دارفور، والنيل الأبيض. كما تم عزل الفيروس من ثلاث عيّنات من مياه الصرف الصحي في الخرطوم.

تعمل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة الإتحادية وشركائها لدعم استجابة الحكومة لتفشي المرض، وذلك لضمان تطعيم كل طفل دون سن الخمس سنوات بلقاح شلل الأطفال الفموي. تم التخطيط للقيام بجولتين من التطعيم على الأقل، وذلك من أجل توفير أفضل حماية ممكنة للأطفال. تهدف حملة التطعيم إلى توفير قطرات شلل الأطفال لـ 8.6 مليون طفل دون سن الخمس سنوات في كافّة ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية، وذلك في شهر أكتوبر، ومرة ​​أخرى في نوفمبر.

إن عودة ظهور شلل الأطفال في السودان يمثل حالة طوارئ صحية عامة: فوجود طفل واحد فقط مصاب ، بإمكانه أن يعرض الأطفال في جميع أنحاء البلاد، بل وحتى خارج حدود السودان، لخطر لا يصدق. إن فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 (cVDPV2) الذي تم اكتشافه في السودان يرتبط وراثيًا بتفشي المرض في دولة تشاد المجاورة، مما يشير إلى انتشار هذا المرض عبر الحدود. يعمل البَلَدان معاً للقيام بأنشطة متزامنة لمنع تفشي المرض.

“لا يزال السودان معرضاً بشكل كبير لخطر انتشار الفيروس، وذلك بسبب تنقّل أعداد كبيرة من الناس في جميع أنحاء البلاد. هناك أعداد كبيرة من النازحين الذين ينتقلون من مناطق النزاع المختلفة في عدد من الولايات، بالإضافة إلى التنقل المتكرر بين الدول المتجاورة” قال الدكتور نعمة سعيد عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان مضيفا “إن برنامج شلل الأطفال قد عمل أيضاً على رسم خريطة للنازحين ، والذين يعتبرون هم أيضاً في خطر، وذلك لضمان إمكانية الوصول إليهم وتزويدهم باللقاح أثناء حملة القضاء على الفيروس.”

وأضاف الدكتور عبد: “تسلط منظمة الصحة العالمية الضوء على أهمية العمل الاستباقي لحماية جميع السودانيين من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بواسطة اللقاحات، وذلك من خلال تعزيز التلقيح الروتيني وحملات التلقيح المنتظمة لضمان تمتع السكان بمناعة عالية.”

وقال عبد الله فاضل، ممثل اليونيسف في السودان: “إن التلقيح ضد شلل الأطفال حق واجب لكل طفل، وسنعمل مع الحكومة والشركاء معًا لضمان حصول الفتيات والفتيان على اللقاح والحماية من المرض أينما كانوا”.

وأضاف: “شلل الأطفال هو مرض شديد العدوى يصيب الأطفال الصغار بشكل أساسي، ونحن نحث الآباء على استكمال جداول تلقيح أطفالهم على النحو الذي أُوصيَ به”. وقال أيضا: “للشراكة مع المجتمعات المحلية وتأمين مشاركتها في التلقيح أهمية قصوى، فالمجتمع المحلي هو المفتاح للنجاح في القضاء على شلل الأطفال، كما ينبغي إشراك الناس بشكل نشطٍ وإبقائهم على اطلاع على الوضع لضمان تحقيق مستدام لصحة الأطفال وعدم تفويت أي طفل لضمان سلامة جميع الأطفال.”

كل الأطفال الذين لم يحصلوا على التلقيح بشكل كامل معرضين للإصابة بشلل الأطفال. الأطفال الذين يعيشون في المناطق النائية أو في المجتمعات المحلية المتضررة من النزاع في السودان، لا يحصلون دائمًا على التلقيح الروتيني. غالباً ما يتمّ الوصول إلى الأطفال في هذه المجتمعات المحلية المهمشة والمحرومة والتي تفتقر أصلًا إلى الموارد الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية الأساسية، فقط من خلال حملات التلقيح التي تهدف للقضاء على شلل الأطفال تحديدًا، ومن خلال خدمات التلقيح المتنقلة التي تحدث بشكل دوريّ. يؤكد تفشي هذا المرض على أهمية أنظمة التلقيح الروتينية القوية، بالإضافة إلى أنشطة التلقيح التكميلي، وذلك لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. يجب تلقيح كل طفل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى