هشام الكندي يكتب : إتفاق أديس .. زواج الزراف

ممشوقة القوام تمشي الهوينا تتهادى بين الأزقة والحواري كزراف غابات كينيا حتى أطلق عليها شباب الحي (الزراف) وعند حضورها لإحدى المناسبات او ذهابا للمدرسة المصرية كان الشباب ينتظرها لخطف نظرة عابرة او الظفر بسلام ومن كان أجدع يكون اوصلها خطابا ممهورا بالقلوب المشتركة ، فأصبحت (الزراف) حديث الحلة والمجالس إلتحقت بجامعة القاهرة الفرع كلية الحقوق حينها كان الضابط (عادل) يعمل مديرا لقسم الشرطة بالحي أعجب بها اعجابا شديدا وأصبح مغرما ومتيما بها حتى تقدم لخطبتها من والداها فوافق على طلب الزواج وتمت مراسم العقد وبعد الزواج ظهرت العديد من المشاكل بينهم وصلت إلى حد الطلاق (تلاتة) رغم ذلك الطلاق لم وصل المودة والحنين بينهم بل ازداد العشق عشقا ، فكر الضابط (عادل) في صديق له يمكن أن يتزوج طليقته ويطلقها منه مرة ثانية فصديقه (مجدي) لم يكن يهوى عالم النساء وعشقه الأبدي (الكأس) وفي أحدى جلسات الأنس عرض عليه الزواج من طليقته ويقوم بطلاقها بعد فترة تردد (مجدي) كثيرا وواقف خاصة بعد ذلك يضمن خروجه من السجن حال الوصول اليه لاي ظرف ، تقدم (مجدي) لخطبتها وتم الزواج وسط أجواء ضيقة أنتظر (عادل) الأيام والشهور لمفاتحة مجدي لطلاق مطلقته (الزراف) وفي إحدى جلسات السمر مع تدفق (الكاسات) وضح له الآمر لكنه تفاجأ بقرار (مجدي) برفضه الطلاق إذ راق له المقام وانصلح حاله ووجد منزل مرتب وزوجة (زراف) وارثة حينها الضابط كان ماكرا وضاغط (مجدي) بانه مفتوح ضده بالقسم عدد من البلاغات تصل إلى السجن الطويل محفوظة لم ترفع للنياية حينها احس (مجدي) بالخطر فوافق ، ومع فجر الصباح (باقي) الجلسة تداعب (مجدي) أتى إليه (عادل) وتوجها إلى الأحوال الشخصية لعمل عريضة الطلاق فتم طلاق (الزارف) من (مجدي) ولم يكن عارفا لما يجري حوله واستلم الضابط وثيقة الطلاق وجرى على بيت (الزراف) .. فاتفاق أديس أبابا بين رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبدالعزيز الحلو فاق توقعات الواقع خاصة بعد انسحاب الحلو من محادثات جوبا بعد قيادة نائب المجلس السيادي الفريق حميدتي لجانب التفاوض الحكومي ، لكن على ارض الواقع كل الأمور كانت سمنة على عسل منذ زيارة حمدوك لكاودا عقب التشكيل الوزاري من هنا بدأت فصول القصة ، الحلو كأن واضح الطرح لعملية فصل الدين عن الدولة اوالحكم الذاتي وتقرير المصير فحمدوك كان متزن الخطاب حينها لكنه لم يدم طويلا وبين ليلة وضحاها عقب توقيع اتفاق جوبا كل (الأمور )كانت مرتبة باديس أبابا و (الحلو) ينتظر حمدوك وتظهر مصفوفة فصل الدين عن الدولة ، من الذي فوض حمدوك لتوقيع الإتفاق في ظل حكومة انتقالية غير منتخبة (انتقالية) وهذا حق وطني ديمقراطي وشعبي أصيل يستفتى فيه الشعب وليس حمدوك وحده ، ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان يرفض مسودة الإتفاق ، فالحلو لماذا يضع شروطه (ويلوي) يد الحكومة الراكعة ولم يطلب عمل التنمية والصحة والتعليم لأبناء المنطقة ، وحمدوك لماذا يوقع دون الرجوع حتى لمجلس الوزراء فقضية فصل الدين عن الدولة قضية مفصلية لايمكن ان يقرر فيها بجرة قلم وانما يقرر فيها إستفتاء اهل السودان لأن معظمهم من أمة الإسلام وهو لم يأتي به الدكتور الترابي ولا رئيس العهد البائد عمر البشير ، فأهل السودان محبي رسول الله علية افضل السلام تصوفا و لوح وتقابة (شيخا فى الحلاوي ورع) وخصال شعب السودان السمحة(الأخلاق والصدق والأمانة والتضحية والشهامة) مستمدة من قصص القرآن الكريم وحياة الصحابة الأكرمين ، فدين الإسلام منهج حياة وليس بجلاب وتربية (الدقون) وخطب المنابر يا (شيخنا) وحيمنا سئلت ام المؤمنين السيدة عائشة رضوان الله عليها عن أخلاق رسول الله عليه الصلوات والتسليم قالت (كان خلقه القرآن) فدين الإسلام دين الأخلاق والمعاملة و متجزر في أهل السودان وايدوجلية الجهاد ضد المستعمر الإنجليزي بزعامة الإمام المهدي هي التي جعلت قطارهم يخرج دون رجعة ، وبيانة واضح فى (الصلاة والصوم والميراث والطلاق والردة والزنا وشرب الخمر) . وتجربة الحركة الإسلامية لمشروعها الحضاري الذي تلاطمته الأمواج ما بين المعسكر السني والشيعي حتى أصبحت تجارة بائرة وهي ليست مقياسا لفشل الدين والدولة فهي تجربة يمكن تقييمها واخذ الدروس والعبر وتصحيح المسار ، فما الداعي لهدم تاريخ وماض أمة كانت تزين بيت الله (الكعبة الشريفة) ، ولن يرضى مسلمي السودان بالمتاجره بدينهم ولا سرقته من المزرعة السعيدة وسط زهول العريس مثلما سرقت العروس (الزراف) وسيظل اهل السودان قابضون بسنة الجهاد إلى يوم القيامة ركعا سجدا يبتغون من الله فضلا ورضوانا يقفون صفا كالبنيان المرصوص لصلوات الجمع ويرفع الأذان في مساجدها ولو كره الكافرون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى