أمل أبو القاسم / بث الروح في مشروع الجزيرة /

معركة جديدة ومشادة بين مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل وبين الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة على خلفية إجازة قانون جديد للمشروع 2020م بديلا لقانون 2005م المعدل ل2014م والذي أثار جدلا كثيفا في اوساط المزارعين كونه لم يستشيرهم وهم أصحاب المصلحة بحسب صحيفة (السوداني) معلنين مناهضتهم له.

هذا واحد من عشرات أو ربما مئات نقاط الإختلاف بين الحكومة والمزارع ليس هذه الفترة بحسب بل منذ عهد النظام البائد الأمر الذي اقعد البلاد عن النهوض بأهم مورد اقتصادي، فضلا عن حرمان المزارع التمتع بأرضه وزرعه نتيجة التعسف الإداري للقائمين بأمر الزراعة بالبلاد.

لم اطلع على فحوى القانون الجديد والخبر لم يورد تفاصيله لكن عبارة حادة وحاسمة قال بها عضو تجمع مزارعي الجزيرة والمناقل (ان مزارع الجزيرة الذي عرف معنى الحرية لن يعود عاملا في مزرعة الدولة) ، لافتا إلى أن اي قانون يطبخ بليل لا يستصحب آراء المصلحة سوف لن يجد طريقه للتنفيذ.

عبارة أخرى اعتبرها شارحة أدلى بها ممثل المزارعين بالمشروع وهي (ان المزارع لم يعد أجيرا بل صاحب عمل متطلع لشراكات جديدة وعادلة مع شركاء الإنتاج لإنجاز تحول المشروع)، ولعل ذلك ما شهدنا به تماما ونحن نقوم بزيارة للقسم الشمالي بالمشروع/ تفتيش (اللعوتة) / ترعة (التكينة) ووقفنا على تجربة الشراكة التعاقدية بين المزارعين ورجل البر والإحسان الحاج “معاوية البرير” عبر مجموعة شركاته، والتقينا بعدد المزارعين واستمعنا إلى تجربتهم هذه في زراعة القطن الهندي في مساحة تبلغ (1536) فدان موزعة على أربعة مناطق بهذا القسم.

قبيل ان نستمع لحديث من التقيناهم واغرقونا بكرمهم الحاتمي وعيونهم تلمع وتنضح طيبة وتفاؤل، وفرحة غامرة تتجلى في محياهم مما جنوه من هذه الشراكة. قبل أن نتحدث إليهم كان المشهد أصدق إنباء حيث خضرة القطن يتوجها زهر نضر على مد البصر، خضرة ليست كتلك الباهتة بل شديدة الإخضرار والأحواض تحتها غاية في النظافة، المشهد وحده كان كفيلا بالحكي، كيف لا ومعينات الزراعة توفرها المجموعة من الألف إلى الياء حتى قبل الموعد الذي أسهم في التحضير المبكر عن طريق الحزم التقنية، فضلا عن فعالية المبيدات، إلى جانب إهتمام المزارع بالكديب والحش والنظافة.

وبعد جولة قصيرة في عدد من المساحات المزروعة كنماذج فقط استمعنا إلى إفادة المزارعين الذين ثمنوا على هذه الشراكة التي عادت عليهم بالخير الوفير وغيرت من حياتهم تماما حيث ارتقت بمعاشهم وسكنهم ودفعت بتطوير المنطقة نتيجة الزراعة في بيئة وظروف سهلة وبالتالي العائد المادي المجزئ ما دفعهم لتجويد العمل والتفاني فيه حتى يتمكنوا من محصلة جيدة يضمنوا بها الإستمرارية في الشراكة.

ولعل هذه الشراكة اسهمت ولحد بعيد في إنعاش وبث الروح من جديد في مشروع الجزيرة الذي أوشك ان يقبر وهذا ما أكده المزارعون انهم اخيرا تمكنوا من العودة لحوشاتهم التي هجروها طويلا وضربوا على جوفها بالمعول حتى تخرج ثمرا غنيا، وما أغنى الأرض بمحصول هو الأول من حيث العائد الذي يوفر العملة الصعبة واي محصول هو أنه القطن الهندي الخالص النقي.

عزيزتي الحكومة دعي المزارع الذي عادت له الثقة اخيرا وقويت العلاقة اخيرا بينه وبين أرضه بعد جفوة امتدت لسنين، دعيه ينتج باي من السبل طالما توفرت إليه المعينات وعاد عليه المردود فورا وليس بعد شهور تشارف على بداية الموسم الثاني كما كان يحدث في شراكته معكم، شجعيه واشكري الشركاء الذين قاسموكم الهم وخففوا عنكم وبالأخير فالمستفيد الأول خزانة السودان المركزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى