هل يمكن التحكم في السعادة؟.. دراسة جديدة تُجيب

يتفق الكثيرون على أن السعادة يصعب تحديدها وقياسها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى طبيعة ذلك الشعور المختلف الذي يتوقف على عدة عوامل.

وهنا يأتي السؤال في أنه هل من الممكن الحصول على معالجة علمية لمفهوم السعادة الواسع وقياسه؟

ففي استطلاعات سابقة لهذا الشعور، صنف أكثر من 80% من الأشخاص رضاهم العام عن حياتهم الشخصية على أنها بين “جميل إلى سعيد جدًا”، وبالمقارنة 80% أيضًا قيموا مزاجهم الحالي بأنه إيجابي (إيجابي أي بين 6-7 نقاط على مقياس 10 نقاط، أما الـ5 نقاط فهي معدل متوسط للسعادة) وفقا لما نقلته صحيفة “فوربس” الأمريكية.

قد يعيش القليل من المحظوظين بشكل ثابت ليكون تقييمهم للسعادة في حياتهم هو 8 نقاط، على الرغم من أن الدرجات الأعلى بشكل مفرط قد تعيق في الواقع تحقيق النجاح في الحياة، وفقًا للثروة أو التعليم أو المشاركة السياسية.

• الدراسة الجديدة عن السعادة

وجدت دراسة جديدة أنه في بعض الدول والمناطق يمكن أن يكون هناك نقص في معدل السعادة، قد تكون سعادتك تحت سيطرتك أكثر مما تعتقد.

وجاء هذا وفق مسحة خضع إليها 1154 مشتركا، تقيس السعادة عن طريق الإجابة على عدة أسئلة، وهي “هل يمكننا التحكم في سعادتنا؟، “هل السعادة شيء يمكنك التحكم فيه؟”، و”إذا نظرت إلى العام الأخير من حياتك، كيف تقيم سعادتك على مقياس من 1 إلى 10؟”.

شارك في الدراسة 665 من الذكور، و482 من الإناث، تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 60 عامًا وكانت النتائج الرئيسية تشمل:

• 89% من المشاركين يعتقدون أن السعادة شيء يمكنك التحكم فيه

من بين الذين أجابوا بنعم، كان 32% أكثر سعادة في المتوسط (أي يزيد نقاط السعادة لديهم عن 5)، فقد كان متوسط تقييم السعادة لأولئك الذين يعتقدون أن السعادة يمكن التحكم فيها هو 7.39.
أما عن متوسط تقييم السعادة للأشخاص الذين يعتقدون أن السعادة خارجة عن سيطرتهم هو 5.61، ومن المرجح أن يشعر المشاركون ذوي معدلات السعادة المنخفضة بأن السعادة خارجة عن سيطرتهم بـ5 مرات مقارنة بالأشخاص ذوي معدلات السعادة العالية.

يرتبط الإحساس بالتحكم في السعادة بالشعور الفعلي للسعادة، لكن ما الذي يجعل الناس يشعرون بالسيطرة على سعادتهم؟ هل هناك شيء يمكن أن نتعلمه من قدرتنا على التحكم في سعادتنا؟

• منحنى السعادة U

وجدت الدراسة أن التحكم في سعادتنا يتغير مع تقدمنا في العمر، ولم يلاحظ أي اختلافات في الجنس، وبالتحديد، فإن مقدار السيطرة التي نمتلكها على سعادتنا يتناقص في منتصف العمر ويزداد مع تقدمنا في العمر مرة أخرى.

تتوافق هذه النتيجة مع منحنى السعادة U المدروس مسبقا (على سبيل المثال، البروفيسور ديفيد بلانشفلاور في كلية دارتموث في الولايات المتحدة الأمريكية)، حيث يشير هذا المنحنى إلى أن السعادة تتناقص بشكل عام من سن 18 وتصل إلى ذروة التعاسة في سن 47 تقريبًا.

ومن هناك، ترتفع مستويات السعادة تدريجيًا مرة أخرى، وقد أشار المشاركون في الدراسة الحالية إلى أنهم يشعرون بقدر أقل من التحكم في سعادتهم عندما تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا.

تزداد السيطرة على السعادة مع تقدم العمر مرة أخرى، نظرًا لأن التحكم في السعادة يرتبط بمستويات أعلى من السعادة، فإن هذه النتيجة تتطابق مع منحنى “U” للسعادة الذي يتم ملاحظته حول العالم.

والتفسير الشائع لمنحنى السعادة المحير هو أنه مع تقدمنا في السن يتحول تركيزنا بعيدًا عن المنافسة الاجتماعية ونحو الاتصال الاجتماعي.

• مستوى التعليم والتوظيف يؤثر على السعادة

وجد الاستطلاع أن حالة التعليم والتوظيف تؤثر على مقدار سيطرتنا على سعادتنا، حيث يواجه خريجو المدارس الثانوية -مقارنةً بخريجي البكالوريوس أو الماجستير- صعوبة أكبر عمومًا في التحكم في السعادة.

ويشعر الموظفون بأنهم يتحكمون أكثر في سعادتهم في المتوسط. تظهر النتائج أنه بين الانتهاء من الكلية والعثور على وظيفة، زادت مشاعر السيطرة على السعادة من 75% إلى 90%.

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى