الهجوم من منصة .. المنظومة الدفاعية ! تحليل سياسي : محمد لطيف

كنت فى دورة تدريبية بصحيفة الأهرام المصرية مبتعثا من صحيفة الأيام عقب إنتفاضة ابريل 85 .. حين علق سكرتير التحرير التنفيذى على إسمى قائلا .. اكتب فى الرياضة وستكون كابتن لطيف السودانى بإمتياز .. صدقت الفرية وفورعودتى كتبت ما ظننته نقدا رياضيا لإحدى المباريات .. ولكن الله الهمني قبل الدفع بالموضوع للنشر .. فعرضته على أستاذنا الراحل عمر عبد التام .. الذى إكتشف ثلاثة اخطاء قاتلة حتى قبل أن يقرأ الموضوع .. فرده لي برفق مرفقا ذلك بنصيحة ( خليك فى سياستك احسن !) .. فلم تعد لي صلة بالرياضة غير تشجيع فريق المريخ من منازلهم .. مع إزدياد الحماس حين يكون جمال الوالى رئيسا للنادى .. !
غير أن كل هذه المقدمة .. لن تنفى حقيقة أن لي بعض المعلومات المتواضعة التى إلتقطها من أفواه المعلقين .. منها مثلا أن الكرة الممرحلة والتى تخرج من قلب الدفاع .. فيحتفظ بها الوسط فى منطقة المناورة .. لسحب مدافعى الفريق الخصم الى الأمام .. فتصل الكرة للهجوم الذى يتسلمها مرتاحا نسبيا .. فتكون فرصته أفضل فى إحراز الهدف .. لا أدرى لما تذكرت هذه النظرية .. وأنا الج الى معرض منظومة الصناعات الدفاعية بقاعة الصداقة .. فقد ذهبت الى هناك وفى ذهنى .. حالة الدفاعية هذه .. لأتفاجأ كغيري من الزملاء .. أن الكرة قد خرجت من منطقة الدفاع .. وأنها قد قضت وقتها فى منطقة المناورة .. وانتقلت عمليا الى منطقة الهجوم .. ما شهدناه يومها .. ولاشك شاهد الكثيرون ذلك .. يجعلنا نقول بإطمئنان .. أن منظومة الصناعات الدفاعية هذه .. قد وضعت السودان بالفعل على منصة الإنطلاق .. لإحراز أهداف مخدومة .. فى مرمي الخصم .. والخصم فى هذه الحالة .. لن يكون إلا حالة الفقر و سوء التخطيط .. وغياب الرؤية .. الذى يسيطر على إقتصادنا الوطنى ..!
فمكابر من يظن أن كل ما شهدناه يومها كان محض صدفة .. أو أن مالا سياسيا قذرا هو الذى صنع ذلك .. كلا بالطبع .. فثمة رؤية تلوح فى الأفق .. وثمة عزيمة وإرادة تتبدى فى الأنحاء .. لتجعل كل ذلك ممكنا .. و لكن .. لن ينكر إلا مكابر ايضا .. أن إمتيازات قد منحت هنا وهناك .. وأن حماية قد توفرت لهذه المؤسسة أو تلك .. وأن ثمة تجاوزات قد وقعت هنا وهناك .. ولعله و لسبب من هذا .. كان إلحاحنا على بعض الأسئلة ونحن داخل المعرض .. ولكن الإجابات جاءت واثقة ومطمئنة .. أن تصحيحا كبيرا قد طال الكثير من الوقائع والمواقع .. ولكن العزاء قبل هذا وذاك .. فهو حقيقة أن النتيجة فى المحصلة النهائية تبدو مذهلة .. ولئن بدأت جولتى يومها .. بالقمر الصناعي السودانى .. الذى إنطلق منذ عام .. مقدما خدماته فى مختلف المجالات المدنية .. فقد إنتهت جولتى عند عربة الرادار المتحركة .. التى تم تطويرها لتصلح كذلك للأغراض المدنية بجانب العسكرية .. والمهام المشتركة ايضا .. مثل مراقبة الحدود .. وملاحقة المهربين .. وأضيف من عندى .. بعد إستئذان الشباب هناك .. ومراقبة الهجرة غير الشرعية ايضا .. !
وعلى ذكر الشباب .. فيكفى هذه المنظومة .. ذلك الجيل من الشباب الذى يقود هذا العمل العملاق .. فالسمة البارزة هناك .. كانت سيادة جيل الشباب .. بعلمه الغزير .. وقدراته العالية وإبداعه الذى ترجمه على الأرض عبر جملة من المنتجات الإلكترونية .. متوجا جهده العلمى الزاخر هذا بمحولات ومنظمات الطاقة الشمسية ..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى