كتب : يسن عثمان
يبدو إن حكومة قحت تعمل بدون اي خطط واستراتيجية واضحة المعالم وفي كل يوم تقع في أخطاء قاتلة تكشف ضعف الجهاز التنفيذي وتبيان المواقف بين الآراء الشخصية والرسمية وبالأمس كانت الفضيحة الكبرى للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية مع قناة عربية تحدث فيها بدون علم وبدون دراية عن العلاقات مع إسرائيل وإمكانية التطبيع مما دفع وزارة الخارجية بأن تسارع بالنفي القاطع لهذا الحديث والذي لا يعبر عن موقفها الرسمي جملة وتفصيلا وتبرأت من هذة التصريحات وكيف يعقل ذلك وهو السفير والناطق الرسمي والمدير العام لإدارة الإعلام والعلاقات العامه لوزارة الخارجية وهي الوزارة السيادية
التي ترسم لنا سياستنا الخارجية بعزة وكرامه
والقريب في الأمر هذة البالونة والتي خرجت من قصد او من غير قصد طفحت في كل وسائط الإعلام والقنوات والفضائيات بل ابعد من ذلك فرحت بها دولة الكيان إسرائيل وعلق عليها وامتدحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واشاد فيها بهذة الخطوة ومن امس موقع وزارة الخارجية يصعب الدخول اليه من كثرة الزوار بين مكذبين ومصدقين
وكانت التبريرات من أعضاء الحكومة الموقرين هذا رأي شخصي لهذا السفير بكل بساطة وكيف يعقل ذلك وهو كان يتحدث مع هذة القناة العربية ويعرف موقعة ومكانه جيدا وحتى وأن كان رأي شخصي محله ونسة في غرفة مغلقة
ولكن ربما يكون حديثه صحيا بحكم معرفته بهذا الملف وخبايا وأسرار كثيرة تحدث هنا وهناك وكان اخيرها حديث ادلي به وزير الاستثمار الاسرائيلي عن قرب اتفاقية سلام بين إسرائيل والسودان وتوقع ان تتم هذة الخطوة قريبا
ويعود بنا هذا الحديث الي اللقاء الذي تم مؤخرا بين الفريق الركن عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتبي اليوغندية في فبرائر من العام الماضي حيث اتفقا على بدء التعاون المودئ الي تطبيع العلاقات بين البلدين وأبعد من ذلك حصل على اذن لتحليق الطيران الاسرائيلي في الأجواء السودانية ولكن قد قوبلت هذة الخطوة بالرفض من كل الاحزاب والحاضنة السياسية للحكومة قحت التي أعلنت رفضها لأي تطبيع محتمل مع إسرائيل
فالحكومة وطبعها من اليسار الان لا تريد التطبيع في الوقت الراهن وقالت هذة من القضايا التي يكون البت فيها عبر مؤتمر دستوري لأنها ليس من مهام الغترة الإنتقالية وهذة القضية يقرها الشعب السوداني عبر مؤسساتة التي تعبر عن ارادته ووصفت الأمر بأنه امر مخل ويلقى بظلال سالبه على الوضع السياسي
من ردت الفعل الان وزير الخارجية عمر قمر الدين اطاح بالسفير حيدر بدوي من منصبه ناطقا رسميا لوزارة الخارجية ومديرا لإدارة الإعلام والعلاقات العامه ولكن يبقى السؤال الوثيقة ذكرت بأن العلاقات الخارجية من اختصاص الجهاز التنفيذي ولكن هل هنالك استراتيجية موضوعه ومعروفه والي اي الاتجاهات نتجه الان ومع اي محور من المحاور وهل فعلا خرج لنا رئيس مجلس الوزراء بأمر قاطع يحدد موقف السودان المبدئي والثابت من القضية الفلسطينية وانها ما زالت مع موقفها الثابت منذ العام 1967م بوضوح وهي مع حق الشعب الفلسطيني وقيام دولته العادله دون انتقاص في حقوقه
فالخرطوم ياسعادة رئيس مجلس الوزراء عبر تاريخها التليد وعبر كل الحقب عرفت بموقعها الصارم والثابت مع القضية الفلسطينية من مؤتمر القمة العربية الرابع بعد النكسه في العام 1967م خرج بيانه الختامي بثلاث ثوابت تم التوافق عليها لا صلح لا اعتراف لا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق الي أصحابه.