ما ضاقت ولاية جنوب كردفان الممتدة من الشوشاية شمالا إلى العباسية تقلى وأبوجبيهة وتلودى والليرى وحتى كاودا وتلوشى وكرنقو عبدالله وهيبان والبرام ولقاوة ما ضاقت هذه الولاية بأهلها فى يوم من الأيام مع أن مساحة الولاية لا تتناسب مع حجم السكان ويمكن لولاية جنوب كردفان أن تستوعب نصف سكان السودان بكل سحناتهم وألوانهم مع إختلاف ألسنتهم وتستوعب جملة من الأنشطة الحياتية من زراعة ورعى وصناعة وتجارة وتعدين ويمكن أن تكون ولاية جنوب كردفان مستودع وينبوع إقتصادى وتساهم زيادة الدخل القومى ما ضاقت جنوب كردفان بأهلها لكن صدور أهلها تضيق
لكن مجمل معطيات المشهد العام جعلت ولاية جنوب كردفان من الولايات التى نزفت ومازالت تنزف جراء الأوضاع الأمنية وتعطلت عجلة التنمية فيها وتحولت الولاية إلى ثكنة عسكرية وفقد المواطن لذة العيش الآمن وأصبحت عملية إغلاق الطريق القومى الأبيض الدلنج كادوقلى من الساعة الخامسة مساء وحتى صباح اليوم الثانى منذ كتمت كادوقلى في العام ٢٠١٢ وحتى اليوم أمر مألوف وطبيعى وهذه المؤشرات فى مجملها تدل على عدم إستقرار الأوضاع الأمر الذى أدى إلى نزوح آلالاف الأسر من ولاية جنوب كردفان والذين يمموا وجوههم شطر الولايات الأخرى وأصبحوا يعيشون فى أطراف المدن بحثا عن الأمن المفقود بولايتهم طوال الأعوام الماضية.
ومن الملاحظ أن هناك هجمات شبه منظمة على أبناء الحوازمة إلى جانب الإستيلاء على قطعان مواشيهم وقتل أعداد كبيرة من الحوازمة ويبقى السؤال فيما هذا الإقتتال وفيما هذا الصراع ومن المستفيد وما الجهة التى تدفع المجرمين إلى إرتكاب هذه الجرائم التى تضرب النسيج الإجتماعى بالولاية وتزكى من روح الصراع ما بين الحوازمة والنوبة وعشرات من الأنفس تزهق وأضعافهم من الجرحى والمشردين والنازحين بولايات السودان الأخرى فى الوقت الذى يتعايش فيه الحوازمة والنوبة منذ مئات السنين بهذه الرقعة الجغرافية بأرض السودان وحصلت بينهم مصاهرات وتزاوج وبينهم بنين وبنات وحفدة فهل هناك رابطة أقوى من رابطة الرحم والدم واللحم
الحوازمة والنوبة لا تنسوا الفضل بينكم وأسألوا أنفسكم بصراحة كيف إستطاع أجدادكم وأباؤوكم أن يديروا هذا التنوع ويتعايشوا مئات السنين وكأنهم إخوة من أم وأب ولماذا تدور هذه المعارك بين النوبة والحوازمة بهذه الضراوة ومن يقف ورائها والى متى سيستمر هذا الصراع وكيف تتم عملية التصالحات بين الحوازمة والنوبة وتعود المياه إلى مجاريها لتكون صالحة للشرب وعدم الإلتفات لصغائر الأمور فالحوازمة والنوبة هم أبناء عمومة وهم أكبر من إستغلالهم لتأجيج نار الفتنة بينهم وإثارة الكراهية بينهم وتغذية العنصرية والجهوية بصورة صارخة ولابد من أن تسود روح التسامح ولابد من وضع الحصان أمام العربة حتى تتم عملية رتق النسيج الإجتماعى وتعود جنوب كردفان إلى سابق عهدها تحت شعار (عرب نحنا حملناها ونوبة)
نــــــــــص شــــــــوكة
وعلى حكماء النوبة والحوازمة أن يعلموا أن معركة التسامح فيما بينهم هى المعركة الحقيقية وينتظرهم مشوار البناء الحقيقى فى شتى المشروعات ويجب أن تفوتوا الفرصة على المتربصين بكم والذين يريدون ضرب وحدتكم وأعلموا أن الذى يجمعكم أكبر من الذى يفرق بينكم ويجب عليكم أن تحقنوا دمائكم وتوحدوا صفوفكم ولا تنسوا الفضل بينكم.
ربــــــــع شــــــــوكــة
المسافة بينكم وبين توحيد صفوفكم لا تتعدى همسة وحلبة صراع حميم وكلمة طيبة وإبتسامة صافية نقية.
yassir.mahmoud71@gmail.com