يعلن مرصد مشاد لحقوق الإنسان عن بالغ القلق إزاء التدهور المروّع في أوضاع الأطفال داخل السودان، حيث تؤكد معلومات الرصد الميداني وإفادات العائلات أن 11,000 طفل لقوا حتفهم في صفوف قوات الدعم السريع نتيجة تجنيدهم قسراً وإقحامهم في العمليات القتالية، بينما يواصل 19,000 طفل القتال داخل هذا الفصيل في انتهاك خطير وصريح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل. وتشير البيانات المتوفرة أيضاً إلى وفاة 4,010 أطفال آخرين ضمن مجموعات مسلحة متعددة، فيما لا يزال أكثر من 8,000 طفل يشاركون قسراً في النزاع، معرضين أجسادهم وأرواحهم لانتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ويؤكد المرصد إدانته الشديدة لهذه الممارسات التي تمثل اعتداءً مباشراً على حقوق الطفل وانتهاكاً واضحاً لكرامته وسلامته، داعياً الهيئات الدولية والآليات الأممية المعنية إلى التحرك الفوري لوقف نزيف تجنيد الأطفال واستغلالهم في الأعمال العدائية، وضمان محاسبة جميع الجهات المتورطة دون استثناء، والعمل على تقديم الحماية العاجلة والتأهيل والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين.
إن الأطفال في السودان يواجهون اليوم خليطاً بالغ القسوة من الجوع والحرمان والعنف الجنسي والاستغلال العسكري، بينما يُزج بآلاف منهم في أتون النزاع المسلح بطريقة تحرمهم من حقهم الطبيعي في الحياة والأمان والنمو، ما يجعل حماية الطفولة مسؤولية إنسانية عاجلة لا تحتمل التأجيل، وضرورة ملحّة تتطلب استجابة دولية فاعلة وشاملة لوقف هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
