وتلك ايام خلت، كانت كالحلم منذ زمن طويل وهذه البلاد بلاد الحب والأمان بلاد العلم والشعر وكل جميل كان الرضا عنوان الناس،,,,حدثني من عاصر بعض من هذه الأحداث وما تلاها من حكومات كان كل شي يسير كالاحلام، لاتبدو الحياة من الرفاهية بمكان لكنها كانت أجمل من الان.. يقول : انظر إلى هذه الصور ( كانت لعدد من المواطنين في سوق ام درمان في ستينات القرن الماضي ) تذهب بك هذه الصورة لنمط الحياة هناك كل السودانيين في تناغم تام لا يوجد اختلاط للمفاهيم او الترويج للمناطقية والقبلية التي انتشرت الان تخلط الحابل بالنابل في زمن الانفلات الاعلامي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ودعواتها المتكررة.
وقال كأنما تذكر شئياََ : لو أردت أن تجري مقارنة بحالهم وحالنا فانت سوف تختار حالهم وما كانوا عليه من وضع به الإمان والحب والتعايش جري راهن حالهم على حركة الثقافة في السودان في منتوج الأدباء والشعراء والفنانين حيث يمكنك بكل بساطة مقارنة الفن السوداني الأصيل بما هو قائم الان من زبد يذهب جفأ… ملي بقبيح القول والفعل وفاحش الكلمات كأنما انقلب الحال من أفضل الي اسوء… ثم ضحك وقال رحم الله الفنان ابو داوود وحتى وهو قد عاش هذا العصر الذهبي ترنم برائعة الشاعر الكبير عمر البنا امتي ارجع لي أم در وعودا ثم ترنم بذات اللحن الخالد :
امتى ارجع لي أم در واعودا
واشوف نعيم دنيتي وسعودا
امتى تلمع بروق رعودا
روحي ضاعت في النار قعودا
لي هون يا ربي عودة
اشوف حبيبتي وانظر خدودا
عساها ترحم تكون ودودة
ومسامعي تسكر عن ردودا
وتطفي ناري الفاتت حدودا
أشواقي كثيرة والدموع شهودة
وللمنام العيون زهودة
وفي الهجر روحي ضاع مجهودا
لم تزل حافظة لي عهودة
يا المن فراقك ايامي سودا
خلاف وصالك دائماً كسودا
غير محاسنك مين يسودا
الملوك وياسر الأسودا
ما كان يعرفوا الناس بلودة
الغرام من قبال ولودة
من يوم وضوعا الفي الغير خلودا
فاتنة النفوس طايعة وجلَودة
أبواب لقاها ام خدود مصودة
ونار العذاب في الفؤاد محصودة
هناي ومنية روحي ومقصودا
اشوف رشيم يضوي بين فصَودا
ثم ردد بصوت عالي : ياسلام.. وكانه كان يردد في هذه الأغنية منذ زمن طويل حتى حفظها بلحنها المميز مع سيناريو تلك الفترة مضيفاََ ان الزمن تغير وتبدل وصار كل شي بلا لون وهذا من عند ربي لانه قال ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا ) ولا يوجد مجال للحسرة.
وكانما كان يلامس في قلبي ما أود الاسترسال فيه بين الماضي والحاضر والأمل في غداً افضل وانصلاح الحال والأمور لان دوام الحال من المحال… قال لي لم أكن اتخيل ان ياتي يوم يقتل فيه الناس هكذا بلا تمييز بين صغير أو كبير كنت اريد ان اموت وانا في ذهني هذه الصورة الرائعة لهذا البلد الكريم…
نواصل،،،،
*
