زيارة الرئيس السوداني البرهان الي دولة مصر في الثامن عشر من ديسمبر ٢٠٢٥ تعتبر من أنجح وأقوي الزيارات الرسمية التي حدثت بين البلدين منذ ذهاب حكم النميري الحليف الاستراتيجي لمصر إذ تعرضت العلاقات بين مصر و السودان إلى عدم ثبات في المفهوم الاستراتيجي للعلاقات الدبلوماسية ويرجع ذلك لحالة الاضطراب وعدم الاستقرار السياسي بالسودان،
مصر شقيقة السودان وتدرك تماما أهمية السودان لها إذ أن أمن السودان يمثل عمق استراتيجي لها لكن للأسف الأنظمة السودانية منذ ذهاب النميري كما اسلفت لم تدرك أهمية مصر للسودان اقتصاديا وأمنيا،، وبعد إندلاع الحرب في السودان شهد الشعب السوداني لمصر بصدق علاقتها واهتمامها بالسودانيبن وصارت القاهرة في موقف ثابت من قضية الحرب في السودان حتى جاء وقت الإعلان الرسمي القوي على لسان الرئاسة المصرية في بيانها الخاص بنتائج لقاء الرئيس السيسي بشقيقه البرهان ويعتبر هذا البيان من أقوى وأوضح البيانات الدولية الداعمة للجيش السودان والحفاظ على وحدة السودان ولقد استعملت الرئاسة المصرية في بيانها كلمات لم يكن لها أن تستعملها لولا الإحساس المصري بخطورة الحالة العامة في السودان التي تستوجب تلك اللغة التي شملت كلمات مقصودة منها عدم العبث،، وتجاوز الخطوط الحمراء،، وعدم الاعتراف بالكيانات الموازية للحكومة الشرعية،، واستعمال كرت اتفاقية الدفاع المشترك!!! جميع هذه المفردات تؤكد أن مصر ستتخذ خطوات عملية بالتنسيق والاتفاق مع قيادة الدولة والجيش السوداني يمكنها من الحفاظ على أمنها القومي المرتبط بلامن السوداني،، كما أن الشقيقة مصر ستقوم بتنوبر حلفائها الدوليين بما تقوم به وربما تجد الموافقة والدعم من الحليف الأمريكي الذي يعتبر ان مصر من أهم حلفائه في المحيط العربي و الأفريقي،
يجب علي قيادة الدولة السودانية أن تشرك المجتمع السوداني في تم الإتفاق عليه مع مصر لأن ذلك يعزز من قوة الإنفاق والدفاع عنه وتأييده ولا أري في ذلك صعوبة إذ أن الشعب السوداني يعرف ماقدمته له مصر من تقدير واحترام واهتمام،، بل يجب أن تتحرك الدبلوماسية الشعبية بين البلدين لدعم تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والسودان والتي نتوقع أن تنضم لها السعودية بحكم ارتباط الثلاث دول بساحل البحر الأحمر ونتمني أن يحدث ذلك لحماية مصالح وأمن الدول الثلاث من المهددات العابرة دوليا والتدخلات الأجنبية،،
عموماً سيكون لبيان الرئاسة المصرية الأثر الايجابي علي أمن السودان ومصر وربما يمتد ذلك لحماية أمنهما المائي الذي أصبح لعبة في ميدان إثيوبيا المدعومة من إسرائيل وحلفائها في المنطقة العربية الأفريقية،
عبد الله بلال يكتب : دفاع مشترك بين مصر و السودان
