تابعت بإهتمام البيان الذي أصدرته الحكومة المصرية على ضوء زيارة الفريق اول البرهان الي القاهرة الخميس والتي جاءت في ظل ظروف في غاية الأهمية التي يمر بها السودان الذي ظل يعاني من إستمرار الحرب منذ منتصف ابريل من العام 2023.
وكالعادة جددت مصر على موقفها الثابت تجاه السودان وعلى دعمها الكامل لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخاصة بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان والتي رحبت بها الحكومة السودانية، وهذا التأكيد بالطبع يأتي إطار توجه الرئيس ترامب لإحلال السلام وتجنب التصعيد وتسوية المنازعات في مختلف أنحاء العالم.
ومصر تلك الجارة الوفية، ظلت تتابع بقلق بالغ استمرار حالة التصعيد والتوتر الشديد الحالية في السودان، وما نجم عن هذه الحالة من مذابح مروعة وانتهاكات سافرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان في حق المدنيين السودانيين، خاصة في الفاشر، وقد كانت من أوائل الدول التي أدانت هذا السلوك الذي حدث .
والمطمئن جدا في موقف مصر بأنها لا تتغير مواقفها بل تتطور بتطور الحراك الدولي وأنها ظلت تقول بأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها باعتبار أن ذلك يمس مباشرة الأمن القومي المصري، الذي يرتبط ارتباطًا مباشرا بالأمن القومي السوداني.
وظل الموقف المصري ثابتا دون تغيير أو تبديل وهو تأكيدها دوما على أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السوداني هي أحد أهم هذه الخطوط الحمراء، بما في ذلك عدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان ، وترفض بشدة وبشكل قاطع مساعي لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه.
وأن الموقف المصري المعلن الذي لم تتزحزح عنه هو الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بهذه المؤسسات هو خط أحمر آخر لمصر، وقد أكدت عليه في قمة دول الجوار السوداني التي عقدت في القاهرة في يونيو من العام 2023 ومؤتمر القوي السياسية والمدنية السودانية في يوليو من ذات العام.
و مصر التي تؤمن بوحدة السودان ، تؤكد على حقها الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي يكفلها القانون الدولي واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها.
وجددت مصر حرصها الكامل على استمرار العمل في إطار الرباعية الدولية بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية، وهذا التأكيد نابع على حرصها التواجد في كل مبادرة إقليمية أو دولية للدفاع عن تلك الثوابت وهي في هذا الإطار تقود جهودا مشتركة تؤدي إلى وقف لإطلاق النار، يتضمن إنشاء ملاذات وممرات إنسانية آمنة لتوفير الأمن والحماية للمدنيين السودانيين، وذلك بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة السودانية.
ونقول ختاما شكرا مصر على هذا الموقف الذي يسجله التاريخ بمداد من ذهب وهي لن تفرط في وحدة وسلامة الأراضي السودانية وأن من يسعي لتفكيك تماسك قوات السودان النظامية أو تقسيم البلاد فإن القاهرة له بالمرصاد ، خاصة وأنها تمتلك علاقات دبلوماسية متماسكة أفلحت وحققت النجاحات في كثير من المواقف .

