قبل المغيب   – عبدالملك النعيم احمد  – هجليج..الاتفاق الثلاثي وجيش الجنوب

توالت إعتداءات المليشيا ومتمردي الدعم السريع علي المناطق الحيوية في عدد من مدن البلاد خاصة المناطق التي إحتلتها فعلياً بدءا من الخرطوم ومدني وسنجة وسنار وبدرجات مختلفة إلي أن إحتلت إقليم دارفور بكامله وبعض المناطق في ولايات كردفان الثلاث…
لم تتوقف الإعتداءات علي مناطق الخدمات فقط وإنما إمتدت لتدمير ما يزيد عن ألفين وثمانمائة مصنع في الخرطوم وحدها وذلك بهدف تدمير الإقتصاد السوداني ولم تسلم من ذلك آليات المشاريع الزراعية..
جاءت الضربة الأخيرة للإقتصاد بضرب وتهديد مناطق البترول بدءا بحقول بليلة مما أدي إلي إغلاقها الشئ الذي جعل الشركة الوطنية الصينية للبترول (CNPC) تعلن عن إنهاء شراكتها مع الحكومة السودانية بنهاية هذا الشهر وكل ذلك سيؤثر بالضرورة في الإقتصاد السوداني…
أما تهديد المتمردين لمناطق إنتاج وتكرير البترول في هجليج والذي إضطرت بسببه القوات المسلحة للإنسحاب لكي لا تتأثر البنيات التحتية في المنطقة التي تضم عددا من مقدرا من حقول النفط بجانب غرف لمعالجات بترول دولة جنوب السودان الذي ينتج في ولاية الوحدة ويتم تصديره عبر السودان…
حسب ماورد من أخبار ان إتفاقاً ثلاثياً قد تم توقيعه بين قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع المتمردة وجيش دفاع جنوب السودان بغرض أولاً حماية المنشأت من التدمير وثانياً بغرض تأمين إنتاج البترول وتصديره بما يضمن تدفق العملات الحرة في خزينة دولة الجنوب كأولوية ثم أخذ حكومة السودان لنصيبها مقابل ما تقدمه لدولة الجنوب من خدمات في منطقة هجليج…وقد أعلن قائد قوات دفاع جنوب السودان بأن إنتشار جيشه قد تم بالكامل في المنطقة وأنه لا وجود للمتمردين في المنطقة…
مما يلفت الإنتباه في هذا الإتفاق الثلاثي هو أن المتمردين الذين إنتهكوا وقتلوا وشردوا المواطنين وإغتصبوا الحرائر أصبحوا جزءا من إتفاق خاص بالبترول فقط وليس كل مواقع البترول وإنما منطقة هجليج التي للجنوب فيها نصيب..وإن الإتفاق ليس سياسياً وفي كل ما يتعلق بالحرب وانما إتفاق إقتصادي ويمتد السؤال في هذا الإتجاه إلي معرفة من هو ممثل التمرد في هذا الإتفاق واين وكيف تم ذلك؟؟ أم أن دولة الجنوب صاحبة المصلحة في الإتفاق والداعمة للمليشيا في هذه الحرب حتي إن لم تعترف بذلك هي من وقعت الإتفاق نيابة عن قائد التمرد وألتزمت له بأنها ستكون هي المسيطرة علي المنطقة ولن تترك الجيش السوداني يقترب منها…
نقطة أخري يثيرها هذا الإتفاق الثلاثي وهي إنتشار جيش دولة أخري داخل أرض سودانية فمهما كانت المبررات ألم يعد ذلك إحتلالاً حتي إن كان الغرض حماية المنطقة؟؟ …وهل جيش دولة جنوب السودان يعتبر مؤتمن علي أراضي سودانية بعد ما وضح منه من إنحياز معلوم للمتمردين؟؟ أم هي حسن النية القاتلة أو العمل بأخف الضررين..الاحتلال بدل التدمير..؟؟
ماهي الضمانات بألا تمدد المليشيا المتمردة في كل المناطق حول هجليج بوصفها الأقرب لجيش الجنوب مع غياب تام للجيش السوداني في تلك المنطقة؟؟
في تقديري الشخصي أن هذا الإتفاق قد أثار جملة أسئله وبعث الكثير من التخوف علي مصير المنطقة بأكثر من إجابته علي جدواه الإقتصادية للسودان المنهك أصلاً بسبب الحرب…

Exit mobile version