غادر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، قبل ظهر اليوم، إلى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل تستغرق أربعة أيام، وذلك بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ويجري الرئيس الإريتري خلال الزيارة سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين السعوديين لبحث تعزيز التعاون الثنائي، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفق ما أعلنه وزير الإعلام الإريتري يماني قبرمسقل عبر منصة X.
وتأتي الزيارة في توقيت إقليمي ودولي بالغ الحساسية، في ظل التوتر المتزايد في البحر الأحمر، وتصاعد النزاعات في القرن الإفريقي، وتبدّل موازين القوى المرتبطة بأمن الممرات البحرية الدولية. ويرى مراقبون أن تحرك أسمرة والرياض في هذا الظرف يعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التنسيق المباشر بين الدول المطلة على البحر الأحمر، باعتباره شرطًا أساسيًا لضمان الاستقرار البحري والإقليمي.
وتكتسب الزيارة أهمية خاصة لكون إريتريا والسعودية تمثلان ركيزتين أساسيتين في منظومة الأمن البحري: الأولى بحكم موقعها الممتد على واحد من أطول السواحل الإفريقية المشرفة على الممرات الحيوية، والثانية باعتبارها القوة الاقتصادية والسياسية الأكبر على الضفة الشرقية. وتشير التقديرات إلى أن الملفات المطروحة ستشمل التعاون الأمني والاقتصادي، بما في ذلك الاستثمارات اللوجستية والملاحية، ومشروعات تطوير الموانئ، إلى جانب الملفات السياسية وفي مقدمتها تطورات السودان والقرن الإفريقي.
كما تأتي الزيارة في ظل محاولات بعض القوى الإقليمية فرض مقاربات توسعية في البحر الأحمر، الأمر الذي جعل من تعزيز التفاهم بين الدول الساحلية مسارًا ضروريًا لحماية استقرار الممر البحري الأهم عالميًا. ويُنظر إلى الحراك الإريتري–السعودي بوصفه مساهمة في بلورة توازنات جديدة بعيدًا عن التجاذبات الدولية التقليدية.
وتؤكد المعطيات أن العلاقات الإريترية–السعودية تسير في مسار تصاعدي، يعكس إدراك الطرفين لأهمية التعاون في ظل التحولات الجارية، سواء على مستوى الاقتصاد البحري أو الأمن الإقليمي أو الشراكات الاستراتيجية طويلة المدى.
وبذلك تمثل زيارة الرئيس أسياس أفورقي إلى الرياض خطوة دبلوماسية تحمل أبعادًا تتجاوز الإطار الثنائي، وترتبط مباشرة بإعادة ترتيب المشهد الإقليمي في البحر الأحمر والقرن الإفريقي خلال مرحلة تتسم بكثرة التحديات والتحولات.
