اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار 47/3 عام 1992م، يمثل محطة سنوية للتذكير بأهمية تعزيز كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم ورفاههم. ويُحتفل به في الثالث من ديسمبر من كل عام، ليكون مناسبة عالمية لرفع الوعي بفوائد إدماجهم في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
*موضوع عام 2025م*
يحمل اليوم الدولي لهذا العام شعار: «تعزيز المجتمعات الشاملة لمسائل الإعاقة من أجل النهوض بالتقدم الاجتماعي».
ويستند هذا الموضوع إلى نتائج مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية الذي انعقد في الدوحة، قطر، في نوفمبر 2025م، حيث أكدت الدول الأعضاء التزامها بتعزيز الإنصاف والعدالة والمشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع القطاعات.
الإطار الدولي
– اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة:
– المادة 25: الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة دون تمييز.
– المادة 26: الحق في خدمات التأهيل وإعادة التأهيل، بما في ذلك التكنولوجيات المساعدة.
– قرار جمعية الصحة العالمية (2021) ج ص ع 74-8: يدعو إلى جعل قطاع الصحة أكثر شمولًا لمسائل الإعاقة، وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في رسم السياسات والبرامج.
– التقرير العالمي عن الإنصاف في الصحة (2022): كشف استمرار العقبات أمام الأشخاص ذوي الإعاقة في الحصول على الرعاية الصحية، وتعرضهم لتفاوتات صحية مزمنة ووصم اجتماعي.
الوضع في إقليم شرق المتوسط
– صَدَّق 21 من أصل 22 بلدًا وإقليمًا على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
– نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة تُقدَّر بحوالي 14.7% من السكان، مع توقعات بزيادة هذه النسبة نتيجة:
– ارتفاع الأمراض غير السارية.
– شيخوخة السكان.
– آثار الحروب والصراعات والنزوح والكوارث الطبيعية.
– تقرير إقليمي عام 2022م أظهر الحاجة إلى تعزيز إدماج منظور الإعاقة في الاستجابات الصحية، خاصة خلال جائحة كوفيد-19.
جهود منظمة الصحة العالمية
– إعداد تحليل شامل للنظم الصحية الشاملة لمسائل الإعاقة بالتعاون مع كلية لندن الجامعية.
– إصدار دليل العمل بشأن الإنصاف في الصحة للأشخاص ذوي الإعاقة (2024م)، الذي يقدم إرشادات عملية لوزارات الصحة حول إدماج منظور الإعاقة في التخطيط والحوكمة والرصد.
– إطلاق شبكة الإنصاف في مجال صحة الأشخاص ذوي الإعاقة (2025م)، التي تجمع الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية لدعم النظم الصحية الشمولية.
دعوة للعمل
بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2025م، تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات والمجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني إلى:
– تكثيف الجهود الجماعية لإزالة الحواجز أمام حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الخدمات الصحية.
– ضمان الرعاية والكرامة والاحترام في تقديم الخدمات.
– تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الفاعلة في القرارات التي تؤثر على حياتهم.
خاتمة
اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو رسالة عالمية للتغيير. إنه دعوة لإعادة التفكير في كيفية بناء مجتمعات أكثر شمولًا وعدالة، حيث يتمتع كل فرد، بغض النظر عن إعاقته، بحقوقه كاملة ويشارك في صنع مستقبل أفضل للجميع.
كسرة
انا المكفوف وقلبي وبشوف
