أخر الأخبار

قبل المغيب  – عبدالملك النعيم احمد –  المواطن بين النزوح واللجوء وخط الفقر

كانت حرب السودان التي دخلت عامها الثالث حرماً أكثر قسوة وضراوة علي المواطن السوداني رغم ما احدثته من دمار للبنيات التحتية لمعظم مؤسسات الدولة من وزارات وهيئات ومستشفيات والمؤسسات التعليمية والخدمية من كهرباء ومياه وغيرها الأمر الذي جعل المواطن يدفع الثمن غالياً بوصفه المتضرر الأكبر من كل ذلك الدمار والعدوان الممنهج الذي إستهدف حتي المنازل والأعيان المدنية التي لا علاقة لها بالحرب…
في تصريحات صادمة قال وزير الموارد البشريه والتنمية الاجتماعية معتصم أحمد الحاج أن المواطن السوداني أصبح في مأساوي وحالة النازحين
داخل البلاد واللاجئين خارج الحدود اصبحت متقلبة ومتغيرة بفعل الظروف التي يعيشونها إذ ان الإحصاءات تشير الي إلي أن هناك أكثر من 16 مليون نازح داخل البلاد معظمهم فارين من نيران الحرب وبعضهم باحث عن خدمات أفضل بعد فقدها في مكان سكنه الأصلي وقد إزدادت هذه الأعداد بسبب احتلال التمرد كل إقليم دارفور وبالأمس دخل مواطنو بابنوسة دائرة النزوح وبينهم اعداد كبيرة مازالت مفقودة..حتي مواطني مدينة الخرطوم ما زال كثيرون منهم خارجها مقيمين في ام درمان او ولايات السودان الأخري بسبب نقص الخدمات والمهددات الأمنية او بسبب عدم صلاحية منازلهم للسكن في الوقت الحالي…
أما اللاجئين في عدد من الدول التي استقبلتهم وعلي رأسها جمهورية مصر الشقيقة فقد بلغ 5 مليون لاجئ… وما تبقي من أهل السودان حوالي 23 مليون مواطن فهم الآن تحت خط الفقر..
التوصيف الدقيق يؤكد أن ما يحدث الآن للمواطن السوداني يعتبر جريمة إنسانية مكتملة الأركان وعلي مرأي ومشهد من المجتمع الدولي الذي يكثر من الجعجعة بالبيانات الخجولة والإدانات دون أن نري طحيناً يغيث هؤلاء المواطنين وحتي بيان الإتحاد الأوروبي الأخير الذي يحدد المشكلة ويعترف بأنها ازمة إنسانية لم يجرؤ ان يحرك أدواته وآلياته المهتمة بالشأن الإنساني أو هكذا أن ينبغي أن تكون وتلك قصص أخري تستوجب التوقف عندها ..حتي مجلس حقوق الذي يستعجل لتشكيل لجان التحقيق الدولية وإرسال المبعوثين لا يقدم خدمات إسعافية تسد رمق النازحين قبل ان تظهر نتائج التحقيق والتي في تقديري لا تحتاج لكثير جهد لأنها موثقة بأيد مرتكبيها صورة وصوت وكمان يقول القانونيون فإن الإعتراف هو سيد الإدلة ولكنه الكيل بمكيالين الذي يمارسه المجتمع الدولي بكل مؤسساته المسماه عدلية أو إنسانية…
إن وضع المواطن السوداني يحتاج لعمل موازي علي المستوي الداخلي من الحكومة والخيرين ورجال المال والأعمال ويحتاج أيضاً لعمل خارجي سواء أكان من المنظمات الإنسانية أو من الدول الصديقة والشقيقة بتقديم المساعدات العاجلة ..
جهود داخلية كبيرة تبذل الآن من الحكومة والخيرين ومبادرات متعددة من مؤسسات وجهات لتسيير القوافل ومساعدة النازحين داخل السودان ولكن هناك دعما مطلوباً من الحكومة للمواطنين أيضاً الذين دمرت منازلهم ونهبت محتوياتها بتقديم المساعدة في شكل إعفاءات جمركية لإحتياجاتهم الضرورية التي فقدوها من أثاث أو سيارات أو اجهزة طاقة شمسية أو حتي آحتياجات توصيل الكهرباء من كيبلات وعدادات التي نهبت مع أثاثات المنازل حتي تعود تلك المنازل صالحة ولو جزئياً للسكن والإستقرار فيها…
ليس بعيداً عن تلك المطلوبات هي مراعاة ظروف ووضع مرتبات العاملين بالدولة خاصة في القطاع الحكومي والذين لا تفي مرتباتهم بإحتياجات أسبوع واحد للمعيشة دع عنك الدراسة والعلاج في تلك الظروف الإستثنائية…فالمواطن والانسان هو العنصر الأساسي في التنمية والتطور واعادة الإعمار فإن لم تنصلح حاله فالكثير من المهام المنوط به إنجازها ستظل في خانة التعثر والغياب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى