
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى هذا المثل يوضح قيمة الصحة في حياة الناس، ويبين أن فقدانها يجعلنا ندرك أهميتها الحقيقية. وفي زمن الحرب والضيق، لما الناس فقدت كتير من الخدمات، ظهر دور الإمدادات الطبية كالسند الحقيقي. الدواء بقى زي السلاح في معركة الكرامة، لأنه بيحفظ حياة الناس ويقوي صمودهم.
رغم الصعوبات الكبيرة، من انقطاع الطرق وتأخر الشحنات، رجال ونساء الإمدادات ما استسلموا. سهروا الليالي، فتشوا عن بدائل، وزعوا المخزون بين الولايات، وما خلوا أي مريض محتاج يلقى الباب مقفول.
فروع الولايات كانت واقفة زي الحصن، بتنسق مع المركز، ترفع تقارير، وتتابع الاستهلاك عشان ما يحصل نقص. التنسيق كان كبير، والروح الوطنية واضحة، والكل شغال عشان الخدمة ما تتوقف.
وراء الكواليس في ناس ما بنشوفهم، لكن هم الأبطال الحقيقيين. بيستلموا الشحنات، يفرزوها، يوزعوها، ويتأكدوا إنها وصلت للمرضى. هم خط الدفاع الأول ضد انهيار الصحة، وركيزة من ركائز الصمود.
لكن التحدي الأكبر كان استهداف مليشيات الدعم السريع الجنجويد الإرهابية للإمدادات الطبية، حيث تعرضت المخازن والمستودعات للاعتداء والنهب، في محاولة لقطع شريان الحياة عن المواطنين. ورغم ذلك، ظل رجال الإمدادات واقفين، أعادوا تنظيم الصفوف، وابتكروا طرق بديلة لتأمين وصول الدواء، وأثبتوا أن خدمة الناس أقوى من أي محاولة لتدميرها.
وفي عز الحرب، لما الطرق اتقطعت والقوافل بقت صعبة تتحرك، لجأت الإمدادات الطبية لتجربة جديدة بالتعاون مع القوات المسلحة: الإسقاط الجوي للأدوية. الطيارات العسكرية حملت الشحنات ونزلتها مباشرة في مناطق محتاجة، عشان المرضى ما ينقطعوا من العلاج. التجربة كانت مخاطرة كبيرة لكن نجحت، وأثبتت إن الإرادة أقوى من الظروف. بفضل التنسيق بين الإمدادات الطبية والجيش، وصلت الأدوية لمستشفيات بعيدة ما كان ممكن توصلها عربات النقل. الناس شافوا بعينهم كيف الدواء نزل من السماء، وكيف رجال خلف الإمدادات ومعاهم القوات المسلحة وقفوا صف واحد في معركة الكرامة، عشان يحموا حياة المواطنين ويثبتوا إن الخدمة الصحية ما بتتوقف مهما كانت التحديات.
وهنا لا بد من رفع التحية الخاصة لقائد الإمدادات الطبية الدكتور بدرالدين الجزولي والدكتور شيخ الدين، الذين، عبدالله ومحمود، قادوا هذه المنظومة بروح وطنية عالية، وأثبتوا أن القيادة الحكيمة قادرة على تحويل التحديات إلى إنجازات، وأن خلف كل نجاح رجال يعملون بصمت وإخلاص من أجل الوطن والمواطن.
الإمدادات الطبية أثبتت إن الحرب ما بس في الميدان، الحرب كمان في المخازن والقوافل، في رحلة الدواء من المستودع ليد المريض. ومع كل التحديات، فضلوا واقفين، وامتصوا الصدمة، وخلوا الناس تحس إن في أمل وإن في خدمة قريبة منهم.
كسرة
صيادلة في الميدان



