محمد إدريس يكتب : حوار هاديء مع وزير الخارجية

أضاع السفير محي الدين سالم وزير الخارجية عصر الأمس سانحة المنبر التنويري لوكالة سونا للانباء لارتباط آخر بوفد أجنبي زائر، وكانت فرصة ذهبية -لو تم اقتناصها- للحديث للصحفيين وإدارة حوارا معهم حول تحركات واتصالات الخارجية السودانية لتحويل الخطاب الأخير للرئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إلى برنامج عمل خارجي للتعاطي مع الأطراف الدولية، وعن جهود الوزارة في قضايا أخرى كثيرة؛ كفك تجميد مقعد السودان في الإتحاد الأفريقي، والحركة الفاعلة لبعض البعثات في الخارج بعد أحداث الفاشر، وكيفية تفعيل البعثات الأخرى التي لا تزال تعتصم بالصمت وتقييم الأداء ومراجعة خارطة التمثيل الدبلوماسي من واقع موقف تلك الدول من حرب المليشيا المتمردة على بلادنا، والاسراع في تسمية سفراء في محطات مهمة ك(الصين) لم يتم تسمية سفير بعد عودة عمر الصديق و (الجزائر ) عقب سحب السفيرة نادية محمد خير عثمان في يوليو الماضي وسد الفراغات في محطات مهمة في أوروبا.
كان ينتظر العالم مقاربات وزارة الخارجية السودانية في كيفية التعامل أو عدمه مع مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، وهل سيتم منحه تأشيرة دخول البلاد، وكيفية محاصرة الحراك الخارجي للمليشيا الإرهابية ومناصريها وكذلك أدوار الدبلوماسية السودانية في تفعيل أدوار جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تجاه حرب مرتزقة الجنجويد على بلادنا وشعبنا..
اضاع وزير الخارجية فرصة الحوار البناء والهادف مع قادة وشباب الإعلام الوطني والخارجي المتواجدين في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان،والتي رتب لها الوزير الدينمو في حكومة الامل خالد الاعيسر في المنبر بالرقم (45)، وخلال هذا الأسبوع فقط قام الاعيسر بافتتاح الاستديوهات الإقليمية لتلفزيون السودان تنظيم ورشة حماية الآثار وفعالية أخرى عن توحيد الوجدان السوداني، وتكريم الباحث والفنان يحي ادروب (كابلي البجا ) ومخاطبة ورشة رابطة الصحافة الإلكترونية حول مهددات الأمن القومي، وتنظيم منبرين لوزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكثير من الإنجازات والفعاليات.
وبعيدا عن محاولات اجتزاء واختزال المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية حول تردده في محتوي الورقة واشارته الى رجل المهام الصعبة الفريق محمد علي أحمد صبير للاستدراك والتصويب، فإن التنوير أوضح ان العمل الخارجي يقوده فريقا متجانسا؛ ونجح التنوير في توضيح ان الحرب فرضت علينا، ورفض الاملاءات الخارجية؛ والتفاعل الايجابي مع المبادرات الجادة المطروحة بارادة وطنية تحقق السيادة والعزة للبلاد (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ).
وزير الخارجية ختم التنوير عقب تلاوته للورقة بوعد لقاء الاعلاميين في سانحة أخري جديدة قريبا، وفي الصالون الملحق بالقاعة تجاذبت معه أطراف الحديث، وسألته عن شواغل شتى من بينها تبني قنوات فضائية عربية لسردية المليشيا المتمردة ومناصريها وخطورة ذلك في تهديد الأمن القومي وتقسيم البلاد، وسألته مباشرة: هل تحدثتم مع حكومات تلك الدول عن الخط الاعلامي لتلك القنوات الذي لا يتسق مع مواقف دولها ،كذلك سألته عن البيئة الداخلية للوزارة واستدعاء الطواقم الدبلوماسية والإدارية والعودة للخرطوم، علي أمل أن نحصل على إجابات وافية في لقاء قريب.

Exit mobile version