مسعد بولس… ورقة بؤس سقطت من يد وسيطٍ مُستأجَر

الحاكم نيوز :

كلام سياسة الصافي سالم

لم يكن حديث سعادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يوم أمس عن مسعد بولس حدثاً عابراً، ولا الورقة التي حملها تستحق الوصف أكثر من كونها ورقة بؤس؛ بؤس في الفكرة، وبؤس في الهدف، وبؤس في محاولة تزييف الحقائق وتدوير الروايات تحت مظلة “وساطة” لا يعرف أحد هل جاءت من واشنطن أم من أبوظبي.

فالرجل الذي يُفترض أنه مبعوث يسعى لتقريب وجهات النظر، ظهر أشبه بموظفٍ صغير في “ورشة تلميع” السياسة الإماراتية، يحمل رؤية جاهزة، ويكرر خطاباً واحداً صكّه أنور قرقاش ومرره إلى من يدورون في فلكه. وحين وقف أمام قائد قواتنا المسلحة في وقت سابق ، لم يجد سوى الحقيقة الصلبة تشق طريقها أمامه، الحقيقة التي كشفت المستور وأسقطت ورق التوت عن تلك الوريقة المريبة، التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به.لقد ظل بولس وهو يدرّب لسانه على اتهام القوات المسلحة السودانية، متناسياً أو متعمداً تجاهل أسوأ مجازر العصر في الفاشر؛النهود بارا والجزيرة وأم درمان مجازر ما زالت رائحتها تملأ الدنيا، وما زالت صورها تلعن كل من اختار الصمت أو التواطؤ. ومع ذلك، لم تهتز شفتاه بإدانة واحدة، ولم يرتجف ضميره أمام الأمهات الثكالى ولا الأطفال تحت الأنقاض.لكن الحقيقة أن بولس لم يأتِ وسيطاً

بل جاء مغسِّلًا سياسيًا يحاول تنظيف جلباب محمد بن زايد من الدماء السودانية، ويبحث عن طريقة لتبييض وجهٍ اسودّ من كثرة ما اقترف في حق المدنيين، في الخرطوم، ودارفور، وبارا، والفاشر التي صارت رمزاً للجرح الوطني.غير أن الرجل نسي أو أراد أن ينسى أن السودان ليس ساحة بلا ذاكرة، ولا جيشاً بلا رؤية، ولا شعباً يمكن استغفاله بورقة كتبت في مكاتب أبوظبي وتم توقيعها تحت ضوء المصالح.لقد واجهه القائد العام بحقيقة واحدة:

لا حل يُفرض على السودان من الخارج، ولا وساطة تُقبل إذا كانت معجونة بدماء أبناء الوطن.سقطت ورقة بولس كما تسقط كل الأوراق المزيفة.وبقيت الحقيقةأن السودان يعرف عدوه من صديقه، ويعرف أن طريق السلام لا يُصنَع في مكاتب المستشارين بل في صدور الرجال الذين يدفعون ثمن المواقف بدمائهم لا بتقاريرهم.ومهما تعددت الوجوه… يبقى المضمون واضحاً:السودان لا يُباع، وجراحه لا تُساوَم، وقراره لا يُكتب في أبوظبي.

Exit mobile version