عبد الله بلال يكتب : الإمدادات الطبية و الجندي المجهول

درسنا في الابتدائي قصة الجندي المجهول عندما كان المنهج التربوي يضع حصة التربية الوطنية ضمن مناهج التربية وعندما نعيش قصة الجندي المجهول يتمني كل تلميذ أن يكبر ويصبح جندي مجهول لخدمة الوطن،،
هذه القصة أسردها وتذكرتها عندما زرت الصندوق القومي للإمدادات الطبية بدعوة كريمة من الزميلة الصحفية فاطمة،، وفاطمة من النماذج الإعلامية التي ترتدي الإبداع ثوباً ولذلك يجب على المؤسسات الحكومية أن تستوعب من مبدعي الإعلام ضمن منتسبيها في الخدمة المدنية،،
دخلت مقر الإمدادات بصحبة نفر كريم من قامة الصحافة السودانية ولم أتوقع أن الصندوق القومي لإمدادات الطبية بهذا الحجم من الكوادر البشرية الشابة ذات العطاء المستمر حتي في أيام العطل وساعات الليل!! يقود هولاء الشباب الدكتور بدر الدين الجزولي الذي يخجل زائره بالتواضع واللطافة،، دكتور يتحدث بلغة الأرقام،، يستند إلى لوائح وقوانين،، يتشاور مع مدراء إداراته حتي عند الحوار الصحفي يقول لك اسأل دكتور فلان لأنه مدير القسم وهذا سر النجاح في علم الإدارة عندما يقوم كل مسؤل قسم بواجبه التام ويقف المدير يراقب ويوجه ويقيم الأداء!!
الصندوق القومي لإمدادات الطبية جندي مجهول في معركة الكرامة الإسناد المدني حقق الكثير من النجاحات في وقت وجيز رغم تعرضه لخسائر تعدت مئات ملايين الدولارات نتيجة الحرب والخراب الذي وقع عليه من قبيلة المليشيا المتمردة التي لاتعرف عن أهمية مخازن الأدوية والمعدات الطبية،، تعرض الصندوق لخسائر كبيرة في رئاسته بالخرطوم وولايات دارفور وغرب كردفان والجزيرة وسنار!! لكنه لم يركن أو يقعد كسيحا نتيجة ماحدث له،، كانت الإرادة حاضرة والعزيمة متوفرة والدافع الوطني وقودا للحركة،، إستطاع دكتور الجزولي و الكوكبة الشابة من الأطباء والموظفين والعمال أن يستعيدوا توازن الصندوق منذ الشهر الأول لاندلاع الحرب وجاؤا مثل غيرهم الي عروس البحر ليعيدوا للصندوق نشاطه وحققوا في فترة وجيزة نجاح كبير استطاعوا أن يسدوا الثغرة الدوائية بتفعيل الشراكات الإيجابية مع منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها وكذلك المنظمات الدولية والوطنية ثم الاستفادة من الدعم الحكومي رغم قلة الموارد إلا أنهم يشكرون سعادة رئيس مجلس السيادة ومجلس الوزراء وزراة المالية وأول مرة أجلس مع مسؤول حكومي يشكر ويحمد للدولة ومؤسساتها ولم ينسي دورها ويقيني التام بأن العبد الشكور جزاءه المزيد من العطاء وهكذا كانت لغة دكتور الجزولي الذي يجد للدولة العزر ويقبل بالقليل شاكراً وحامدا!!
الإمدادت الطبية يجب أن تهتم بها الدولة وتجعل لها محفظة من البنوك الوطنية،، ويجب أن تكون هي المسؤولة عن جميع ولايات السودان بلا استثناء وفق قانون الصندوق ولوائحه ويجب أن يكون الصندوق هم المسؤل الأول عن اتفاقيات شراء الأدوية وليس غيره ويجب أن يكون له الحق الحصري في ذلك،، نواصل لأهمية الموضوع

Exit mobile version