
أكد مرصد مشاد أن تهريب الذهب والصمغ العربي أصبح من أخطر الموارد التي تُموّل الحرب في السودان وتطيل أمد الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين. ومن خلال تعاون المرصد مع أسواق إقليمية ودولية وشركات معنية بسلاسل التوريد، تبيّن أن نحو 270 طناً من الذهب المهرب و450 طناً من الصمغ العربي وصلت إلى الأسواق منذ الخامس من أبريل، عبر شبكات تهريب مرتبطة بشكل مباشر بقوات الدعم السريع التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن استغلال هذه الموارد في تغذية آلة الحرب وارتكاب الانتهاكات واسعة النطاق.
وفي ظل ما يشهده السودان من جرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وانهيار شامل للأمن الإنساني، يوجّه المرصد نداءً عاجلاً إلى الشركات والمؤسسات الإقليمية والدولية العاملة في قطاعي الذهب والصمغ العربي، داعياً إياها إلى وقف عمليات الشراء فوراً من أي قنوات غير شرعية، والامتناع تماماً عن التعامل مع الوسطاء وشبكات التهريب التي تساهم في تمويل النزاع في السودان، حتى لا تتحول تلك الجهات إلى أطراف مشاركة—بشكل مباشر أو غير مباشر—في استمرار الجرائم والانتهاكات.
كما تدعو منظمة مشاد جميع الشركات والجهات ذات الصلة إلى تبنّي سياسات توريد شفافة ومسؤولة، والتعاون مع المنظمات الحقوقية لكشف الوسطاء وشبكات التهريب، والإفصاح عن المعلومات المتاحة لتتبع الموارد المنهوبة التي تُستخدم في تأجيج الصراع.
إنّ وقف شراء الذهب والصمغ من المسارات المشبوهة يمثل خطوة محورية لتجفيف الموارد المالية التي توظّفها قوات الدعم السريع في استمرار أعمالها العدائية، بما يسهم في حماية المدنيين، وتعزيز المساءلة، ودعم مسار العدالة، وترسيخ التضامن الدولي مع الشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة.



