اكد مولانا جمعة الوكيل الإعيسر، رئيس للمفوضية القومية لحقوق الإنسان،أن تنظيم مثل ھذھ الدورات يعكس أهمية الإلمام بالآليات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان، سواء على مستوى الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي أو المنظمات المتخصصة، باعتبارها أدوات فاعلة لتعزيز المساءلة وبناء مؤسسات قوية قادرة على حماية الحقوق.
وقال في الدورة التدريبية المتخصصة حول الآليات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان، التي نظمها المركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول، بمقر هيئة الموانئ ببورتسودان اليوم بمشاركة نخبة من الخبراء، وممثلين عن مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، والعاملين في مجالات العدالة ، قال إن المعرفة تمثل الأساس الذي تُبنى عليه السياسات الفعّالة، مشيراً إلى أن المفوضية تضع تطوير القدرات الوطنية وبناء شبكات التعاون والشفافية في صميم أولوياتها. وجدد التزام المفوضية بالعمل مع جميع الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين لتوسيع فضاء الحقوق وترسيخ مبادئ الحرية والعدالة وسيادة حكم القانون.
من جهته، أوضح د. فضل محمود فضل، رئيس الجمعية السودانية للمدربين، أن المركز الأفريقي حقق تقدماً ملحوظاً عبر برامج تدريبية مواكبة لاحتياجات الواقع السوداني، خاصة في ظل تداعيات الحرب وتأثيراتها على الفئات الأكثر هشاشة، لاسيما النساء والأطفال الذين يعانون من آثار نفسية واجتماعية كبيرة. وأضاف أن الجمعية تعمل على تقييم الخدمات التي تسهم في تحسين الحياة، وتدعم المفوضية عبر توفير التدريب والخبراء في المجالات القانونية والحقوقية والأمنية داخل السودان وخارجه.
وفي ذات السياق، أكد د. محمود زين العابدين ، المدير العام للمركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول، أن ملف حقوق الإنسان يمثل “المعركة القادمة” في السودان، خصوصاً بعد الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها الميليشيا في عدد من المدن والقرى، والتي وضعت الوضع الحقوقي في مقدمة اهتمامات المجتمع الدولي. وأشار إلى أن ما جرى في مدينة الفاشر أعاد فتح النقاش العالمي حول الوضع الإنساني والحقوقي في البلاد.
وتوقع د. محمود توسع الاتصالات خلال المرحلة المقبلة مع المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين في مجال حقوق الإنسان، مؤكداً ضرورة تنسيق الجهود وتعزيز الشراكات بين العاملين في هذا المجال، بما في ذلك مراكز الاستشارات والمنظمات المتخصصة. وأوضح أن الدعوة لهذه الورشة جاءت في إطار هذا التوجه، مبيناً أنها ستستمر لمدة يومين وتشمل جلسات تدريبية ومحاضرات تفاعلية.
