
كلام سياسة : الصافي سالم
في لحظة فارقة من لحظات السياسة الدولية خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مساء اليوم بتصريحات مفاجئة كشف فيها أن تسوية النزاع في السودان لم تكن ضمن خططه ولم تخطر على أجندته لولا تدخل شخص واحد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.ترمب قالها بصراحة غير معهودة:
«ولي العهد السعودي شرح لي الوضع في السودان وطالبني بوقف النزاع هناك النزاع في السودان جنوني وخارج عن السيطرةهذه الكلمات وحدها تكشف حجم التأثير السعودي، ليس فقط في الإقليم، بل في عواصم القرار الكبرى. فقد استطاع الأمير محمد بن سلمان أن يحوّل اهتمام ترمب من ملفات تقليدية إلى ملف السودان، وأن يضع الأزمة السودانية على طاولة الرئيس الأمريكي مباشرة، ليقول الأخير:لم أكن أخطط للانخراط في النزاع بالسودان… لكن سنبدأ العمل على ذلك إنها شهادة جديدة تُضاف إلى سجل ولي العهد، الذي أثبت أنه لا ينتظر أن تتفاقم الأزمات العربية والإفريقية، بل يتحرك بحسّ قائد مسؤول يرى في استقرار المنطقة أولوية استراتيجية. لقد نجح الأمير محمد بن سلمان خلال سنوات قليلة في أن يصنع لنفسه ولبلاده موقعاً محورياً في التوازنات الدولية، وها هو اليوم يدفع بملف السودان إلى صدارة الاهتمام العالمي.والأهم من ذلك أن ترمب قال بوضوح:ولي العهد السعودي يريدني أن أفعل شيئاً بشأن السودان وبدأنا بالفعل العمل هذه العبارة وحدها كفيلة بأن تقلب المشهد. فحين يتحرك صانع القرار الأقوى في المنطقة، ويتجاوب معه قطب دولي بحجم الولايات المتحدة، فهذا يعني أن نافذة أمل جديدة تُفتح أمام السودان، وشعبه الذي أنهكته الحرب ودمّرت حياته مليشيا التمرد. اليوم، يحق للسودانيين أن يرفعوا صوتهم عاليًا:
شكراً محمد بن سلمان شكراً للمملكة العربية السعودية على هذا الدور العربي الصادق.فالسودان الذي يعيش واحدة من أعقد أزماته، يحتاج إلى مثل هذه المبادرات القوية، التي تضغط، وتؤثر، وتُقنع العالم أن هذه الحرب يجب أن تتوقف، وأن السودان يستحق السلام، والسيادة، والعودة إلى مسار الدولة. لقد فتح ولي العهد باباً لم يكن مفتوحًا… ودفع بملف السودان إلى أعلى سلّم الأولويات.وإذا تحققت تسوية حقيقية في الأيام المقبلة أو انتهت الحرب ، فسيكتب التاريخ أن السعودية هي التي وضعت حجر الأساس، وأن الأمير محمد بن سلمان هو الذي حرّك عجلة الحل.وها نحن أمام بداية مسار جديد… مسار قد يعيد السودان إلى الحياة.في ظل تقدم كبيرللقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في كافة الجبهات ومحاور القتال في كردفان مرورا الي دارفور نصر من الله وفتح قريب



