
( الحاكم ) كانت هناك!
شهادات دامية من نازحي الفاشر في معسكر الدبة… حكايات من قلب الجحيم
( أمسك الروح لاتروح) حينما يتحول علف البهائم الي وجبة نجاة
ناجيات يروين قصص دامية واحداهن تقول : ( رأيت الجيش كأنما رأيت الجنة)
الدبة : هنادي النور
في مشهد إنساني مؤلم، يروي نازحو مجزرة الفاشر الذين لجأوا إلى معسكر الدبة بمحلية العفاض في الولاية الشمالية، قصصًا تقشعر لها الأبدان، وتكشف عن حجم المأساة التي عاشوها تحت نيران المليشيات المسلحة. زارت “الحاكم نيوز” المعسكر ضمن وفد وزارة الثقافة والإعلام والسياحة، واستطلعت شهادات الناجين الذين نجوا بأرواحهم فقط، بينما تركوا خلفهم ذكريات محفورة بالدموع والدماء.

“أمسك الروح لا تروح”… غذاء البهائم يتحول إلى وجبة نجاة….
تقول أزاهر إبراهيم، إحدى النازحات من معسكر أبو شوك، إنها شاهدت أكثر من 270 معركة ، ووصفت سلاحًا فتاكًا يُدعى “كلينكت” يتفجر بثلاث زوايا، مؤكدة أن القصف بالدانات لم يتوقف من الصباح حتى المساء. وتضيف: “رأيت أشلاء الأطفال تتطاير فوق أعمدة الكهرباء، ودفنا الجثث بأيدينا، وأُجبر الشباب على حفر قبورهم قبل إعدامهم”.

وتتابع أزاهر: “علف البهائم أصبح وجبتنا الأساسية، وسعره بلغ 60 ألف جنيه، أما العصير فكان يُعرف بيننا بـ‘اقتلني براحة‘ وسعره 17 ألف جنيه”. وتروي كيف تم اغتصاب النساء علنًا، واختيار الجميلات لقادة المليشيا، بينما يُسأل الضحايا عن قبائلهم قبل تصفيتهم.
عام كامل نأكل جلود البهائم”….
أميمة محمد نور الدين…..
، إحدى الناجيات، تحكي كيف زحفت على قدميها خمس ساعات من قرية قرني إلى مليط، ثم هُرّبت بالعربات. وتقول: “خلال الحصار، بلغ سعر رطل السكر 90 ألف جنيه، وكنا نأكل جلود البهائم لنعيش”. وتضيف: “هذه ليست حربًا ضد جيش، بل ضد المواطن، حيث يُقتل الناس داخل المساجد والخنادق، ويُحرقون بالجاز”.
فقدت أميمة أربعة من أشقائها، بينهم طبيب وممرضة، وتقول إن ابنتها ذات الـ14 عامًا أُصيبت بشظية وتفقد الوعي باستمرار.
“هربت بعد 6 أيام من الولادة”….
محراب علي، شابة في العشرين من عمرها، خرجت من الفاشر بعد ستة أيام فقط من ولادتها، على ظهر حمار، هربًا من القصف المتواصل. وتقول: “أُصبت أنا ووالدتي بشظايا، ونطالب الجيش بتحرير الفاشر. رغم كرم أهل الشمالية، إلا أن العودة إلى ديارنا هي الأمل”.
“خرجنا بأرواحنا فقط”….
بخيتة جميل، التي فقدت ثمانية من أفراد أسرتها، تقول: “رأينا الذل والمهانة، وخرجنا من الفاشر نجر الشوك على صدورنا بحثًا عن مخرج آمن”. وتضيف: “عندما رأينا الفريق البرهان في الدبة، رأينا الحزن في عينيه، ونؤكد وقوفنا معه لتحرير الفاشر”.
رأيت الجيش كأنني رأيت الجنة….
مساجد السيد ، أرملة جندي بالقوات المسلحة، قالت إنها نجت بأعجوبة من المليشيا التي أساءت إليها لفظيًا وجسديًا، وأضافت: “قالوا لنا: إذا لم تموتوا بالجوع، سنقتلكم بالرصاص”. وتابعت: “عندما وصلت إلى الدبة ورأيت الجيش، شعرت أنني رأيت الجنة”.
كرم الشماليين… وحنين العودة…..
فاطمة آدم أحمد، فقدت والديها وابن أختها، وتقول: “منعونا من دفنه، وزوجي العسكري تم أسره”. أما عائشة آدم، التي كانت تسكن في معسكر زمزم، فقدت ابنها العشريني، وتقول: “كنا نأكل الخبز الناشف بالماء، ونتخفى داخل العمارات”.
جهود إنسانية في معسكر الدبة….
يحاول المسؤولون في معسكر الدبة، بقيادة رجل البر والإحسان أزهري المبارك ، تخفيف معاناة النازحين بتوفير المأكل والمأوى، وسط ظروف إنسانية صعبة، وذكريات لا تُنسى من مجازر الفاشر.
إحصائيات صادمة…
بلغ عدد الأسر التي وصلت إلي معسكر أزهري المبارك بالعفاض في محلية الدبة بالولاية الشمالية 1050 أسرة ، ووصلت إلي المعسكر 152 أسرة بعد دخول المليشيا المتمردة الي مدينة الفاشر .
وبلغ عدد الأسر الوافدة من ولايات كردفان ودارفور إلي محلية الدبة نحو 7050 أسرة يقطنون في تجمعات مختلفة ، كما أن الولاية تستضيف 32 ألف أسرة من بقية الولايات .
وقال الحسن إبراهيم رئيس لجنة الطوارئ والأزمات بمحلية الدبة أن معسكر أزهري المبارك بمنطقة العفاض يستهدف إقامة 3 الف خيمه أوضح أنه تم تجهيز 700 منها الان وجاري تجهيز 1200 أخري وصولاً للعدد المستهدف ، منوها إلي أنه تم توفير 330 الف سله ومستلزمات الايواء كاملة ، وأشار إلي تزايد أعداد الوافدين إلي المعسكر بعيد دخول التمرد إلي الفاشر وقال إنه تم وصل 152 أسرة وسط توقعات بزيادة الوفود.
واضاف إدارة المعسكر تتم عبر سبع لجان تختص بتقديم الطعام والعون النفسي والصحي والقانوني للنازحين.
وكشف أن لجنة الشكاوي تلقت 73 شكوي من نساء اعتدت عليهن المليشيا ،وأوضح أنه تم فتح 180 بلاغا بوقوع انتهاكات وقعت علي المبلغين من قبل المليشيا حتي الآن.



