محمد حسن كبوشية – دعاش الخير
في تصريح استراتيجي يحمل دلالات عميقة، اتهم وزير الخارجية الأمريكي مؤخراً مليشيا الدعم السريع بـ “الإرهاب”، مُحدثاً زلزالاً دبلوماسياً يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية تجاه الأزمة السودانية.
هذا التصنيف ليس مجرد إدانة لفظية، بل يمثل منعطفاً حاسماً يضغط على الحلفاء الإقليميين للمليشيا، وخاصة دولاً كانت تقدم دعماً لوجستياً وسياسياً. فموقف واشنطن الجديد يضع هذه الدول أمام اختبار حقيقي، إما مواءمة سياستها مع التوجه الأمريكي أو تحمل تبعات الانحياز لقوة مُصنفة إرهابياً.
انعكست هذه التطورات سريعاً على ديناميكية عمل “الرباعية” (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة). فبينما كانت المواقف سابقاً تميل أحياناً نحو نوع من التوازن الظاهري بين طرفي الصراع، فإن التصعيد الأمريكي ضد الدعم السريع يجعل استمرار هذا النهج مستحيلاً. بات من المتوقع أن تتحول الرباعية نحو تبني موقف أكثر وضوحاً يدعم الشرعية المتمثلة في الحكومة السودانية والقوات المسلحة، مما يعزز مكانتهما دولياً ويُضعف شرعية المليشيا.
مستقبلاً، يُنتظر أن تتحول هذه التطورات إلى دعم ملموس للحكومة على المستويات السياسية والمالية، بينما تواجه مليشيا الدعم السريع عُزلة متزايدة وضغوطاً قد تقوض قدراتها القتالية على الأرض. باختصار، لم تعد اللعبة السياسية في السودان كما كانت، واشنطن رسمت خطاً أحمر سيفرض إعادة حسابات جميع الأطراف.
✒️محمد حسن كبوشية
