الفاشر عروس من دماء الأهل

و لكن احمد شاويش رحل قبل أن يكتب لنا كلماته ولحنه، لحن وكلمات تناسب الحسرة في مأساة الفاشر عروس من دماء الأهل

وحتي الموسيقار انس العاقب نسأل الله له الصحة والعافية قلبه واهن معلول لا يتحمل تأليف شجن خاص بمحنة الفاشر عروس من دماء الأهل ، نعذره ونعتذر ووكبار آخرين غياب مؤلم يضاف لماساءة فاشر ابو ذكريا

و ثوار ديسمبر ينتظرون خريف غضبهم علي احر من الجمر ليعيدوا إنتاج صراخهم وان الفاشر تحي عطبرة وعطبرة تحي الفاشر ، حرية سلام وعدالة كما تم تصميمه بمعايير ثورة ديسمبر المجيدة

الفاشر محطمة بعد نزيف ومن حولها ، دنيا كلها حسرات لا وردي ولا الفيتوري ولا الإمام الصادق
و لا حميدة ولا دكتور الترابي
ولا محجوب شريف ولا القدال معه المسدار ولا هاشم صديق وفي كل هذا الظلام ، انقسام في المجتمع السوداني غير مسبوق

هذا الغياب المؤلم زاد من الشجن فليس احد منهم يخفف من مأساة الفاشر عروس من دماء الأهل

ارجو قراءة هذه السطور بصوت الانوثة فدوي فريد بصوتها الباكي لانه ينسلنا كلماتي وعموم الماساة تماما ولكن لابد من روح اكتوبر وموسيقا الطير المهاجر لو أمكن
ولو أمكن ان نحضر المناديل فالدموع المتوقعة منهمرة نزيفا يهدد سلامة النظر

صمدت فاشر ابو ذكريا عام ونصف العام حتي اكلت الاومباز، واقفة علي جمرها تحرس عرضها وتدافع عن نفسها كما تفعل اي حرة ابية
وكتبت بانفاسها الحرة الابية تاريخ مجيد كان ومازال وسيظل صمودا يدرس للأجيال

صمودا اتحد فيه التاريخ والجغرافية وكأن سهرها ديدبان جمهوري وكانت أصدق الأيام علي الإطلاق تؤكد بالفعل بالموت والجوع فداءا وان كل أجزاءه لنا وطن

كان صمود الفاشر بطولة شعب وامة وتاريخ ، بطولة بفاتورة فيها استشهاد و جوع وصبر وكان شبابها يقدمون أنفسهم يوميا وخلال عام ونصف بتضحيات صفرية التردد مليونية الاقدام , ستاتي أجيال وتقرأ بسالة وثبات وتضحيات تزيد من وضاءة التاريخ رغم الخسارة الفادحة أرواح وانفس

وقد اختبر الله معدن الفاشر شبر شبرا روحا وانفس شباب واطفال رجال ونساء فرقان وقري فعرفت الدنيا اي مدينة تلك هي فاشر ابو ذكريا واي رجال واي نساء دافعوا دفاع المستميت

و كان اتحاد له جينات من بدر و احد وكان ابو لولو هو ابو جهل القرن الواحد وعشرين معه كثر من نسخة كفار تلك الأيام خذ منهم ما أردت امية بن خلف وعلي شاكلة خشب مسندة رمزا و عينة ودلالة علي اشقياء

وقبل الاومباز كان رجال فاشر ابو ذكريا يطلبون من الموت اقداما حتي افشلت الفاشر ٣٠٠ هجوم بتمويل اجنبي معروف الهوية معروف المارب ومفهوم خنجر الغادر في أمهات وأطفال وكانت الدماء تسيل لتذف عروس من دماء الأهل و لتنام الفاشر ليلة أخري حرة ابية كما ينبغي

واثناء الحصار عام ونصف العام كانت الفاشر هي نبض الدنيا من أولادها في مشارق الأرض ومغاربها دفعوا بسخاء وتابعوا اخبارها لحظة بلحظة من نيويورك ومن باريس ومن امستردام ومن كمبالا علي عبدالله حماد يتابع اخبار ها ، من استشهد ومن بقي منهم حيا ويوميا يهرول لاداء عزاء جديد بحزن إضافي

كانت التكايا ملحمة موازية ، تراحم و مؤازرة حتي تناولت نساء الفاشر سلاح البقاء الكريم صفها مع صف الجنود و كتفها واصبعها علي زنادها مع ولدها وشقيقها وزوجها وعمها وخالها وابيها في تلاحم فريد ما له مثيل

وعطلن الطبيخ والرضاعة والمكياج الي اجل غير مسمي وخلال عام ونصف تحولت فاشر ابو ذكريا الي مزيج من بدر و احد وعينة من بطولات تلك الأيام سيف خالد يحمله شاب وسيف علي بن أبي طالب يحمله رجل ثم كل النساء هن خولة وعاتقة ونسيبة

كانت أرواح عزيزة تبذل رخيصة وكان الموت سهل بطعم الدفاع عن العرض وابو لولو عينة تحدد نوع الشقاء المنتظر بينما الفاشر من صمودها تكتب خلودا وكبرياء للمجد والتاريخ والإنسانية

كانت الفاشر المطلوب العزيز للعدو من ذوي القربي والبندقية اجنبية من عصير الحروب وحتي المسيرات غالية الثمن ، تريد تركيع أمة قديمة السؤدد وكان كفاحها مزهلا حتي الاومباز تحول لجندي من جنود الله

كان حصار اللؤم والطغاة بردا وسلام علي أمة فاشر ابو ذكريا ومع الجوع كان النضال يسمو بأغنية يا بنية دارفور ميرم أميرة من الشجاعة

وحينما أعلنت فاشر ابو ذكريا عن استشهاد واحدة من اعز بناتها طبيبة حملت مع السماعة بندقية العز وكانت اغنية حليمة ساسا ، اغنية وطنية يغنيها كل سوداني علي حسه من العمق العاشر ، البنية سلام يا ميرم حلاتا سودانية بنيتي يا ميرم ، البنية سلام يا ميرم عوافي ، سلام زولا يجيك برجل حافي في وداعة الله يا ناس اقعدوا عافية لامن نتلم ونتشاور عشية بنية دارفور الماها عادية لونا لونا تاجا سمرة أفريقية لون تاجا حلاتا سودانية

تجدد ميلاد اغنية بنيتي سودانية مع استشهاد الطبيبة هنادي رددها كل سوداني اصيل وهي نعيا وطنيا مخلصا بصوت حزين متشكل من الحسرة ، الحسرة والشجن وكبرياء بانف يدق سقف السماء

الطبيبة هنادي اغنية طمبور وحزن شرقاوي ونحيب اهل الوسط مثل ملحمة الدبة وهي ترد علي الاستكبار سرير ازهري مبارك من كل بيت لاشقاء تركوا وراءهم احبتهم اشلاء ومفقودين اب وابن وشقيقة و زوجة وفلذة الكبد يموت جوعا قريب من سوق بلا بيع ولا شراء والبيوت خايفة تتوسد السهر تبيع الروح لتشتري من غدا عمرا اضافيا

كانت فاشر ابو ذكريا تعيش أعظم أيامها المجيدة تسطر تاريخ وتكتب مجدا وتعلم الدنيا غلاوة تراب الوطن بالجوع والروح فداءا لا مثيل له وكانت الامهات كل يوم يقبرن جنا الحشا، جنب الزوج والأب والشقيق والعم والخالة جوعي مصابين في الصدور دايما مقبلين غير مدبرين

كان داخل كل اهل فاشر ابو ذكريا جرعة من مانديلا، جرعة حق وجرعة أقدام وجرعة تضحيات فاجتمعوا علي قلب رجلا واحد يكفي فخرا هذا الصف الوطني في لحظة فارقة

كان جرح الفاشر ينزف والعالم كله يشاهد حصارا من الشر تؤمه دول أجنبية ذات لؤم ومارب وغدر بينما منظمات المجتمع الدولي تشجب وتدين كما تفعل مع غزة تلك المدينة الاخري ذات النزف والمجرم يتحدي ربوع الدنيا

الفاشر وغزة سيغيران معايير عمل المنظمات الدولية بعد ان بلغ السيل الذبي وقتل المدنيين بسلاح المليشيا وتل أبيب وكلاهما بينهما عمومة الشر والغدر والتامر

في يوم الهجوم على فاشر ابو ذكريا مع الامباز والخريف والحصار والرصاص والدانة شاهد سكان الفاشر جحيم حقيقي وكان ابو لولو عينة تحت المجهر تؤكد انهم جماعة من الدوسنتاريا، قليل منهم يظن انه مقدمة حلم تغييره المزيف وان الرصاصة الأجنبية ستجلب له سلام وبندورة وحظوة من حلم قديم

وآخرين يتقدمهم ابو لولو حينما كانوا في سنجة ومدني والخرطوم تتار بلا فؤاد تقريبا كما قال خبراء النفس هؤلاء مجموعة بلا اهل ولا عيال ولم يمروا علي مدرسة وما عهدوا بينهم رجل رشيد يكبرون ان الله اكبر في بغر بطن طفل واغتصاب ام وبناتها وقتل أسير كما يقتل صياد ارنب بري يتغدي به بعد جهد وجوع

مجموعة متوحشة كسرت قوانين الحرب في ربوع الدنيا نهبت الأسواق والبيوت واهانت الابوة الشيخ الكهل ونزعت من المروة كل لباس وهي في الطرقات والناس يهربون منها تنزع من النساء الدهب حتي أذان الأطفال تبحث عن حلق الدهب تنزعه ليسيل دم الطفولة مرتين علي الاقل والكدمور يصرخ من فظاعاتهم وتنزع من الشباب المدنين خاتم الفضة والشبشب وتطلق الرصاص علي مرضي المستشفيات وفي كل فم ناج من فظاعتهم ثمة قصة تروي فيها أكثر من ضحية في عايلة واحدة

لو عاد هتلر ليقول جملة مفيدة لسمعنا منه لعن وتعجب ورفض وقال من هؤلاء ومن أين اتؤا وماذا يريدون

لم تنام الفاشر منذ عام ونصف العام إلا بقدر ما ينال منها الجوع والتعب والخوف ومع ذلك وقفت قامة مديدة وخط مستقيم وصوت داوي وتحير مراقب الحروب كيف تصمد مدينة كما صمدت فاشر ابو ذكريا واختارت وجبة الاومباز بدلا
أطفال بلا لبن ونساء بلا مطبخ وشيوخ بلا أدوية ضمن المحاصرين عام ونصف العام والسوق اغلق يلفه صمت هو بكاء مأساوي جدا

أطفال بلا لبن ونساء بلا مطبخ وشيوخ بلا أدوية ضمن المحاصرين عام ونصف العام والسوق اغلق يلفه صمت هو بكاء مأساوي جدا
وسكان فاشر ابو ذكريا من وسط جحيم الحصار واستحالة الإنزال ، عاشوها لحظة بلحظة كيف انتهت تقريبا الفاشر القديمة كما عهدوها كابر عن كابر، ضجة السوق الكبير وحركة المسافرين من السوق الشعبي الي زالنجي والي نيالا والأبيض والخرطوم ، استاد الفاشر ولحظة من فرح صعود المريخ و لواري العماري مسافرة الي الشمال ومنتجات البيوت السمن والعسل ومنتجات الخريف في اكتوبر حتي القشطة والشمام وسوق المحاصيل من شباب الزراعة والصلوات في الجامع الكبير وحليب المحطة و ترزي بنات الثانوية وبوتيكات شارع السوق وصلاة المغرب في أندية الحي وسوق الموبايلات ومشوار العصر لبنات حي السوق مشيا علي الاقدام بلوم وغزل وموعد لحب سيتوج بزواج

نعم كل ذلك سيتحول الي حطام مدينة كانت حية من شارع الجزارة الي قصر السلطان وعمارة الدهب وشارع الجرائد حينما كانت الخرطوم تطبع قبل أن تتحول لمدينة أشباح أخري بسبب سراب صحراء صفراء لا تؤمن باي حيوات وتحب الموت خيار وحيد تقتل الطفل كما يقتل صياد ارنبه

تحطمت فاشر ابو ذكريا يوميا خلال عام ونصف العام ، ام تدفن أطفالها في عقر الدار القديمة وأب يودع ابنه الوحيد بشهادة معتبرة من العرض وصد هجوم غشيم اجنبي في كل صفاته سلوكه وماربه واضحة يساوي فيه اليوارنيوم بروح بني آدم يعيش في بلده بين السوق والجامع والزراعة

تحطمت فاشر ابو ذكريا وأهلها ينظرون جحيم وقيامة وهم يودعون امسهم القريب كأنه المقصود فعلا بالتدمير من
كتم الي كبكابية الي طويلة ستمر ب كوما الي ام كدادة وهي جغرافية مثقلة بحروب قديمة حتي مليط الي كوما والي طينة و
كرنوي و امبرو و الطويشة
اللعيت جار النبي و سرف عمرة و
كلمندو عذاب سنين وراء والرجل الرشيد في رحم حواء مازال يتمخاض فمتي يكون ميلاد ذلك القمر الهادي من نسل السودان

……نعم…….

جغرافية مقصودة بدقة متناهية وفاشر ابو ذكريا تاريخ مجيد مثقف بسلطة وممالك وتراث حتي تعلمت من الدنيا بدلا مدينة تؤانس الصحراء شيدت الأحلام ، منتزة مروج المدينة و منتزه مثلث
منتزه عبد الرحمن الرشيد
و منتزه علي محمود و
منتزه رتاج يرتاح ويستجم فيه الناس من شاء جاءه الخميس والجمعة والسبت عايلات لم تتوقع انها ستاكل الامباز وستدفن فلذات كبدها في حوش طالما كان مسرح القهوة والسمر

وطوال عام ونصف العام لم يعد سكان الفاشر بحوجة لمستشفيات
السعودي الكبير أو مستشفي
نبض الحياة كما كان يوما مزدحم بالزوار وحلويات المواليد الجدد صحة وعافية وتفاؤل ومثله مستوصف اقراء ومشفي عزيز اسمه جبل مرة كله صار خراب مستشفيات بلا مرضي لانها بلا أدوية وكان دايمآ الموت اسرع من اي إسعاف

والفاشر المؤمنة منذ عهود الكسوة السمن والعسل نياق مسافرة الي تخوم مكة وهكذا ظلت المآذن متطاولة البنيان ذرافات الي الجامع الكبير من وسط البضاعة وضجة السوق مسرعين تحت نداء حي علي الصلاة ومثله جامع السلطان علي دينار ومثله جامع عبدالله موسي و جامع الشهيد و جامع الثورة جنوب ، مصلين ان الله اكبر وبتوقيت الخراب لم يعد باستطاعة جايع ان يهرول خمس مرات ومع ذلك ظلوا يفعلون مفارقة أخري لابد أن توضع في الاعتبار

والبوتيكات علي كل ركن وناصية سوق إعلان يقنع بنات الفاشر باضافة لمعة علي اللون الأسمر الجميل الاخاذ الرهيب اين بوتيك العنباوي واين بوتيك كل الجمال في يوم التاسوعة حينما يكون بكرة العيد وتبيع الفاشر حصادها من الدخن وتسلم ذويها بدلع الجيل الخامس مزدحمات علي بوابة بوتيك ود البناني ويا حسرة علي طالب ومطلوب علي حياة مستقرة لم تدري انها ستشهد جحيم عمرها وهي جزء من المشهد البت هنادي طبيبة تحمل البندقية ثم شهيدة بابتسامة البيوت ولا احد عنده اي قدرة علي خيال أعراس فاشر ابو ذكريا قبل الجوع قبل الحصار والاقتحام و قتل الناس كل الناس في الشوارع والبيوت، أسهل موت وأسرع موت ومن ينجو منه يعذبه هروب له عمومة مع ذات الموت جمر هنا وجمر هناك فاي خيال يوفر من ذاكرة الفاشر القديمة حفلة يغنيها الفنان حسن عايش او موسي معاذ او قل الرشيد كنجوم او
بابكر الشيخ، قبل ان يتوفي مترقيا شهيدا بعد ان تحول لايقونة من التكايا

وفاشر ابو ذكريا تحلم بتغيير تشاؤم قصيدة يسارية وانه مع التعليم الجيد لا يستطع ان ياتي ضمن دواليك الفساد بعد كل قيصر يولد قيصر جديد والفاشر مدينة التعليم
بعشرات المدارس الثانوية تؤمهم مدرسة الفاشر الثانويه و مدرسة الشرقيه و مدرسة المنار و مدرسة الاهلية و مدرسة الاتحاد
و مدرسة الرباط و مدرسة المنهل و مدرسة ابوبكر الشيماء و مدرسة الدينار و مدرسة دارفور و مدرسة الصناعية تخرج صنايعية بكرة و مدرسة ابو نضال و مدرسة الفردوس ليس حصرا بل عناوين لمدينة لم تتوقع أن تاكل الاومباز مع أطفالها لتدفن جزء منهم في حوش الأيام الجميلة

نعم اي والله دفن الناس ذويهم كيفما اتفق ، حيرة لا مثيل لها حيث لا خيار ان تدفن عدد من تلاميذ المدارس الاساسية وهم علي خوف وجوع لم تسمح لهم الأيام ولم ينتظرهم القدر ان يظلوا معنا حتي يكتشفوا ماسي أخري وهم يعيشون طفولة بلا حليب ولا بسكويت ولا مركز صحي معتبر ولا اغذية ولا تطعيم وهاهي مدرسة الشهيد خالية من اي تلميذ و مدرسة الشرقيه متوحشة حزينة بل وما ادراك بمدرسة الام وهي في مواعيد الموظفين ليعودو بعيالهم للبيوت سيدفن عدد منهم في الحوش وفي المقابر علي عجل وبخوف ولا وقت للدموع كما تبدوا مدرسة التيمانات تسأل أين ضجة الفسحة الثانية وجرس الخروج كما تبدوا مدرسة الوحدة أشد من صمت القبور بعد نشيد الوطن داوي من حناجر صغيرة علي وعد بحماية هذه الكلمات علي الحدود وفي الوظيفة والأمن والتجرد في كل شبر من ربوعه المترامية طولا وعرضا سودانا يهز الأرض وفي الكوب بقية كما في القلوب امال عريضة ذلك واضح من طالما مدرسة احمد زين العابدين تقف من لافتة ولون الجير ومثل ذلك مدرسة الامجاد و مدرسة الكفاح و مدرسة علي السنوسي و مدرسة القاضي حزم وعزم وجدية وهاهي (هيهات) تسخر بعينة من دنيا حرب غريبة الأطوار يقتل فيها الأسير والطفل والكهل بتكبيرة خارجة من صدور وصفها رب العالمين كالخشب المسندة والله المستعان علي ما يصفون

وبعد عام ونصف العام من الحصار صمتت المدينة ولا مجال لتجهيز القبور والحانوط والاكفان فالقادمون علي وجه السرعة لا ينتمون لاي تاريخ لنحاكم أفعالهم غير صحراء ارض صفراء انتجت توحش حير خبراء علم النفس بمن هؤلاء ومن أين اتؤا وماذا يريدون في صياغ آخر من التوحش هاهو
السوق الكبير وسط المدينه (سابقا يسمي باسم حجر قدو) حينما كان الزمن زين وكانت الشروق تمر من هنا والناس مبسوطة بالكاميرا والجوائز

سنركب الصعاب ونرسم صورة من ماضي فاشر ابو ذكريا ، سوق مواشي و سوق السلام وأسواق صغيرة تقضي بقية يومها بعد بيع وشراء محدود الغرض بين الإنس والصلاة في زاوية الحي

وكما ترك الشهيد البطل صدام حسبن حي العظمة بسبب العدوان الأمريكي الغشيم ترك اهل الفاشر الاحياء القديمة بكل ذكرياتها صراعاتها وتنافسها الصباح والمقيل واخر الليل في أندية الحي الناس رايقة وغدا يوم عمل والدوام المدرسي بدأ بالفعل منذ الفجر في حي القاضي و حي العظمه وحي اليتمانات وحي الامل تمباسي
رديف ضجيجه أجمل ضجيج
وحي الرياض يحلم بهدؤا فهل فؤاد حي زنقو علي حلم آخر مع حي الوحدة وحي السلام والعمال سادة حي المصانع

وكما صرخت مي في راوية نجيب محفوظ انت كمان يا علام من الزيادية وهكذا يصرخ رجل طيب مفجوع تايه في وجه شاب من الصفاء بل أنت من حي ام شجيرة او قل من حي حاج يوسف او من حي منار ، كم عدد موتاكم يا ولدي

والفاشر تقاوم قساوة الصحراء من نشاتها الاولي بدليل حروب وبدليل معسكرات زمزم التي يسكنها من ليس له ماوي كما في معسكر ابوجا او نيفاشا

ولا تظن ان الفاشر جنوب بلا شمال فالاحياء الشمالية خصبة واهلية جدا بحياة عامرة بالحب والتوادد
شمال الاهلية و حي الفاشر الثانوية وحي تكارير وحي شوبا وحي خورسيال وحي القبة وحي كرانك
و النصر كما صرخت مي في وجه علام هل انت كمان من الزيادية جنب حي النيل وقرب من ذاك حي
الاسرة وحي المعهد , كل هذا الثراء اصيب في مقتل ومع ذلك فانةغدا لناظره قرب وحتما مقضيا

كل تلك الذاكرة خسرناها لبعض الوقت وستعود سيرتها الاولي ماف ذلك ادني شك مبارة بين مريخ الفاشر وهلال الجبال وسينما التوعية ومدارس اممية يفتح الله نحن مؤهلين لاعادة سيرتها الاولي من عرق الجبين ومن حيث يكون الناس أحرار جدا

ومثل ما غنت عطبرة تحيا الفاشر افسدت الشمالية من الدبة ناقوس الخطر كما خطط له ان يكون اسفين في وسط الراس تماما بعده يكون انفصال يشتاق له إقليم وعالم وشركات بحجم دول كبيرة وقدمت مدينةةالدبة وانسان الشمال دليل وحدة الشعب السوداني وان الفاشر مرحبا بها في الدبة سودان واحد يسمع الجميع وسنتحاسب هذا فرضا وحتما لكل من اجرم وافسد وسرق من مال الشعب السوداني

ومن يستمع لحكايات اهل الفاشر من أرض النزوح من الدبة ان الماساة كبيرة ومعقدة، عايلة كاملة اغلقوا بيتها وأطفال مختفين ونساء بلا خبر وكل يوم عزاء جديد وأطفال الفاشر يقفون أمام كاميرات الاخبار يطلبون بطانية وبسكويت ومدرسة ولو فهم السياسيين بوصلة شعبهم الأبي فان التعافي ظهر في سرير ازهري مبارك، من كل بيت لكل نازح، الله اكبر لو أعلن السياسيين مؤتمر عام ومصالحة شاملة بتوقيت التكالب المؤكد من دول واقليم وامبريالية

الجمعة

١٤ نوفمبر ٢٠٢٥

صديق دلاي

14 نوفمبر، 2025