
شعب لا يُكسر… بل يُبعث من الرماد
كلام سياسة الصافي سالم
حين تقرأ كلمات الكاتبة أميمة عبدالله في مقالها “لم يدم قطُ بلاء”، تشعر وكأنها تفتح نوافذ الأمل على وطنٍ أنهكته العواصف لكنه ما زال واقفاً، شامخاً، متوكلاً على الله.حديثها ليس مجرّد حروفٍ على الورق، بل هو تذكيرٌ بأن هذا الوطن العظيم السودان قد صيغ من طينٍ ممزوجٍ بالصبر والإيمان والعزة.
السودان… قدره النهوض من العثرات منذ أن وُجد هذا الشعب على ضفاف النيل، وهو يواجه المصائب بقلوبٍ مؤمنة لا تعرف الانكسار.
نعم، اشتدت الأزمات وتعالت أصوات البارود، لكن تحت الركام ظلّ في قلوب السودانيين قبسٌ من نور لا ينطفئ.
نحن شعبٌ إذا سقط نهض، وإذا نزف ضمد جراحه بيده، وإذا احترق رماده أنبت نخيلاً وسنابل.
الذين ظنّوا أن الخراب سيكسر إرادتنا لم يعرفوا معدن هذا الشعب، ولم يدركوا أن في كل بيتٍ شهيداً، وفي كل أمٍّ صابرةٍ وطناً كاملاً من الثبات.بلاءٌ يكشف المعادن. ونصرٌ يُكتب بالصبرلقد قالت أميمة قولاً صادقاً: “إن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب”.وها نحن اليوم نعيش هذه الحقيقة، نرى الفرج يلوح في الأفق، ونلمح ملامح النصر في وجوه أطفالٍ عادوا من المنافي يحملون أحلام العودة والبناء.إنها ليست عودة أجسادٍ فقط، بل عودة روح الوطن إلى نفسه، وإحياء لضمير الأمة بعد الخيانة والعدوان.فما بين الدمار والرجوع، تبرز ملحمة الصبر السوداني ملحمة سيحفظها التاريخ كما حفظ صبر الأنبياء، وكما خلد الله وعده:إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”رسالة إلى كل من باع وطنه إن كلمات الأوفياء من أبناء الوطن، مثل ما كتبت أميمة، تُسقط الأقنعة عن أولئك الذين باعوا الأرض وتاجروا بالدماء.
فما كانت خيانة الوطن يوماً رأياً سياسياً، بل جريمة في حق الأجيال والتاريخ.أما نحن، الذين حملنا السودان في قلوبنا، فلن نسلم رايته إلا بيضاء كما أخذناها من الشهداء. خاتمة: وعدٌ لا يُنقض سيظل السودان أرضاً للكرامة مهما حاولت قوى الشر أن تعبث به.
وسيبقى هذا الشعب نموذجاً للعالم في الثبات بعد المحن، لأننا لا نحيا بالخبز وحده، بل نحيا بالإيمان والعزة والوفاء للوطن.فليعلم الجميع أن السودان لم يمت، بل يُبعث من رماده كل مرة أقوى مما كان،ولن يدوم بلاء، مادام في هذا الشعب قلبٌ يخفق باسم الله ثم باسم الوطن.



