أخر الأخبار

تسابيح مبارك خاطر… حين أعلنت الإمارات نفسها الحاكم الفعلي لدارفور

بقلم: لام دينق نوت شول

يا تسابيح مبارك خاطر،
لم تكوني تزورين الفاشر كمراسلة، بل كرسولة من أبوظبي،
تحملين رسالة واضحة من النظام الإماراتي تقول للعالم:

نحن من نحكم دارفور، ونحن من نملك الجنجويد، ونحن من نقرر من يدخل ومن يتكلم”.

زيارتك للفاشر لم تكن حدثاً إعلامياً،
بل كانت إعلاناً رسمياً لسيطرة الإمارات على غرب السودان،
وتأكيداً أن محمد بن زايد أصبح الحاكم غير المعلن على أرضكم .
وأن مليشيا الجنجويد فرع ميداني للجيش الإماراتي بالوكالة.

دخولك للفاشر… اعتراف سياسي لا يمكن إنكاره

بأي صفة دخلتِ الفاشر ؟
لا يسمح حتى للأمم المتحدة بدخولها .
من منحك الأمان؟ من رافقك؟ من نسّق رحلتك؟
كل الطرق تؤدي إلى غرفة عمليات أبوظبي،
حيث تُدار الحرب وتُرسم “اللقطات الإعلامية” لتلميع القتلة.
إن مجرد وجودك في الفاشر في هذا التوقيت
هو دليل دامغ على أن الإمارات ليست وسيطاً في الحرب… بل القائد الفعلي لها.
فمن يملك الكاميرا في الميدان يملك السلاح،
ومن يرسل المراسلة يرسل الرسالة السياسية ذاتها:
أن دارفور باتت تحت الوصاية الإماراتية.

يا تسابيح،
لو كنتِ صادقة مع مهنتك، لقلتِ للعالم من يدفع رواتب الجنجويد؟
من يموّل رحلات الطائرات المسيّرة التي تضرب القرى؟
من يرسل الوقود والسلاح عبر تشاد وجنوب السودان؟

لكن بدلاً من ذلك،
ذهبتِ لتصوير “الجانب الإنساني” للجنجويد،
وكأن القتلة بحاجة إلى مساحيق تجميل أمام عدسة سكاي نيوز عربية وهم من. وثقوا جرائمهم بكاميرات هواتفهم..

النظامان في نجامينا وجوبا فتحا مجالهما الجوي،
لتتحرك الإمارات بحرية فوق السودان،
تنقل المرتزقة، وتُدخل الإعلاميين، وتُهرّب المال والسلاح.
حتى الرحلات الصحفية صارت تمرّ عبر “قنوات تهريب رسمية”!

ومن هنا تأتي فضيحتك يا تسابيح:
إن دخولك الفاشر من هذا الطريق يعني أن الإمارات لم تعد تختبئ، بل تتصرّف كقوة احتلال معلنة

هل رأيتِ يا تسابيح علم السودان يُرفع في الفاشر؟
هل رأيتِ جيشاً وطنياً أم مليشيا بزيّ جديد؟
هل وجدتِ حكومة، أم مكتباً لمحمد بن زايد يُدير كل شيء من خلف الستار؟

زيارتك للفاشر كانت بمثابة ختم إماراتي رسمي على احتلال دارفور،
وإقرار صريح بأن الجنجويد ليسوا سوى أداة في يد طحنون بن زايد،
يُنفّذون أوامره مقابل المال والسلاح والغطاء الإعلامي.

لقد خنتِ شرف المهنة يا تسابيح،
حين جعلتِ الكاميرا درعاً للجناة بدل أن تكون سيفاً للحقيقة.
أصبحتِ جزءاً من ماكينة التضليل التي تُدار من أبوظبي،
تُلمّع القتلة وتُسكت الضحايا،
وتحول الجريمة إلى “تقرير ميداني”!

لكن دعيني أقولها لك بوضوح:
لن تنجحوا في غسل الدم بالمال،
ولا في تحويل دارفور إلى أرضٍ مملوكة لمحمد بن زايد.
فمازال الجيش السوداني موجود .

اخر الكلام.

زيارتك يا تسابيح ليست “سبقاً صحفياً”،
بل اعتراف سياسي بأن الإمارات هي الآمر الناهي على مليشيا الجنجويد،
وأن سكاي نيوز عربية تحولت إلى جناح إعلامي لعمليات طحنون ومحمد بن زايد في السودان.

التاريخ سيسجل أن إعلامية سودانية دخلت الفاشر،
فكشفت للعالم – دون أن تدري
من هو الحاكم الحقيقي هناك.

الإمارات اليوم لم تعد خلف الستار…
بل أعلنت عبركِ أنها هي التي تُمسك بالزناد وتكتب الرواية معاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى