أخر الأخبار

دكتورة شذي الشريف تكتب : عندما يبكي الرجال

مدير مركز الشريف للدراسات والإعلام والتدريب

عندما يبكي الرجال، فليس ضعفًا ولا انكسارًا، بل هو وجع وطنٍ يسكن الأعماق، ونبض أمة تنزف عزّةً وكبرياء.
حين انهمرت دموع القائد، لم تكن دموعًا عابرة على خدود رجل حمل السلاح دفاعًا عن الأرض والعرض، بل كانت دموعًا خاشعة أمام عظمة شعبٍ لم يركع إلا لله، وأمام نساءٍ قدّمن أبناءهن فداءً للوطن واحتضنّ القائد بقلوبٍ تنبض إيمانًا وصمودًا.
في العفاض، مشهد لا يُنسى، عندما احتضنت نساء الفاشر القائد بالدموع والتكبير والتهليل، كانت لحظة تختصر معنى السودان الحقيقي…
سودان الرجولة، والإباء، والوفاء.
لم يكن ذلك مجرد استقبال عابر، بل مبايعة صادقة من قلب الشعب لجيشه، ومن أمهات السودان لكل من يقف في صف الحق والكرامة.
“عندما يبكي الرجال”، يبكي التاريخ احترامًا لهم، وتبكي الأرض لأن أبناءها صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
كانت دموع القائد حينها عنوانًا لمشهدٍ يكتب في سجلات الفخر، فها هو الرجل الذي لم تهزه المعارك، تفيض عيناه حين يرى نساءً صابراتٍ مخلصاتٍ يقدمن أبناءهن قرابين عزّةٍ لهذا الوطن الكبير.
في ذلك المشهد المؤثر، أدرك العالم أن السودان ليس مجرد أرضٍ تقاتل، بل روحٌ واحدة تسكنها العزة والإيمان.
نساء الفاشر لم يكنّ مجرد مستقبِلات، بل رموزًا للأم السودانية التي تقف خلف كل شهيد، وزغاريدهن كانت رسائل إلى العالم بأن الكرامة السودانية لا تُقهر، وأننا جميعًا جيش واحد.
دموع القائد، واحتضان الأمهات، وتكبيرات الفاشر، رسمت لوحة وطنية نادرة تُعبّر عن معاني الصمود والوحدة، السودان لا ينكسر، لأن فيه رجالًا يبكون شرفًا لا ضعفًا، ونساءً يبكين فخرًا لا خوفًا.
نعم، عندما يبكي الرجال… تنهض الأوطان.
فمن دموع القائد، وتكبيرات الأمهات، يولد عهد جديد، يُكتب فيه اسم السودان بحروفٍ من نورٍ ودماء الشهداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى