أخر الأخبار

الإهتمام الأمريكي بالسودان وآليات فرض السلام

د.هاني احمد تاج السر
المحامي واستاذ القانون الدولي العام .

يتضح من خلال تتابع الأحداث اذدياد مؤشر الاهتمام الأمريكي بالملف السوداني وكذلك الاهتمام الدولي والاقليمي بمقاربات امنية وعسكرية تتبناها واشنطن في ادارة حوار غير مباشر بين الجيش السوداني المنتصر و المليشيا المهزومة

في مقاربة أمنية جديدة تنتهجها امريكا للتعامل مع التحديات التي يواجهها السودان من جهة ومن جهة ثانية تنامي الاصوات المطالبة بالذهاب شرقا والارتباط بروسيا ومنحها قاعدة علي البحر الأحمر وهو مايزعج امريكا بشكل اساسي

لذلك فإن اجتماع واشنطن فيه استراتيجية عسكرية في ظل تراجع النفوذ العسكري الأمريكي في العمق الأفريقي وفي الممرات الملاحية خصوصاً منطقة البحر الاحمر والقرن الأفريقي بالتزامن مع تصاعد التهديدات الأمنية في بيئة البحر الأحمر وقد تبلورت هذه المخاطر في تصاعد الارهاب البحري والقرصنة البحرية والعسكرة وقد تؤثر بشكل مباشر علي مسارات اخري لاسيما التهديدات الاقتصادية المرتبطة بأمن الطاقة الدولي وامن التجارة الدولية

أكد الرئيس ترامب عند وصوله كرسي السلطة على التزامه حيال الحروب المشتعلة وايقافها وحل الأزمات السياسية في البؤر الملتهبة في العالم

ترغب امريكا من خلال اجتماع واشنطن في عزل روسيا وابعادها عن السودان في ظل التقارب الدبلوماسي والاقتصادي لا سيما بعد مواقفها المشرفة بمجلس الأمن الدولي ووقوفهامع السودان وحمايته من قرارات مجلس الأمن الدولى

استراتيجية واشنطن سعت إلى التمركز في اقليم الساحل والصحراء خلال السنوات من 2020الي 2023م في ظل تزايد معدلات الانقلابات العسكرية في افريقيا الي عدد (13)محاولة انقلاب علي سبيل المثال لا الحصر كل من مالي و النيجر و بقية الدول الافريقية

في منطقة القرن الإفريقي باشرت القوات الامريكية تشكيل قوة عسكرية بالصومال قوامها الف جندي في العام 2021م في مواجهة حركة الشباب الصومالية وفعلا نجحت في استعادة (29)بلدة

مؤخرا أعلنت امريكا إطلاق تحالف جديد لتامين الملاحة في البحر الاحمر الذي يمر به 40‎%‎من حركة التجارة الدولية لمواجهة هجمات الحوثين في منطقة مضيق باب المندب لاستهداف السفن الاسرائيلية والغربية وبهدف التحالف لضمان حرية الملاحة البحرية

**الدور العسكري الأمريكي لايقتصر على الجوانب العسكرية والأمنية بل يمتد الي الدور السياسي باعتبارها قوة ناعمة تحقق الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية بكلفة قليلة

جوهر القول ان امريكا لا تسعي لصنع السلام بل فرض السلام والأخير يأتي بالضغوط الدولية والتلويح بالعقوبات الاقتصادية ونتائجه قصيرة المدي اما صناعة السلام فهو نتاج الحواروالتفاوض والتعاون ويحقق السلام المستدام لانه يعالج المشاكل الجزرية للنزاع

خلاصة القول ان الاستراتيجية الاميركية في اجتماعاتها وسعيها لتحقيق السلام فهي بالاساس ترغب في حماية امدادات النفط الامريكية من افريقيا وهو ما يعكس عسكرة سياستها في افريقيا بدرجة اعلي بكثير من الفترات السابقة

بالله التوفيق،

23/10/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى