بقلم :قذافي محمد أحمد المنصور
على الرغم من اننا نحلم ونتمنى ان يأتي اليوم الذي نستطيع ان نكون فيه من ضمن ركاب طائرة تهبط في مطار الخرطوم وبعد ساعة واحدة فقط يجد الواحد نفسه بين الاهل ويقالد فيهم ويضحك مع هذا ويبكي مع ذاك.
ورغم الرابط الوجداني الشخصي الخاص والذكريات الجميلة التي عشناها حينما كنا موظفين في هذا المطار الذي كان يعج بحركة الطائرات من مختلف الدول ومختلف احجامها وطرازاتها.
رغم كل ذلك وغيره لم أكن فرِحاً بالتعجل في الاعلان عن عودة عمل المطار بعد اكتمال أعمال الصيانة الجزئية لمرافقه التي دمرها المتمردون المجرمون الذين ليس لهم هدف غير تدمير البلاد واستهداف المواطن المغلوب على أمره.
المتمردون ومن يعاونهم من أعداء البلاد لن يهدأ لهم بال بل وتزيد آلامهم عندما يرون اي خطوة إيجابية تُدخِل الفرح في قلوب المواطنين لتطمئنهم بان عودة الحياة لطبيعتها ستكون قريباِ وذلك لأنهم يعملون بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة فغايتهم النيل من حكومة الفيلول والكيزان كما يزعمون وان كان ذلك على حساب أرواح الملايين من المواطنين العزل.
ولان العدوان على البلاد كبير واطرافه متعددة ومتشعبة من الخارج والداخل وداخل الداخل، كان الأولى للحكومة ان تعمل على تامين اكبر مساحة ممكنة للوقاية من استهداف هذا المرفق الحيوي الهام ومنع حدوث اي عدوان محتمل وبعد ذلك يمكن فتحه لاستقبال رحلات كل شركات الطيران العالمية والوطنية.
لا نقول لإدارة مطار الخرطوم ما كان لكم ان تعملوا على إعادة تأهيل المطار بل نثمن تلك الجهود ونقدرها ونتمنى من الجهات المسؤولة في المجالات الخدمية الأخرى ان تعمل بنفس الجدية والاجتهاد لإعادة تأهيل خدمات المياه والكهرباء، والمرافق الصحية والتي نحن في أشد الحاجة إليها في ظل تفشي الامراض التي انهكت أجساد اهلنا المرهقة بدنياً بسبب سؤ التغذية الناتج من نقص الاموال والثمرات، والمتعَبة نفسياً بسبب ما تعرضوا له من إعتداءات وذل وإهانة بفعل ممارسات تتار العصر.
كما نتمنى إعادة تأهيل مرافق التعليم والجامعات خاصة مع فرح الكثير من الطلاب واسرهم بالنجاح والتفوق الذي ظهر في نتيجة آمتحانات الشهادة وكأني أرى الحيرة في وجوه هولاء ولسان حالهم يقول: ثم ماذا بعد ان اجتهدنا وثابرنا وحققنا ما سعينا له من تفوق ونجاح ؟!. نتمنى من كل قلوبنا ان يجد هؤلاء بيئة جامعية مهيأة مستقرة لاكمال دراستهم الجامعية دون انقطاع وتعثُر.
بمناسبة نتيجة امتحانات الشهادة يدور في ذهني سؤال المحتار عن علاقة شركة سوداني بالموضوع في السنوات الاخيرة ولماذا تُفرض رسوم للحصول على نتيجة الطالب رغم ان تلك النتيجة قبل سنوات قليلة كانت متاحة على الموقع الاكتروني لوزارة التربية مجااااناً ؟!! لماذا نثقل كاهل الناس بالمزبد من الرسوم وكثيرون منهم لا يملكون قيمة الاكل والعلاج ناهيك عن الكماليات ؟!
المسؤولية المجتمعية تفرض على الشركات والحكومة ان تقدم مثل هذه الخدمات مجاناً وباسهل وايسر الطرق للمواطن المغلوب على أمره.
نسال الله ان يصلح حال بلادنا واهلنا وان ينصر قواتنا المسلحة على المتمردين ومن عاونهم نصرا عزيزاً مؤزراً يفرح له أهلنا في كل انحاء السودان وينسيهم كل المرارات والمآسي.
الخرطوم ، ما بين عشم اللقيا وغدر المسيرات
