أخر الأخبار

السودان ما بين مطرقة الرباعية وسندان التعقيدات الداخلية

بقلم : دكتور .هاني احمد تاج السر

ما تطرحه الرباعية لإيقاف الحرب بالسودان تجسد بصورة فعلية فشل المؤسسات الدولية في صياغة حلول عادلة حتي استمرت الحرب زهاء الثلاثة أعوام وبعد مضي هذه الأعوام تطرح حلول الرباعية لتصتدم بواقع داخلي معقد لايقبل ظهور المليشيا وداعميها في اي صورة أو تشكيلة جديدة

فشل الأمم المتحدةومجلس حقوق الإنسان في تحجيم الانتهاكات أو وقف العدوان الامارتي يعكس صورة قاتمة الفشل في إدارة الأزمات الإنسانية الدولية ويؤكد علي هشاشة القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي تجاه فك الحصار عن الفاشر

من المعلوم بالضرورة ان العلاقات الدولية ترتكز وجودا وعدما علي المصالح وليست المباديء والقيم والأخلاق وهذا ثبت بما لايدع مجال للشك في قدرة دولة العدوان علي تجميد الحراك الدولي الإنساني **
**لذلك نحن امام مشهد دولي تغيب عنه المرتكزات الأخلاقية أو الرؤية الإنسانية التي تحفظ السلم والامن الدوليين

قواعد الفلسفة السياسية الدولية انها تعمل علي الموائمة فيما بين القوة الواقعية وبين تطبيق القانون الدولي وفي حالة السودان غاب عنها القانون والادانة الحقوقية مما شكل فجوة عميقة بين الداخل السوداني والمجتمع الدولي وتراجع نصوص وروح القانون الدولي في نظر عامة اهل السودان وتحول في نظرهم الي كابوس يعمل علي الهيمنة والاستعمار في انماط جديدة وأن ذات القانون وقف مكتوف الأيدي في ظل فوضي حقوقية مورست فيها كل أصناف الانتهاكات علي الشعب السوداني في ظل صمت دولي مخجل

ان التجارب الإنسانية تعلمنا منها فلسفة ان ما يحدث لدي جارك ليس ببعيد منك وأن استقرار جارك يعني استقرارك ولذلك فإن موقف مصر يجب أن يستصحب معه دروس التاريخ المستفادة وأن استقرار السودان يؤثر بشكل مباشر على مصر لانه يمثل العمق الاستراتيجي لأمنها القومي

اما الإمارات صانعة الفوضي فإنها لاتدرك ان القوة بدون عدالة تنتج كوارث تنعكس عليها وأن استقلال النفوذ في أحداث الخراب سوف يصبح إرثا عبر الاجيال وأن الدروس المستفادة من حرب اليمن يجب أن لا تغيب عن حسابتهم وأن الظلم لم يكن يوما اداة لتحقيق المصالح الاقتصادية الواقعية وأن كراهية ودعوات الشعب السوداني كفيلة بزوال سلطانهم

اما السعودية فإنها تعلم أن استمرار الحرب ثمنه باهض وسوف تدفع منطقة البحر الأحمر ثمنا غاليا وأن غياب الحكمة والارادة سوف ينعكس سلبا علي كل جيرانه و يشكل فجوة خطيرة تتفاقم بمرور الوقت وتدرك جيدا ان الحكمة تقتضي مساعدة السودان في محنته**
**اما امريكا فكان بإمكانها وقف الحرب في أول يوم وإصدار امر بخروج الدعم السريع من العاصمة لحماية المدنيين ولكنها تعمل بنظرية امنحوا الحرب فرصة وهذا ما طبقته فعليا

لو كانت امريكا حريصة علي السلام لامرت الدعم السريع بتنفيذ بنود اتفاق جده فورا واستطاعت الزامه بذلك ولكنها ظلت تتفرج علي المآسي والانتهاكات والقتل والنهب والتدمير لسنوات طوال ثم تاتي بعد كل ذلك لتفرض حلول غير واقعية وتامر الشعب السوداني بقبول القتلة والمجرمين

المسألة الجوهرية ان حرب السودان ظهرت في شكل انماط جديدة وقد كانت الممارسات غير الاخلاقية تتم امام كل العالم في مشهد يدمي القلوب وتنشره الميديا لكل بقاع الأرض والمجتمع الدولي والاقليمي صامت

ان حلول الرباعية سوف تصتدم برفض الشعب السوداني المكلوم والمنهوب والذي لايرغب في رؤية المجرمين الاخوين الكاذبين طيلة حياته مهما كلفه ذلك

بالله التوفيق
الجمعة 17 اكتوبر 2025م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى