هي اول امرأة في تاريخ السودان الحديث تتقلد هذا المنصب الرفيع .. محافظ بنك السودان المركزي.. او ابو البنوك كما هو متعارف على تسميته .
لا اقول ان التعيين كسب جديد للمراة السودانية لان الانسان رجل او امرأة بكسبه وأداءه في العمل العام لا بالنوع .
السيدة امنة تدخل بوابة البنك المركزي يجب إلا تتوقع ان في استقبالها ستكون الورود والأزاهير ، بل كثير من الأشواك والطرق غير المعبدة ستكون في الانتظار .
اعتقد ان اكثر ما هزم السياسات الاقتصادية مؤخراً على الرغم من التماسك خلال عامين من الحرب هو التباعد بين السياسات المالية والنقدية. كانت وزارة المالية في واد والبنك المركزي في واد اخر وهو اكثر الأسباب المسؤولة عن انفلات سعر الصرف قبل اعلان الاجراءات الاخيرة باحتكار البنك المركزي لصادر الذهب.
لاحظت ان معظم الذين كتبوا عن اعفاء المحافظ برعي ركزوا على احتكار بنك السودان لصادر الذهب بحجة محاصرة سعر الصرف ، وفي اعتقادي ان هذه النقطة بالذات لا يتحمل وزرها المحافظ كون انها سياسة اتخذتها الحكومة وما بنك السودان إلا منفذ لهذه السياسة بالرغم من انها سياسة فاشلة قبل ان تبدا في التنفيذ وكتبنا عن توقعاتنا لها بالفشل لان البنوك المركزي تشتري الذهب فقط لبناء الاحتياطات .
السيدة امنة تنتظرها تحديات كبيرة جدا . بدءا من المتهربين من دفع ضريبة القيمة المضافة على السلع الاستراتيجية المستوردة وليس انتهاءا بشركات التعدين والمضاربين في الدولار ، ولا جماعات الضغط ولوبيهات قطاع الاقتصاد ، مما يتطلب الحسم والحزم من امرأة لها القدرة والحكمة والحنكة .
شخصيا لا اعرفها عن قرب برغم اهتمامي بالصحافة الاقتصادية وقطاع البنوك ، لكن سالت من أثق في تقديراته عن اداء الشخصيات العامة فذكر لي ان السيدة امنة ميرغني تتمتع بقدرات عالية في الاداء العام ومهنية مشهود لها وقال لي .. خلال تعاملى معاها من ايام بنك السودان عندها خبره ممتازة جريئه صاحبة قرار
مصادمة فى الوقوف مع الحق وبالمناسبه كانت عضو مجلس ادارة لمصرف السودان ممثلة للبنك المركزى ولما نزلت المعاش من بنك السودان
مجلس ادارة مجموعة الساحل والصحراء عينها مساعد مدير عام للعلاقات الخارجية وتطوير الاداء برئاسة المجموعة بطرابلس وعضو بمجلس ادارة المصرف بالسودان ومن خلال تعاملى معاها بالساحل والصحراء كانت تعمل بجهد لعودة المصرف بمزاولة نشاطه بالسودان وكانت تولى ذلك اهتماماً كبيراً بعلاقاتها المميزة بمجلس إدارة المجموعة لما تتمتع به من احترام وتقدير منهم. وقرار التعين كانت ايضاً تقديراً لجهودها خلال تمثيلها للبنك المركزى بمجلس إدارة المصرف بالسودان
هذه شهادة مدير عام لاحد البنوك الخارجية وقبلها كان مديرا لبنك سوداني كبير عندما سالته عن السيدة امنة مرغني .
النجاح او الفشل في هذه المهمة العسيرة في هذا الزمن الصعب ستكشف عنه الفترة القادمة عندها لكل حادث حديث.
