عبدالله محمد علي بلال يكتب:-
عدت الي ولاية الجزيرة بعد عامين من إندلاع الحرب التي حرمتني من مواصلة نشاطي الزراعي وجزء من استثماراتي مع احد الأصدقاء، فعدت إليها ووجدتها استعادة عافيتها وعادت مدينة مدني لجمالها وعاد إنسان الجزيرة بطيبته وسماحته المشهود بها كل من ينتمي إلي الجزيرة الخضراء التي أرضعت أبنائها التسامح والقبول بالآخر،
تمتاز الجزيرة برصيد ثقافي لايوجد له منافس في ولايات السودان يؤهلها بأن تصبح عاصمة للثقافة والتسامح ونموذج لتطبيع الحياة المدنية لمحو الآثار النفسية السالبة للحرب وياليت وزير الثقافة الاعيسر يفكر في هذا الموضوع عاجلا،
تجولت في مدني فوجدتها استعادة عافيتها تمامآ بفضل إدارة حكومة الولاية التي أثبتت وجودها في الحرب وعند التحرير وبعد التحرير ومازلت عند مقترحي بنقل مجلس الوزراء وبعض من عضوية مجلس السيادة إلي مدينة ودمدني،
زرت صديقي دمامون علي فرح في قريته الوديعة ود الماجدي ومامون حفيد للشاعر الهادي ادم فوجدت والدة دمامون وأسرته الكريمة حيث تشرفت بأن اسمع من والدته الحافظة لكتاب الله، سمعت منها الكثير عن اسرة الهادي ادم وارتباطها بالتعليم فوالده كان أحد ركائز العلم في السودان ووالدته نفسيه الأمين من اوائل القابلات المتعلمات في السودان وشقيقة الهادي ادم الكاتبة خديجة مؤلفة كتاب( ادبيات السودان) ومازالت مستشفي الهلالية تحتفظ بصورة لوالدة الهادي ادم فخرا بها، جده لأمه الشيخ الفكي الأمين كتب المصحف الشريف بخط يده ومازالت الأسرة تحتفظ بالكتاب المخطوط بيد الشيخ الفكي الأمين، ،
وكثير من امثال أسرة الهادي ادم تزخر بها الجزيرة الخضراء فضلا عن انتشار مشائخ الطرق الصوفية الذين كان لهم الدور الأكبر في نشر ادب التصوف الذي يقوم علي التأخي وقبول البعض ونبد العنصرية وحب الخير للجميع ويقيني التام أن ثقافة إنسان الجزيرة مكتسبة من خلاوي القرآن المنتشرة فيها والتي أدت إلي تماسك مجتمعها حتي اذا ما وجدت إنسان الجزيرة وسألته من أين انت؟ يكتفي فقط باجابة من الجزيرة دون أن يذكر قبيلة أو اسم مدينته او قريته!!
الجزيرة أيضآ من أهم الولايات التي تتميز بمزايا تشجيعية للإستثمار خاصة في المجال الزراعي والحيواني والصناعات التحويلية المرتبطة بالزراعة والحيوان وليت حكومة كامل ادريس تخرج من دائرة المكاتب وتأتي الي الجزيرة ولو علم السيد رئيس مجلس الوزراء بفرص الاستثمارات الكبيرة في ولاية الجزيرة لجعل من رئاسة الإستثمار المركزي في مدينة ود مدني التي توجد بها مفوضية للإستثمار تزيد فهما وهمة واردة عن القائمين بأمر الإستثمار بالمركز،
نأمل أن تهتم الحكومة الاتحادية ممثلة في مجلس السيادة والوزراء بولاية الجزيرة فهمي مكمن خير السودان واحتياطي السودان من كل شي يدعم الاقتصاد والإنتاج القومي وقد لايعلم البعض أن بالجزيرة غاز يكفي السودان ويزيد وبها أيضآ دراسات تؤكد وجود كميات كبيرة من الذهب فعلآ عن ذلك الزراعة بشقيها النباتي والحيواني ويزيد عليها إنسان الجزيرة نفسه الذي يصلح أن يقود المجتمع ويحكم السودان بسماحته وقبوله للاخر، ،
متي ومتي تهتم الحكومة الاتحادية بالجزيرة وتجعل منها سلة غذاء السودان؟؟ ومتي تعيد الحكومة سيرة ومكانة مشروع الجزيرة الذي كان يشكل العمود الفقري للاقتصاد وكان يمثل ممسك وطني لأبناء الشعب السوداني؟؟ متي ترتفع همة حكومتنا الاتحادية وتخرج من إرث القبضة المركزية وتتجه نحو ولايات الإنتاج وفي مقدمتها ولاية الجزيرة، ،
نأمل من قائد ركبان حكومة الأمل أن يشعل شمعة أمل السودان في مدينة ود مدني ويجعل منها عاصمة للسودان
عبد الله بلال يكتب : الجزيرة ولاية الثقافة والتسامح والإستثمار
