أخر الأخبار

قيادي بالمؤتمر الوطني يعتذر للشعب السوداني لأول مرة منذ سقوط النظام

_ في تطور سياسي لافت يُعد الأول من نوعه منذ سقوط نظام الإنقاذ عام 2019، قدّم القيادي بالحركة* *الإسلامية والأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني، النعمان عبدالحليم، اعتذارًا علنيًا للشعب السوداني عمّا وصفه بـ”الأخطاء التي* *أرتُكبت خلال سنوات حكم الحزب”، مؤكدًا أن الاعتراف بتلك الأخطاء يمثل “خطوة ضرورية لإعادة بناء الثقة بين الحزب والمجتمع”*.

*وقال عبدالحليم خلال مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر، إن المراجعة الصادقة للتجربة السياسية السابقة واجب وطني يهدف إلى تصحيح المسار، مشيرًا إلى أن الحزب بحاجة إلى مصالحة حقيقية مع الشعب تستند إلى الشفافية والمساءلة*.

*تصريحات عبدالحليم أحدثت ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية والإعلامية؛ إذ اعتبرها بعض المراقبين بادرة إيجابية نحو الاعتراف بالأخطاء، فيما رآها آخرون محاولة لإعادة إنتاج الحزب في ثوب جديد بعد خسارته الشعبية الواسعة عقب الثورة.*

*وفي المقابل، عبّرت منصات ثورية عن رفضها لما وصفته بـ”الاعتذار الشكلي”، حيث نشرت صفحة ثوار الصحافة منشورًا قالت فيه:*

*> “الكلمات لا تمحو الكوارث ولا تغسل الأيدي الملطخة بالدماء، وإن كانوا صادقين، فليعيدوا أموال الشعب المنهوبة ويواجهوا العدالة بدلاً من محاولة تلميع صورتهم.”*

*من جانبه، كشف الصحفي بشير يعقوب عن وجود انشقاق داخلي داخل حزب المؤتمر الوطني وصفه بأنه “الأعمق منذ سقوط النظام”، موضحًا أن مجموعة بقيادة عبدالحليم وإبراهيم محمود تعمل على بلورة تيار جديد أكثر انفتاحًا اقتصاديًا وسياسيًا داخل الحزب، أطلق عليه اسم “المؤتمر الوطني النيوليبرالي”، في مسعى لإعادة صياغة الحزب بما يتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية*.

*وأشار يعقوب إلى أن الانقسام مرشح لأن يتخذ طابعًا تنظيميًا معلنًا خلال الفترة المقبلة، في ظل محاولات متواصلة للوساطة بين التيارين داخل الحزب*.

*في المقابل، شنّ القيادي في المؤتمر الوطني هيثم محمود هجومًا لاذعًا على عبدالحليم، واصفًا إياه بأنه “ظاهرة صوتية تبحث عن الأضواء”، وقال في تصريح صحفي:

حديث النعمان لا يمثل الحزب، بل يعبر عن مجموعة محدودة تحاول سرقة تاريخه التنظيمي، وإن كان هناك من اعتذار، فهو لعضويتنا التي عانت من أمثال هؤلاء.”

ويرى محللون أن تصريحات عبدالحليم وما تبعها من ردود أفعال تكشف عن حالة اضطراب داخلي في صفوف الإسلاميين ومحاولاتهم المستمرة لإعادة التموضع في المشهد السياسي، في ظل المتغيرات العميقة التي أفرزتها الحرب وتراجع نفوذ التيارات التقليدية في السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى