السماني عوض الله يكتب : الأمل في ود مدني

بورتسودان تلك المدينة الساحلية الجميلة وأهلها بمختلف اثنياتهم ، جسدوا ملحمة وطنية عظيمة بإستضافتهم للمواطنين الفارين من الحرب ، وشكلت نموذجا حيا للسودان المصغر .

وتحمل أهل بورتسودان تبعات وإفرازات ذلك النزوح القسري من الوسط والشمال والغرب والجنوب ، ففتحت لهم ابوابها وأحتضنتهم بكل أريحية ، فكانت الأم الحنون لهم .

وشدني المقال الذي نشره دكتور عبد الله محمد علي بلال في محطات الجمعة ، فكانت محطة يتوجب الوقوف عندها جعلتني أبتدر هذا المقال بكرم بورتسودان وعنوان عن ودمدني ، المقال الذي تناول مبادرة إنتقال مجلس الوزراء الي مدينة ود مدني ، فهذه المبادرة لا تنتقص من ما قدمته بورتسودان بقدر ماهو مسعي لإختيار ود مدني لإحتضان مجلس الوزراء لإعتبارات متعددة ورؤي تصب في المصلحة العامة للدولة .

إن فكرة إنتقال رئاسة الوزراء بقيادة دكتور كامل إدريس فكرة ممتازة لان ود مدني تتوسط السودان وفي ذات الوقت مدينة إنتاج متعدد صناعي وزراعي وحيواني بجانب ذلك موقعها الذي يربط أجزاء السودان بشبكة طرق متعددة أولها طريق مدني القضارف كسلا وهذا طريق إنتاج كبير وعالي يمر بمشروع الرهد الزراعي والزراعة المطرية في القضارف .

وطريق مدني الخرطوم ، طريق زراعي صناعي يمر عبر مشروع الجزيرة والباقير الصناعية ومدينة جياد وطريق مدني سنار سنجة الدمازين ويتفرع منه عند سنار التقاطع طريق سنار كوستي الأبيض والذي تتفرع منه عدة طرق لتربط كردفان ودارفور بالشرق وبالوسط .

أهمية إنتقال مجلس الوزراء يضع الوزارات الإقتصادية أمام تنافس وتحدي ، حيث تسعي كل وزارة من تحقيق الربط المطلوب وتسهل حركة تنقل الولاة وكذلك الوزراء الي الولايات الأخري .

بجانب ذلك مدني ستكون مهيأة تماما لإستقبال رئاسة الوزراء أكثر من الخرطوم ومن أية مدينة أخري .

ولعل كامل إدريس اذا أتخذ هذه الخطوة سيكون حقق طفرة ولفتة بارعة تمكن حكومة الأمل بالعمل الجاد لإخراج السودان من هذه الدائرة بدلا من الدوشة التي أحدثها مستشاروه خلال زياراته للقاهرة والمدينة المنورة وأخيرا أسمرا .

إن مقترح إنتقال رئاسة الوزراء الي مدني فكرة تحتاج الي قرار من دكتور كامل إدريس ، وتمهد الطريق لأشياء كثيرة من أبرزها تشجيع الإنتاج الزراعي للنهوض وتحقيق الإكتفاء الذاتي من حاجة السودان الغذائية .

إن إنتقال حكومة الأمل الي ود مدني لا يعني التقليل من شأن بورتسودان بقدر ماهو تخفيف الضغط على مواطن الشرق وبورتسودان عامة من ذوات الدخول المحدودة .

الان الكرة في ملعب رئيس الوزراء ومستشاروه للنظر ودراسة هذا المقترح لتكون حكومة الأمل في ودمدني التي لم يعييها النضال ولم تنطفئ شمعتها بسبب ما أصابها بل ستستقبلهم وهي تردد كما ردد خليل فرح وصدح الموسيقار محمد الامين

ماله أعياه النضال بدني…. روحي ليه مشتهية ودمدنى
ليت حظي سمح واسعدنى …. طوفه فد يوم بى ربوع مدني
كنت أزوره أبويا ود مدني …. واشكي ليه الحضري والمدني
آه على حشاشتي ودجنى …. وحنيني ولوعتي وشجني
دار أبويا ومتعتي وعجني … يا سعادتي وثروتي ومجني

Exit mobile version