قبل اكثر من عشر سنوات عهدت ادارة الامتحانات بوزارة التربية والتعليم إلى أحد اساطينها الأستاذ ماهر وهيب عجيب بمهمة مدير مركز الامتحانات بجمهورية مصر العربية، كانت التجربة حينها جديدة بعد أن تمكنا بفضل الله تعالى من اقامة امتحانات شهادتي الاساس والثانوي قبل ذلك بعامين وبجهود آخرين كثر في سفارتنا بالقاهرة وعلى رأسهم السيد السفير وكذلك الإخوة في وزارة التربية من السيد الوزير إلى السيد إسماعيل محمد شريف وذاك جهد يحتاج الى كتاب للتفصيل فيه لاحقاً بإذن الله .
جاء ماهر يحمل حقيبة الامتحانات ومعها الخبرة والجدية والإجادة وكيف لا وهو الخبير بإدارة الامتحانات التي انضم إليها من مدخل والخدمة، والمعروف أن الادارة العامة للامتحانات لا يتم الاختيار لها إلا بعد تمحيص دقيق فالشهادة السودانية بكل عملياتها هي مسالة أمن قومي وملحمة وطنية كبرى لا يزال بريقها يتجلى.
حنكته وادارته جعلت تلك الامتحانات تمر بسلاسة وهدوء أعقبه نجاح في التنظيم والادارة والنتائج مما أفرح كل أسر الذين جلسوا لها وشفى صدور قوم ضمنوا مستقبلاً لفلذات اكبادهم، ومن يومها استمرت الصلة به ما استطعنا لذلك سبيلاً. ولا غرو فقد كان طيب معشره هو السائد في تعامله مع كل زملاءه لذلك تجد منهم من سمى ابناءه على اسم أستاذ ماهر ومنهم الأخ اسماعيل شريف.
وعندما عدنا للقاهرة هذه المرة في ظروف حرب قاهرة كان ماهر مديراً لمدرسة الصداقة السودانية هناك وبسبب الهجرة الكبيرة للشقيقة مصر اصبحت المدرسة وزارة تربية سودانية كاملة بكادر اداري قليل جداً يقف على رأسه الربان الماهر استاذ ماهر وقد كان التحدي الأكبر هو إقامة امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2023م والتي اجريت في نهاية العام 2024م ومن حسن حظ الجالية السودانية بمصر ان مركز القاهرة كان تحت قيادة ماهر فتفانى في الترتيب للمواقع المختلفة للمركز الذي ضم اكثر من 27 الف طالب وطالبة فواصل نهاره بليله حتى صباح اليوم التالي في مكتبه للترتيب لكل تلك المواقع المنتشرة في القاهرة الكبرى حتى كاد لولا لطف الله أن يسقط مغشياً عليه من رهق تلك المهمة التي وفقه الله فيها بنجاح كبير بحسب نواياه الطيبة.
وبنهاية الامتحانات انتهت فترة تكليف أستاذ ماهر مديراً لمدرسة الصداقة السودانية بالقاهرة ولكنه لم يركن الى راحة يحسب أن وطنه بحاجة الى وقتها فواصل مع الدكتور عبد المحمود النور المدير الجديد للمدرسة مهمة انفاذ امتحانات شهادات الثانوي والاساس والابتدائي في العام 2025م بكل صبر واقتدار حتى استدعته رئاسة الوزارة لتسلم إدارة أخرى هناك فلبى واجب الأوطان مرة أخرى وحسناً فعلت ادارات بعض المدارس التي ترد الفضل لاهله مثل مدارس القبس المنير بتكريمه التكريم المستحق الذي حضرته ولكن حظي لم يمكنني من وداعه في احتفالات أخر نسبة لوجودي بالوطن. ولمثل أستاذ ماهر تقام الاحتفالات في كل بقعة عرفاناً بجميل ممتد صنعه مشكوراً، ونسأل الله ان يوفق معالي الوزير الزميل البروفيسور التهامي الزين حجر وزير التعليم والتربية الوطنية في الاستفادة منه في أي موقع أو ثغرة فهو كالغيث اينما وقع نفع.
