الفاشر بين الإبادة والخذلان؛ أين تقف الرباعية؟

تعيش مدينة الفاشر، كبرى مدن دارفور، كارثة إنسانية غير مسبوقة: إبادة جماعية ممنهجة، حصار خانق، تجويع متعمد، وقصف يومي يقتل المدنيين بلا تمييز. الأطفال يموتون جوعاً في صمت، المستشفى الرئيسي في المدينة لم يعد قادراً على استقبال المزيد من الجرحى، ومعسكرات النازحين أصبحت أهدافاً يومية للقصف والاعتداءات.

هذه ليست أحداثاً عشوائية. إنها جرائم ممنهجة هدفها الخلاص من أهل السودان في دارفور، تنفذها مليشيا الدعم السريع الإرهابية بتمويل مباشر من الإمارات، التي توفر المال، السلاح، الطائرات المسيّرة، والمرتزقة من شتى أنحاء العالم.

دور الرباعية: طرح عاجز ومضلل

في ظل هذا المشهد الدموي، صدر مؤخراً طرح من الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات) بشأن السودان. لكن هذا الطرح، بدلاً من مواجهة أصل الأزمة، تجاهل الدور الرئيسي للإمارات في إشعال هذه الحرب وتمويل الإبادة الجماعية.
• الطرح يساوي بين الضحية والجلاد، واضعاً الشعب السوداني الذي يقاتل دفاعاً عن وحدة السودان في كفة واحدة مع مليشيا الدعم السريع الإرهابية.
• الطرح يتجاهل الإبادة الجارية في الفاشر، والتي وثقتها تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، خاصة المتعلقة بموت الأطفال جوعاً وانهيار المستشفى الوحيد.
• الطرح يتعامى عن دور الإمارات التي لا يمكن أن تكون جزءاً من الحل، لأنها هي المحرك الأساسي للمأساة. إشراك الإمارات في صياغة المستقبل للسودان هو شرعنة للجريمة.

الحقيقة التي يجب أن تُقال
• الإمارات هي الطرف الرئيسي في هذه المأساة، الممول والمسلح والمجيّش لمليشيا الدعم السريع.
• ما يحدث في الفاشر هو إبادة جماعية مكتملة الأركان عبر القتل المباشر، التجويع، والحصار.
• المجتمع الدولي يتقاعس عن اتخاذ إجراءات عاجلة، في ظل تخاذل مخجل من القوى الكبرى، تاركاً المدنيين يواجهون الموت كل يوم.

نداؤنا

إن اتحاد دارفور في المملكة المتحدة يطالب بـ:
• محاسبة الإمارات فوراً على دورها في هذه الحرب.
• رفض أي طرح أو مبادرة تضم الإمارات كجزء من الحل، لأنها هي صلب المشكلة.
• فتح ممرات إنسانية عاجلة إلى الفاشر والمدن المحاصرة.
• تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية.
• تحرك دولي جاد يوقف المجازر ويحاسب مرتكبيها.

الفاشر تنزف. الأطفال يموتون جوعاً. المستشفيات تنهار. ومع ذلك، العالم يختبئ وراء بيانات جوفاء و”أوراق عمل” لا تُسمّن ولا تُغني من جوع.

إن عار الفاشر هو عار على جبين العالم، ولن يُمحى بالصمت أو التواطؤ.

اتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
٢٦ سبتمبر٢٥

Exit mobile version