
..
إدريس: تجميد السودان قرار جائر في حق دولة مؤسسة للمنظمة الأفريقية..
يوسف: المفوضية تدعم عودة السودان ليلعب دوره الفاعل في الاتحاد..
السفير نادر: لقاءات إدريس ستؤتي نتائج إيجابية إذا ما أُحسن استثمارها..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
حالة ارتياح واسعة اكتنفت نخباً وأوساطاً سودانية في الداخل والخارج عقب اللقاء التأريخي الذي جمع رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل الطيب إدريس برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السفير محمود علي يوسف، وذلك على هامش اجتماعات الدروة (80) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، واعتبرت النخب السودانية الخطوة بالمهمة على طريق استعادة السودان موقعه الطبيعي داخل المنظمة القارية، بعد فترة من التجميد امتدت زهاء أربع سنوات عقب الإجراءات الإصلاحية التي اتخذها رئيس مجلس السيادة في 25 أكتوبر 2023م والتي تم بموجبها حلّ مجلسي السيادة والوزراء، وفضّ الشراكة مع المكون المدني ما اعتبرها الاتحاد الأفريقي انقلاباً يخالف مواثيقه المتعلقة بالديمقراطية والانتخابات والحوكمة.
حيثيات اللقاء:
وكان رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل إدريس قد بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السفير محمود علي يوسف، سبل استعادة السودان عضويته في المنظمة الإقليمية، وأكد إدريس أن قرار تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي غير قانوني، واصفاً إياه بالجائر في حق دولة مثل السودان تعتبر من المؤسسين للمنظمة الأفريقية، مبيناً أن حكومة الأمل التي يترأسها في السودان هي حكومة مدنية من التكنوقراط، مشيراً إلى أن تحقيق السلام يمثل أولوية قصوى لحكومة الأمل، داعياً إلى رفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد بما يعزز فرص السلام ضمن إطار الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، ونقل الدكتور كامل إدريس تحيات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى رئيس الاتحاد، ممتدحاً مواقف الاتحاد تجاه السودان، وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي دعمه للسودان خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار وعودته إلى مكانه الطبيعى ضمن الدول الفاعلة في الاتحاد، معرباً عن ترحيبه بكل المبادرات التي تدعم السلام والاستقرار في السودان، ومعلناً في الوقت نفسه استعداد الاتحاد لتقديم الدعم اللازم لإنجاح مهمة رئيس الوزراء دكتور كامل إدريس.
إشارة عملية:
وامتدح مراقبون التحرك المباشر الأول للدكتور كامل إدريس تجاه الاتحاد الأفريقي منذ تعيينه رئيساً للوزراء، ما يعكس اهتمام الرجل الواضح بإعادة السودان إلى موقعه الطبيعي داخل المنظمة الإقليمية، ما يمثل إشارة عملية إلى أن حكومة الأمل عازمة على تحريك دولاب العمل الدبلوماسي، وفتح قنوات تواصل فعالة مع المؤسسات الأفريقية لاستعادة عضوية السودان الكاملة، بما يتيح له المشاركة في الأنشطة والبرامج والمداولات التي تحدد مستقبل القارة، لافتين إلى أن أهمية اللقاء تتضاعف بالنظر إلى خلفية رئيس المفوضية، السفير محمود علي يوسف المنتمي إلى جيبوتي، الدولة التي حظي إدريس بلقاء رئيسها إسماعيل عمر جيلي في نيويورك الأمر الذي يمنح هذه التحركات بعداً إقليمياً يعزز من فرص السودان في العودة إلى حضنه الأفريقي.
خطوة قوية ولافتة:
ويؤكد السفير نادر فتح العليم الخبير في العلاقات الدولية وفضِّ النزاعات أن لقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السفير محمود علي يوسف بنيويورك، يمثل خطوة قوية ولافتة على طريق استعادة السودان لعضويته في الاتحاد الأفريقي والمشاركة في أنشطته، ونوه فتح العليم في إفادته للكرامة إلى لقاءات رئيس الوزراء كامل إدريس مع بعض القادة والزعماء الأفارقة في نيويورك مما يعكس اهتماماً سودانياً ضرورياً بتكثيف الجهود الدبلوماسية المتقدمة نحو رفع الحظر المفروض على مشاركة السودان في مؤسسات الاتحاد، مؤكداً أن تحركات رئيس الوزراء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن تؤتي نتائج إيجابية إذا ما أُحسن استثمارها، مبيناً أن هذه الخطوات تفتح آفاقاً واسعة أمام السودان للعودة إلى محيطه الأفريقي وتعزيز موقعه الإقليمي والدولي.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر، فإن عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي لا تقتصر على استعادة مقعده في المنظمة فحسب، بل تمثل مدخلاً لإعادة بناء الثقة مع الشركاء الأفارقة، وتأمين الدعم السياسي والدبلوماسي اللازم لتجاوز المرحلة المعقدة التي يمر بها السودان وربطه بمحيطه الأفريقي، وإعادة الاعتبار لدوره المحوري في قضايا السلم والأمن والتنمية بالقارة السمراء.