بقلم :محمد عثمان الفاضلابي
في مشهد يعكس حجم التحديات التي تواجه السودان النيلي، أقدم حكام أديس أبابا على فتح بوابات الطوارئ لسد النهضة في بني شنقول المحتل في ذروة موسم الفيضان، ما أدى إلى غرق مساحات واسعة من الأراضي السودانية، وتدمير العديد من المحاصيل والمنازل على امتداد مجرى النيل. ورغم تحذيرات وزارة الزراعة والري السودانية من مخاطر إضافية، فإنها لم تصارح المواطنين بالحقيقة الكاملة: السبب الحقيقي يكمن في فوضى تشغيل السد الحبشي وليس فيضان النيل،ما حدث ليس مجرد خلل فني أو سوء إدارة، بل هو إعلانٌ صريحٌ للسيطرة والتحكم في شريان الحياة السوداني، وإثباتٌ لإمكانية التدمير والتعطيش بهدف تقديم مطالب اما بيبع المياه او المشاركة في ايراد المشروعات المروية بمياه النيل الأزرق، لذلك قاموا في موسم الجفاف، تم حجز المياه، ما أدى إلى تعطيش مشروع الجزيرة، أحد أكبر المشاريع الزراعية في البلاد. والآن، في موسم الفيضان، تُغرق المحاصيل وتُدمّر المنازل، بينما تقف الوزارة عاجزة، بعد أن فقدت القدرة على التحكم في مياه النيل.
أين أولئك الذين روّجوا للسد وزعموا أنه سيمنح السودان القدرة على تنظيم جريان النيل؟ أين لوبي السد الذين نشروا الأباطيل؟ لقد وعدوا بثلاثة مواسم زراعية في مشروع الجزيرة، لكن الواقع أثبت أن موسمًا واحدًا لم يجد الماء الكافي. هذه الفرية لم تكن جديدة، فمشروع مروي منذ عام 2006 لم يتمكن من تأمين المياه لموسم واحد مكتمل.
أما الكهرباء، فالجميع يعلم أن الخط الناقل لم يُشيد، وأن تكلفة إنشائه تتجاوز 2 مليار دولار، وهي كافية لإنشاء مشاريع تنموية داخل السودان نفسه. فهل كان الهدف من السد خدمة السودان، أم فرض واقع جديد من الهيمنة والتحكم؟
أين القانوني سلمان الذي تحدث عن تنظيم الجريان؟ أين سيف حمد؟ أين معتز موسى وأسامة عبد الله؟ هؤلاء جميعًا كانوا جزءًا من منظومة الترويج، وهم اليوم غائبون عن المشهد، بينما يدفع المواطن السوداني الثمن.
سعة الطوفان تعادل مئة فيضان، وحتى الآن لم تُجرَ دراسة تحليلية لانهيار السد، ولا دراسة للأثر البيئي.
التضليل الذي مارسه بعض المورطين في ملف السد السد الحبشي بسعته الحالية هو أكبر خطر يمر على حضارة السودان عبر التاريخ ولا يوجد خطر يقارن به ،،
لأنه لو انهار السد، فسيكون الدمار للسودان النيلي بالكامل، مع العلم أن السدود التي انهارت حول العالم بالمئات بل حتى في أمريكا وفرنسا وروسيا والصين والبرازيل وإيطاليا التي شيدت شركة وي بلد ( ساليني ) الايطالية السد الذي يهدد السودان بالدمار.
مع ذلك لايمكن أن نلوم الحبش بالإغراق خاصة أن وزير سابق عندما حذره المصريين من خطر السد صرح بالقول في مقابلة بالصوت والصورة : نحن عايزين نغرق ! إنتو مالكم؟
ووزير آخر ظل يردد أن السد الحبشي آمن من السدود السودانية.
الآن الحبش لبوا لهم مطالبهم خاصة أنهم يمثلون السودان في التفاوض حول مياه النيل.
لك الله ياشعب السودان.