أتجول في صفحات كتاب السياسة لأرسطوطاليس وهو كتاب في غاية الأهمية ويعتبر من أهم المراجع السياسية الشاملة التي تتحدث عن الدولة وتكوينانها ودساتيرها ومجمتعها،
أتصفح في هذا الكتاب وعند وصولي الي باب أهمية الدستور لتكوين الدولة وتماسكها واستقرارها توقفت فجاة وسرحت في حالة دولتي السودانية التي مازالت تبحث عن دستور دائم يحقق نظرية أرسطو الخاصة بالمعني الحقيقي للدولة!! تخيلت نفسي مكلفا من الشعب للبحث عن شخصية سودانية في هذه الظروف المعقدة ليصبح رئيسا للبرلمان السوداني الذي تقع عليه مسؤلية بناء السودان مابعد الحرب أو سودان السلام والتسامح او السودان الحديث، تذكرت جميع القادة العسكريين والمدنيين الذين قادوا مسيرة السودان منذ الاستقلال وحتي عهد البرهان ثم تفحصت وجوه ومواقف المدنيين الذين مازالوا علي قيد الحياة يعيشون بيننا بالحب والسلام والتسامح وكذلك تسندهم خبرة ثرة في حياتهم السياسية وأي من هولاء يصلح بأن يتولي برلمان السودان ويجمع السودانيون بعد شتاتهم ويوحدهم بعد خلافاتهم ويزرع بينهم الحب بعد البغضاء بينهم حتي ينسوا مراراتهم ويصلوا لمرحلة التسامح والتصالح والقبول الاخر من اجل وطن انهكته الحروب واقعدته الخلافات!! فلم أجد اجدر وأنفع لهذه المرحلة أو البرلمان غير السيد مالك عقار الذي أصبح يمثل كبير البيت السوداني بعمره وخبرته وتسامحه وصفاته القيادية،، لم ألتقي بالرجل ولم تلامس يدي يده منذ أن خلقت وحتي تاريخ كتابة المقال وربما لم نشاهده في برنامج مباشر الا عبر الشاشات أو الوسائط لكن مواقفه البطولية وتصريحاته المعتدلة تحتم علي الجميع احترامه والمطالبة بأن يتولي الأمر الصعب فالرجل خزينة افكار متعددة ومدارس متجددة يتحدث بلغة التاريخ القديم ويقارن بالحديث ويطالب بالتجديد، رجل متسامح مع نفسه قبل أن يتصالح مع المجتمع لذلك تجده مقبولا لدي الجميع ويمتاز بلسان عفيف ،
فإذا كانت قيادة الدولة متمثلة في مجلسها السيادي حريصة علي الانتقال المدني وصولا لحكم ديمقراطي عبر الانتخابات فعليها أن تبدأ ذلك بتشكيل البرلمان الذي يناط به تهيئة الحياة السياسية بإعداد القوانيين والدستور المؤقت الذي يهيئ للدستور الدائم وهذا يحتاج الي رئيس برلمان لايقل شأنا عن الذين قادوا برلمانات السودان ،ومالك عقار لايقل شأنا من هولاء وربما يزيد عنهم بصفات كثيرة ومن هنا تبقي المطالبة الملحة بتكوين البرلمان السودان برئاسة كبير البيت السوداني مالك عقار الذي كان يمثل اشواق الكثير من السودانيين بتعينه رئيس لمجلس الوزراء لكن ربما تكون ارادة الله هي التي تريد ان يأتي مالك عقار رئيس للبرلمان لحوجة السودان لرجل مثل الكبير مالك لقيادة برلمان السلام والتسامح وشعارنا يبقي كلنا مالك عقار للبرلمان
عبد الله بلال يكتب : الكبير عقار و برلمان السودان
