ثوابت – السماني عوض الله – الشرطة الدبلوماسية

لأ أحد أظن يستطيع تحمل الضغوط في العمل والإزدحام في طلب تقديم الخدمة ، مع توازنات المعارف وحق الزمالة وغيرها من العلاقات البينية التي يقدسها السودانيون .

ولعل واقع الحرب في السودان شكل ضغوطا وعبئا على مصر الشقيقة التي فتحت أبوابها لكل الفارين من ذلك الجحيم ، والعبث الذي أنتهجته مليشيا الدعم السريع .

ترك الناس منازلهم ومقتنياتهم الشخصية نجاة بأنفسهم وعائلاتهم وكانت وجهتهم شمال الوادي ، التي لم تبخل ، لكن هذا الفرار شكل عبئا على البعثة الدبلوماسية الموجودة في القاهرة وتحديدا إدارة الجوازات بالسفارة ثم القنصلية العامة عبر الوحدات المختلفة .

واجهت إدارة الجوازات ضغوطا كبيرة ، في ظل امكانيات محدودة ولكن تمتلك إدارة قوية يقودها العقيد عادل يونس ذلك الفتي الأبنوسي الذي جسد القومية الحقيقية في توليه هذه الإدارة .

وهذا العقيد لا يبارح مباني السفارة منذ السادسة صباحا وحتي السادسة مساء ، بمعني أنه يعمل دوام ونصف من أجل الإستجابة لطلبات ملايين المتقدمين لإستخراج الأوراق الثبوتية من أجل الشروع في توفيق أوضاعهم سواء على الإجراءات الهجرية او الإدارة التعليمية .

وشهادتي قد تكون مجروحة في حق العقيد عادل يونس الذي تجده مبتسما يستقبل هذا ويودع ذاك ويوقع على أوراق ثبوتية بيده الأخري، لم تظهر على ملامح وجهه علامات الضجر أو الضيق رغم الكم الهائل من الوافدين الي إدارته التي لم تملك الإمكانيات التي تخدم هذا العدد الكبير من طالبي الخدمة.

ورغم ذلك أستطاع العقيد عادل يونس إنجاز ملايين الجوازات والأرقام الوطنية والإفادات المختلفة وتنظيم العمل داخل الادارة ، وكانت ثمرة ذلك البوابة الرقمية التي سهلت كثيرا من الإجراءات .

العقيد عادل يغادر السفارة وهو مرفوع الرأس لما حققه من إنجازات وطنية يستحق ترقيته وتكريمه تكريما يليق وما قدمه للجالية السودانية بجمهورية مصر العربية وللفارين من الحرب الي أم الدنيا .

والعقيد عادل ترك إرثيا ثقيلا لخليفته العقيد عادل ، وتاريخ وطني خالد ، ولكن نثق بان دبلوماسية الشرطة ستقود هذا الملف وفقا لما تم التخطيط له من إدارة الجوازات ، والعقيد وليد يمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع هذا الملف الذي يشكل أكبر تحدي للبعثة في القاهرة

Exit mobile version